اتحاد المنظمات الإسلامية .. الإر هاب الناعم

جمال الإدريسي

الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 22:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام

يلتحق مئات الشباب المسلم في أوروبا بالتنظيمات الجهادية في العراق وسوريا، وفي مقدمتهم "داعش" و"جبهة النصرة"، ورغم ما تبذله دول الاتحاد الأوروربي من تشديدات أمنية للحيلولة دون التحاق مزيد منهم بهذه التنظيمات المتطرفة، إلا أن أعداد الذين يتبنون الفكر المتطرف في ارتفاع مستمر في القارة الأوروبية، حيث أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول عن التحاق عدد كبير من مواطنيها للقتال في سوريا والعراق.

يتساءل كثيرون، إذا كان الفقر وانسداد الأفق والشعور بالانتقام هو ما يدفع الشباب في العالم العربي لتبني الفكر المتشدد والالتحاق بالتنظيمات الإرهابية، فما هي إذن الأسباب التي تدفع بشباب أوروربي لترك الحياة الرغيدة في البلدان التي يقيمون فيها، وتبني الفكر الإرهابي، واللحاق بتلك التنظيمات، حتى سار الجهاديون القادمون من أوروبا قادة فيها؟ إذن هناك مشكل ما، وغشاوة لا بد أن تنكشف للمتابع العربي.!

المسألة إذن غير مرتبطة بالفقر، ولا بالوضع السياسي، وإنما متعلقة أساسا بفكر ينهل من مراجع التطرف والإرهاب،وجد له أرضية خصبة في أوروبا، وبدأ ينتشر بين أبناء المسلمين هناك، حتى تكون جيل من المتشددين المتبنين للفكر الجهادي على كامل الاستعداد الفكري والوجداني للسفر لأي مكان في العالم وحمل السلاح والقتل والتفجير.

من أبرز المنظمات التي تعمل على نشر الفكر الجهادي، الذي لا يرى في الآخر إلا عدوا يجب قتله، اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، الذي أسسسه تنظيم الإخوان المسلمين سنة 1989 وينتشر في جميع الدول الأوروربية، رغم أنه يقدم نفسه كهيئة مدنية، تضم أزيد من 1000 فرع وتنتشر في 30 دولة أوروربية، فهو يسعى إلى إحكام قبضته على أوروبا، وبعدها على العالم العربي من خلال أوروبا، فالاتحاد يقول إنه يهدف إلى "الحفاظ على الوجود الإسلامي في أوروبا"، لذلك فإنه يسعى جاهدا لزرع الفكر الإخواني الذي ينهل من فكر "سيد قطب" التكفيري، ونشره في وسط الجالية المسلمة في أوروربا، وهكذا تشكل "جيل الجهاد" في بلدان الأنوار.

مؤخرا أدرجت دولة الإمارات اتحاد المنظمات الإسلامية ضمن قائمة الجماعات الإرهابية، إلى جانب جماعة وتنظيم الإخوان المسلمين، وهذا يبرز مدى اليقظة الأمنية التي تتمتع بها هذه الدولة. فإذا عجزت بريطانيا وأمريكا عن إعلان اتحاد المنظمات الإسلامية تنظيما إرهابيا، فإن ما فعلته دولة الإمارات العربية لامتحدة يعتبر في نظر مراقبين خطوة جد متقدمة في تجفيف منابع التطرف والإرهاب في العالم.

#جمال_الإدريسي (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات