أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - قصيدة غير طارئة إلى جنرال طارئ














المزيد.....

قصيدة غير طارئة إلى جنرال طارئ


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 1303 - 2005 / 8 / 31 - 08:29
المحور: الادب والفن
    


"أخذتَ السماءَ وما دونها, المياه وما فيها, الأرض وما عليها ,لكنها بلادي أيها الجنرال, بلادي !"
كأنما الأرض
مازالت واقفة
على قرن ثور
لترث بلاداً هلكى
مملكة خوفٍ وجوع
كنوزاً من الجماجم والجثث
دم الأرض الأسودَ
متآسناًُ خارج الأرغفة
أرامل على حدود الفضيحة
صبايا, بلا بريق
من سوء هضم الحب
عجائز بذاكرة غربال,
لم يلتقط حبة واحدة
من حنطة المسرة
آباء يلوبون
بين سجن ومسغبة,
طفولة منكوشة الأحزان
بلا لُعبٍ
أو شيء يقارب الفرح
كأنما الأرض واقفة
لندور حول
حجر رحاها الموروث
بلا أعين
أو أيدٍ مشرقة

***

كأنما الأرض واقفة
وهذي الريح الخؤونة
باعدْتنا
فتذكّرْني بردى
صبياً يلْهو بنجومك
قبل أن تهوي
و مع طير سمائكِ
قبل أن تشحبْ
كان المخيم شاهداً
والفاقة تضرب أطنابها
والشهداء يتقاطرون
حيث أنتَ
لتستريح من العزاء
كل ذاك لتحيا
ولا يشيخ هواك
لكن ...
هدّك الذي
وزّع البلْوى
على العباد بالتساوي
وأنا استجرتُ بالفرات
قلتُ هنا:
أعيدُ ترتيب بيت روحي
هنا صورة أمي
هنا ريحانها
هنا أصيص وردٍ
اشتهيت أن يفوحَ بكلّ اللغاتِ
هنا أصدقاء
بضوْع أرواحهم يتخاصمون
وصبايا يتراقصْنَ
بخلاخيل أحلامي
هنا أكتشفُ وعي دمي
عاشقاً حرية بلاد
تتباعدُ ,تتقارب,
تلهثُ, تعيا وتستريح
وانا أشبّ كالثيّل الخجول
بلا مطر.

***

كأنما الأرض واقفة
وأنتَ لا ترى يديكَ,
دم حناء يديك
والنياشين عظام قتلى
تبلى الجسوم
وذاكرة الناس
في التراب حيّةٌ,
ستفرع حين يأتي
مطر جسورٌ
أو حين يرتجل
سيل طائش
أغانيه في الوهاد

***

فأي إرثٍ لكَ
أإرث قرصانٍ
لم يرفع راية لهُ
لوفرة الجماجم على المركب
أإرث جابِ لضرائب الموتى
أجبى أزهار أنفاس ملفوظة
وأطلق كلاب النواح علي الأرواح
فأغلقْ يديك
على ما تبقى من الهواء
أغلق الهواء
على ما تبقى
من الحياة,
أغلق الحياة
على ما تبقى ...
أيُّ إرث لك؟

***

منذ ثلاثين حولاً
لم يرقص قمر للصغار
في أيةِ أغنية
لم تبتسم شمسٌ
وهي تتكىء
على أضلا ع القرى
ولم يكفّ الدجاجُ الشعبي
عن نبشِ سرَّ
مزبلة الحاكم والعائلة.

***

قبل أن تُمْعِنَ
في الشهوة صبياً,
أراق الفقر
أرصفة الحواري
والأزقة
لترتدونها كالأحذية,
أراق دم العيون
كي لا ترى
أبناءً وأحفاداً
يعبرون الصِبا
إلى السجونِ أو المقابر .
لا ثياب قزحية الألوان
لنختال في أعيادنا العمياء .
لم تكن هناك لترى
كل ما رويتُ
وما لم تروِ الأغنية
أحجية حارتْ الطفولةُ
كيف تستدِلَّ
على يقينها
حين تقترع الأيدي الخالقة
بسوط نعم
والقرويون يدبكون،
فَرِحِينَ
بجلاليب الحزن الطويلة
ثلاثون حولاً
أنتَ لم تجد مرّة
في يديك خبزةً
للخوف يابسة,
ولم يكن الليل
يكمن لكَ
بأِشباحه
حول السرير .

***
الأرض مازالت
واقفة على أرواحنا المريضة
ولم نقو على شدوٍ معافى
بعد أن أعلنا انحسارنا
عن شاطئ آهل بالحياة
اسْرْرنا للموج
بُحْ للصخور والرمال
بما تعاني
ولا تقف في الجزرِ
مكتوف اليدين
لوّحْ للمراكب
عابرة ذلك التيه
دلّ قلوبنا
على رائحة "السليقة"
كي لا تصاب الطفولة
بانفصام أو شاجها
عن الغناء
وغن ستشفى قلنا
أو سيشفى الغناء
و ستشفى المدن من الهلعْ
ومن وصايا السوط:
لا أفراح
إلا بإذنٍ من الجندِ والسلطان
لا أعراس ,لا قناديل تضاء
لا مراثٍ يعثر بها المقرؤون
وهي تنتصب
بظلالها على الطرقات,
{لا تزْنِ بعروسك
لا تورقْ الأشجار
ببراعم فرحة
لا تدع الدوالي
بلألاء عناقيدها
بلا نحيب}
هذا إرثكَ
أيها الجنرال
فكيف تقاوم
الديناصور القادم
بجنود المآتة
وأنتَ بجرذان أمنك
تطبق على شعب أسير من الصلصال المفخور
(( عرب كرد آشوريون دروز سنّة علويون مسيحيون ))
أقوام أُعيدتْ
إلى أقفالها الأولى
وأنتَ لم تْلتِفتْ
إلى البعيد
لترى معاويةْ*
يزيّن ليل دمشق
بمصابيح وصاياه
وبروحه العارفة
يخلع ميراثاً دموياً
يترامى إلى آخر
أمصار الله.
هل كان معاوية صبيا؟
كيف اذا جلس التاريخ
بجلاله على ركبتيه واصغى
وهل خشيت
من موت شبيه,
قبل أن يطرّز ليل شعرك ,
شيبُ الأربعين.
معاوية صلى في النور
وقتا لدم أرقتموه في الشوارع والأقبية
وقتاً لخبزٍ يتزوّبع
في حلوق الناس
وقتاً لأرواح عالقة
بالهواء ولا تغادر
دون دموع الأهل والأصدقاء
وقتاً لانهار حاسرة
عن عظامها وتمشي
(( بردى الخابور العاصي الفرات ))
لبيادر تعي صلاتها وتبتهلُ
لجذور لم تحترق
لمشكاة تتصاعد
عند كلّ ليل سيغادر
وضوء سيأتي
وقتاً لفروض ستؤديها
سلالات ليست قابلة للانقراض.
***
الأرض ليستْ واقفة
ونحن ندور ندورُ ندورُ ,
أيها الجنرال البليغ. ؟


من [نهر بضفة واحدة] مخطوط معد للطباعة.


*معاوية بن يزيد, قتل بعد ان تنازل عن الخلافة



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وديعة معاوية بين الأسد ومبارك
- مباراة موت بين أهلي وأهلي
- نصّ قصصيّ -ولادة قيصريّة-


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - قصيدة غير طارئة إلى جنرال طارئ