أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إدريس ولد القابلة - حول قضية الإرهاب














المزيد.....

حول قضية الإرهاب


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1302 - 2005 / 8 / 30 - 10:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نشرت صحيفة "واشنطن بوسط" مقالا للصحفية " آن آبليباوم" يتطرق لإشكالية الارهاب تحت عنوان " حول قضية الإرهاب" حاولت فيه كشف الأضواء على ما أسمته لغز المسلمين البريطانيين. و انطلقت الكاتبة من الفكرة القائلة أن المسلمين البريطانيين , الذين حاز أباؤهم حق اللجوء , ووجدوا وظائف ,وعاشوا حياتهم في بريطانيا , يمكن أن يؤثر عليها بعمق قمع المسلمين في بلدان لم يزوروها قط يبدو أمرا غير مفهوم . وفكرة كيف أن الأحداث في الفيافي البعيدة يجب أن تفضي بساكني لندن أو ليدز من أبناء الطبقة المتوسطة إلى الإعجاب بالإرهابيين، فهذا يبدو أمرا غير مفسر بل لغزا.

وتتساءل الكاتبة، لكن لماذا تكون هذه الظاهرة غير مفهومة أو غير مفسرة , على الأقل بالنسبة للأميركيين ؟

على أية حال , لقد تسامح الأميركيون أنفسهم في وقت من الأوقات مع ظاهرة مماثلة ، كما كان هناك التعاطف مع الجيش الجمهوري الأيرلندي الذي استمر لعقود في بعض الطوائف أو الجاليات الأميركية من أصل أيرلندي وهوالآن فقط يخبو ويضمحل . وبالتالي، ترى الكاتبة أن تأييد بعض المسلمين البريطانيين للأعمال العنيفة من جانب بعض المسلمين , جاء تأييد الأميركيين من أصل ايرلندي للإرهاب الايرلندي في أشكال كثيرة . فقد كان هناك أميركيون من أصل ايرلندي يجمعون الأموال للجمعيات الخيرية الكاثوليكية في أيرلندا الشمالية بدون الإشارة إلى الجيش الجمهوري الأيرلندي على الإطلاق . وكان هناك أيضا أميركيون من أصل ايرلندي كانوا في الوقت الذي يزعمون فيه يساعدون فيه عائلات السجناء السياسيين يساعدون في الحقيقة في تسليح إرهابيي الجيش الجمهوري الايرلندي . وعلى امتداد سبعينيات القرن الماضي , طلبت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر من الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان وقفهم ومنعهم , لاعتبارهم المصدر الرئيسي لتمويل الجيش الجمهوري الايرلندي . وحتى بعد ذاك كان يتم التسامح معهم على نطاق واسع.


و تقر "واشنطن بوسط" على أن هناك فرقا أو اختلافا كبيرا واحدا : وهو أن الإرهابيين كانوا يفجرون القنابل عبر المحيط وليس في نيويوك أو بواشطن , وهو ما جعل الأمر كله يبدو إلى حد ما أقل خطرا وأثرا . ولكن في بريطانيا كانت التفجيرات خطرة وأبعد أثرا بما فيه الكفاية . ففي عام 1982- وهوالعام الذي قتلت فيه قنبلة للجيش الجمهوري الايرلندي ثمانية أشخاص في هايد بارك - تم اعتقال أربعة رجال من الجيش الجمهوري الايرلندي في نيويورك بعد محاولتهم شراء صواريخ أرض-جو من عميل بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي . وفي عام 1984 - وهو العام الذي حاول فيه الجيش الجمهوري الايرلندي قتل مجلس الوزراء البريطاني بأكمله في بريتون - تم إحباط مؤامرة للجيش الجمهوري الايرلندي لتهريب سبعة أطنان من المتفجرات , وهو العمل الذي أدى إلى اعتقال العديد من الأميركيين . وفي عام 1999 , وبعد وقت طويل من إعلان الجيش الجمهوري الايرلندي هدنته أو وقفه لإطلاق النار , تم اعتقال أعضاء في مجموعة تابعة للجيش الجمهوري الايرلندي متصلة بمنظمة أميركية , بسبب حمل ونقل السلاح في فلوريدا . إن نطاق الأميركيين الذين كانوا لا يزعجهم هذا النوع من الأمور كان نطاقا واسعا على نحو مدهش . فبعضهم كانوا أعضاء في الكونغرس الأميركي، وبعضهم ولدوا في ايرلندا ، وبعضهم من كانوا أميركيين من أصل أيرلندي .

