أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - دانا جلال - صورة الغازي (المجاهد)















المزيد.....

صورة الغازي (المجاهد)


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 4642 - 2014 / 11 / 24 - 18:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ماذا لو سَبقَ قِراءة القرآن في مَسامعِ الشعوب التي اُريد لها أنْ تدخل الاسلام قبل أنْ يضع المُجاهدين (الغزاة) لغة السيف المقدسة عِندَ العرب، ولها من المُسميات ثلاثمائة ونيف على جدول الأعمال الذي قَسمَ العالم الى ساحة حرب وصراع أزلي بين دار الحرب (الكفار) كما وصف في القرآن بدار الفاسقـين (الأعراف 145) مع دار السلام (الاسلام) ؟ سؤال لَم يُطرَحْ في حينه لأن الهدف المُتَّفق عليه بينَ قادة وجنود الغزوات، هو تَجريد الغازي من مُحَدِدات نصه السماوي وقِيَمه، وخاصة الآيات المَكية الجدلية السمحاء.
لمُقدمة المَنَع نتائجها المنطقية للامنطق الجرائم التي كُتِبَت لاحقاً بحَّدِ السيوف المُشَّرعةِ والمَدعومة بالمشروعِ الديني لثقافة الصحراء، بعد أن سَمحَ لهم الرسول بحمل السيوف والرماح، ومَنَعهم مِنْ حَملِ الكِتاب، كي لا يَقع الغازي في لحظةِ ضُعف إنسانية بعد قراءته للنص في فخ الآيات المدنية، فعن عبد الله بن عمر (رض): أن رسول الله (ص) نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو (1)
في ظل ظروف موضوعية تَمثل بفضاء الفقر المُطلق الذي كان سائداً في الصحراء العربية فان صورة (المجاهد – الغازي) التي رسمت بِنَّص وحديث نبوي، لَنْ تخرج عن إطار المُقاتل الجائع والتائه في الصحراء ورحلة بحثه وببوصلة السيف عن المُفتَّقدِ في بيئته الطبيعية، والموعد به في فردوسه السماوي بملامسة حافاته بعد عمليات نهب وسبي للشعوب والحضارات المجاورة، فعن عائشة "من حدثكم أنَّا كنا نشبع من التمر فقد كذبكم، فلما افتتح (ص) قريظة (يهود) أصبنا شيئاً من التمر والودك" (2).
التراكم الديني شِكلاً من أشكال "التراكم الوسيط" بين البدائي والرأسمالي منه، تم تبريره حَديثاً ومِن ثُم وضعه ضمن النشاط الانتاجي بَعدَ جَعل أدوات الحرب وسائل انتاج لا تنتج غير الجريمة، فعن ابن عمر عن النبي (ص) قال: "جُعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذِّلَّة والصغار على من خالف أمرى" (3)
التراكم الديني لا يقلُ بشاعةً عَنْ البدائي، وما أنتجه مِن مقاتلين لأكثر إجراماً حتى مِنَّ الذين مارسوا عمليات النهب البدائية، لأن الثانية لَمْ تُبرر بالنَّصِ المُقدس، فَعنْ أنس بن مالك ( كان الرسول يرغّب الغازى ويقول: "من قتل كافراً فله سلبه" (4). التراكم الديني لَم يَتحرر مِن جذوره القبلية على خلاف ما يشاع عن الأمة الإسلامية بديلا عن القبلية العربية، فالمؤلفة قلوبهم وكان لهم حصة في توزيع الغنائم ينسفُ مفهوم الأمة الاسلامية، ناهيك عن تناقضات بعض النص مع علميات النهب التي بُررت كما الحال مع فرض الجزية على أهل الكتاب بحسب (البقرة:62)، و(المائدة:69) وأخذ الرسول الجزية مِن المجوس مخالفاً بذلك نصوص القرآن.
بغض النظر عن الحديث وصحته فان ( المجاهد – الغازي) الذي لم يؤمن بثقافة التعايش مع "الآخر" قد أكد ومن خلال الترجمة بحد السيف على أرض الواقع بان ما يُشاع عَنْ الضعيف من الحديثِ هي الحقيقة وسيدة المواقف في التاريخ الاسلامي وحاضره، فعن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله: لئن عشت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أترك فيها إلا مسلماً (5).لا يحتاج أن نسال عن إحصائية المتواجدين من اليهود والنصارى في جزيرة العرب التي كان جزيرة للرعب "للآخر" حينما اشهروا بحقهم السيف المقدس.
