قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4642 - 2014 / 11 / 24 - 17:28
المحور:
القضية الفلسطينية
عذاب القبر ..!!
http://www.iba.org.il/bet/?type=1&entity=1056613
هذا الرابط ، ورغم أنه بالعبرية ، فالصورة تُعبر عن الواقع ، أفضل ألف مرة مما تستطيع الكلمة أن تقوله . لكن خدمة لأعزائي الذين يتكبدون عناء قراءة ما أكتب ، سأترجم لهم الخبر بإختصار .
"إحتجاز سبعة فلسطينيين على ذمة التحقيق بتهمة إعتيادهم النوم في القبور "
تم إحتجاز سبعة فلسطينيين ممن يُقيمون في البلاد بصورة غير قانونية على ذمة التحقيق بشبهة نومهم في قبور في مقبرة بهرتسليا (مدينة ساحلية تحمل إسم هرتسل – ق. ح. م ) . والتي يتم بناءها (اي المقبرة ) بطبقات . ويُشتبهُ بأن عمالا فلسطينيين إعتادوا النوم في القبور إلى أن تُباع لعائلات ثكلى " . إنتهى الخبر .
ورُب سائل يتسائل ، وما الجديد في الأمر ؟؟ فمئات الاف المصاروة وغيرهم من العائلات العربية ، على طول الوطن العربي وعرضه ، تتخذ من المقابر مساكن لها .. ولا أحد يستغرب ...!! فلماذا تجعلون من سبعة فلسطينيين يفترشون القبور ، قصة ؟؟!!
نعم .. فهذا الذي يُطلقون عليه ، العالم العربي والإسلامي ، يضيق بأبناءه الأحياء ، "فيُرسلهم " في دورة مُكثفة تهدف لإستكشاف العالم الأخر ..!!
هذا العالم العربي الإسلامي ، الذي يُكرس طاقات "فكرية " هائلة ، في النقاش والحديث عن عذاب القبر ، عند الموت ، لا يجد الوقت ولا الموارد لتفادي عذاب القبر على الأحياء – الأموات من أبناءه .
ترى ، هل هناك شبه بين عذاب المقبور الحي وبين عذاب المقبور الميت ؟؟ ومن أرحم بالإنسان المُسلم ، ناكر ونكير أم السادة الحُكام ، من ملوك ، أمراء ، رؤساء ووزراء ؟؟
يعتقد البعض بأن ناكر ونكير وشريكهما ، الثعبان الأقرع ، أرحم بالمسلم فقير الحال والبسيط من حكامه وسلاطينه .
لكن الا يستدعي النوم في المقابر ، بعض الإسئلة ، وخاصة إذا كان النوم ، في مقابر اليهود والكُفار ؟؟ !! وهل تتعامل الشريعة اليهودية بتسامح مع غير اليهودي إذا دخل مقبرة يهودية .. !!
ما علينا لنترك الإسئلة الفقهية للمختصين ، ليجيبوننا عليها ؟؟
لكن ، الفلسطيني الذي يبحث عن لقمته ولقمة أبناءه ، ويقتنصها من فم السبع إذا إقتضت الضرورة ذلك ، يتحمل ما لا يُحتمل ويفعل المستحيل ليوفر لأولاده لقمة من كد ساعده وعرق جبينه ، ولو إضطره ذلك إلى مقابلة منكر ونكير كل ليلة ..
فمن" رجال " غسان كنفاني ، مرورا بالعمال الذين "يسكنون " في البيوت المهجورة وصولا إلى ساكني القبور، قيد الإنشاء ... كلهم أبناء لشعب يحلم بدولة تصون كرامتهم ..!!
لهذا تُصبح صورة سبعة فلسطينيين يفترشون القبور قيد الإنشاء خبرا ... لأن دولتهم مضى عليها ، قيد الإنشاء ، ما يقارب القرن من الزمان ...!!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