يقول الصحفي الأيرلندي "كونور أوكليري" , الذي تتبع العلاقات الأيرلندية-الأميركية لأكثر من عقد من الزمان , إن الجيش الجمهوري الايرلندي كان دائما ينظر إلى من هم في الشتات للمساندة والدعم المعنوي فضلا عن المال . وهذا كان يعني أنه عندما بدأ الأميركيون البارزون من أصل أيرلندي – في تسعينيات الماضي- بالمناداة بالقومية الدستورية ( والتي كانت تعني النشاط السياسي ) بدلا من الكفاح المسلح ( والذي كان يعنى الإرهاب ) , تحولت وتبدلت آراء ووجهات نظر كثيرين في ايرلندا الشمالية أيضا . إن إعلان الجيش الجمهوري الايرلندي الأسبوع قبل الماضي عن أنه سيتخلى نهائيا عن الكفاح المسلح كان - على الأقل جزئيا - نتيجة عقد من الضغط الايرلندي الأميركي . و بالتالي تخلص الكاتبة إلى أنه إذا كان الضغط الأيرلندي الأميركي قد تم استخدامه مبكرا , لكان الأمر كله قد انتهى منذ وقت طويل .

و مقصد الكاتبة هنا ليس هو حقيقة السياسة الأيرلندية الشمالية , ولكن هي الجاذبية غيرالعادية و المثالية للعنف لدى ساكني المجتمعات السلمية الأخرى . و تقول الكاتبة أن المرء ليس في حاجة لأن يكون مسلما أو فقيرا,أو متطرفا , ليشعر بالجاذبية الرومانتيكية للإرهاب . و تضيف أنه يمكن أن يكون ذلك الشخص أميركيا من الطبقة الوسطى و كاثوليكيا منحرفا تصادف أن جاءت جدته من دونيغال . ولكن جاذبية العنف الأجنبي يمكن أن يقضى عليها ، في رأيها , أو على الأقل الحد منها , إذا اتفق قادة المجتمع على أنهم يريدون ذلك أن يحدث فعلا .

و تقر "واشنطن بوسط" بأنه إذا نشر أو استخدم المسلمون البريطانيون كل مؤسسة من مؤسساتهم الدينية والمدنية والتجارية ,يمكنهم على مدى الوقت ان يكونوا قادرين على القضاء على مناخ التسامح في أعمال العنف الذي حعل تفجيرات لندن ممكنة , مثلما ساعد الأميركيون من أصل ايرلندي , الجيش الجمهوري الأيرلندي على التخلي عن السلاح . و تنهي مقالها مؤكدة أنه إذا لم يفعلوا - سيكون هناك دائما مجندون ومتطوعون مستعدون وراغبون في الموت من أجل قضية براقةأجنبية أجنبية عنهم.
ترجمة و تعليق: إدريس ولد القابلة



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية ليست بدعة غربية
- الاصلاح الدستوري من منظور الذين يحلمون بغد مختلف جدريا بالمغ ...
- المغرب غدا
- لا مناص من إدراك فحوى الديمقراطية
- استطلاع الرأي حول الهدف الرئيسي من الدستور
- الديمقراطية المستوردة و مستقبل العرب...مجرد فكرة
- معضلة البنية الاقتصادية المغربية
- التنمية و السوق
- هكذا كان قدرنا
- الاستثمار و الفساد
- التنمية تستوجب شروطا
- إلى أين؟...مجرد تساؤل...
- الشباب و التغيير بالمغرب
- المخزن و البادية بالمغرب
- واشباباه
- لماذاهذه الاشكالية؟
- الدعم المغربي للقضية الفلسطينية
- بعض مشكلات الشباب المغربي
- شركة التبغ تصر على الاستمرار في استبلاد المغاربة
- العاطلون في نفق مظلم


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إدريس ولد القابلة - حول قضية الإرهاب