صورة المجاهد – الغازي لا تنحصر بالدموية والغاءه للآخر، بل هي صورة لانتهازي ومخادع لوجود رخصة قرآنية بالكذب والنفاق وفي أكثر من سورة ومنها: مَنْ كَفَرَ باللهِ مِنْ بَعْدِ إيمانِهِ إلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلبُهُ مُطْمَئنٌ بالإيمانِ (سورة النحل 106) والتي نزلت في عمار بن ياسر حين أعطى الكافرين ما أرادوا بلسانه مكرهاً.
إن ما حققه داعش مِن تَمدد باعتماده على سياسية الرُعب ليست بمنقطعة عَن تاريخ الرُعب الديني، ففي حديث عن النبي كما في صحيح البخاري وغيره أنه قال: "نُصرت بالرعب شهراً، يُرعب مني العدو مسيرة شهر" . سيكولوجيا الرُعب الذي لجأ اليه داعش نجده بتفاصيل مفرداته من خلال محاولة ايجاد صلة ما بين البغدادي والرسول وفق منطق داعش، لا على صعيد النسل، بل وعلى صعيد وراثته للسيرة كما أُعلن من خلال أحد مواقع داعش (الآثار الواردة الدالة على ولاية ابي بكر البغدادي الحسيني الهاشمي والتي تدل على انه يفرج الله به الفتن عن الأمة ويسومهم بالخسف أي بالمتفجرات والعمليات الاستشهادية . ويضع السيف على عاتقه وهذا كناية عن كثرة القتل والذبح بالسلاح الابيض كما يفعله اليوم من الذبح بالسكاكين . حتى أن الناس يستنكرون فعله ويطعنون في قربه من ال البيت من فاطمة الزهراء لقلة رحمته وكثرت سفكه لدّْماء (6)
صورة الجهادي في الجزيرة والتي رسمت بفرشاة المأساة ولون دماء الضحايا انتقلت الى الشعوب المجاورة، لينتظروا ويسمعوا وقع خُطى دموي وشبقي يعيش اشكال متعددة للجوع.
1- رواه البخارى، ومسلم (1869). صحيح البخارى – (56) كتاب الجهاد والسير – باب (129) باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو – حديث رقم 2990 – مكتبة أولاد الشيخ – مصدر سابق)وفى لفظ ابن حبان عن ابن عمر قال: "نهى رسول الله (ص) أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو. رواه الإمام مالك فى الموطأ، والإمام أحمد، والبخارى، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وابن حبان فى صحيحه.(صحيح ابن حبان– (21) كتاب السير باب (13)– حديث رقم 4715/1 – مصدر سابق
2- رواه ابن حبان. (صحيح ابن حبان – (7) كتاب: الرقائق – باب (5) – حديث رقم 684/1 – ص295 - دار المعرفة – بيروت – ص. ب 7876 – الطبعة الأولى 2004م) وعن أبى أوفى (رض): "غزونا مع النبى (ص) سبع غزوات أو ستا كنا نأكل معه الجراد" رواه البخارى، ومسلم (1952).
3- رواه البخارى ومسلم (843). صحيح البخارى – (56) كتاب الجهاد والسير – (88): باب ما قيل فى الرماح – ص 367 - مكتبة أولاد الشيخ – مصدر سابق)
4- رواه الإمام أحمد، وأبو داود عن أنس بن مالك (رض)، ورواه الإمام أحمد أيضاً، وابن ماجه عن سمرة (رض)، ورواه أبو داود أيضاً، والترمذى، والبيهقى عن أبى قتادة (رض).جمع الجوامع الكبير للسيوطى – ج7 – حديث رقم 21005 – ص 64 – مصدر سابق)
5- - أحمد 21 - أحمد 210 – الترمذي 1531
6- (المنبر الاعلامي الجهادي)



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفواحش مِنْ خِلال الدواعش
- البرجوازية الأسمية ( ناليا نموذجاً)
- نداء كوردستاني
- ليسَ للجنوبي الا الحلم
- بوكو حرام في كوردستان
- أوقفوا فوراً حفر خندق الفصل بين كرد غرب كردستان وجنوبها
- اسكتي يا أدب سز
- الإدارة الذاتية الديمقراطية في غرب كردستان
- تَناقُضستانْ
- بيان تأييد للإدارة الديمقراطية في غربي كردستان
- الاباحية والجهادي
- فياغرا الثورة المضادة
- توضيح من الكاتب دانا جلال:حول المصدر الإعلامي في رئاسة الإقل ...
- اميرة سومرية ترسم حضاراتنا في عاصمة الثلوج
- مؤتمر دولي حول -الأكراد والعدالة الجنائية الدولية-
- التجمع الأمازيغي الكوردستاني للصداقة والسلام:- ندين قمع الحر ...
- سري كانيه
- عن شهيدات كومونة باريس الكوردستانيات
- أميرات كوردستان وربيع الإخوان – هيفار حسن ودانا جلال
- ام هريرة في البرلمان العراقي


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - دانا جلال - صورة الغازي (المجاهد)