أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريهام عنتر التلوانى - المطر















المزيد.....

المطر


ريهام عنتر التلوانى

الحوار المتمدن-العدد: 4642 - 2014 / 11 / 24 - 00:37
المحور: الادب والفن
    


تشبة حياة الأنسان الفصول الأربعة بتعاقبها ، تقلباتها ، تغيراتها وخصائصها ولعل هذا ما يجعله ينظر إليها بروح تأملية حيث أنها لا تختلف عن متغيرات حياته التى تصادفه الا فى مساحتها وخصائصها والقدرة على التاقلم معها ، فهو يعيش فصولا تتعاقب ربما تطول فترات فصلا فيها كثيراً وربما يمضى سريعاً وربما لا يشعر به الأ وهو يرحل تاركا خلفه ذكريات ما .
برع الأدباء فى الكتابة عن الفصول وأستعانوا بها كثيراً فى توصيل المعنى وتأكيده فى رواياتهم وكلماتهم الماثورة ومنها ما استعرضه الكاتب" أحمد بهجت" رحمه الله فى عموده بالأهرام " صندوق الدنيا" فى ديسمبر2004" عن مفهوم الرضا مبيناً أوجه إعتراض الانسان وتمرده على قدوم فصلاً من فصول السنة وتمنى رحيله بالمقارنة بينه وبين غيره ، وعند قدوم الفصل الذى تمناه تتغير رؤيته و يتمنى غيره وهكذا مشبهاً ذلك بفكرة الفصول الاربعة. قائلا" "الإنسان لا يرضي عن الشيء ونقيضه‏,‏ وهذا هو الإنسان في نهاية الأمر‏..‏ والرضا لمن يرضي‏."

أخر ليالى الشتاء

كتبت الصحفية والروائية" زينب صادق "هذه الرواية التى تحمل عنوان " أخر ليالى الشتاء " و التى تعبر فيها عن شتاء العلاقات الزوجية الجافة التى تصيب الزوجين بالجمود وتأثر فى تحول مسارات علاقاتهم لتنتهى بالفشل ورحيل الحب فكم من ليالى باردة تمر وخلالها تتقطع روابط الحب إلى ان تتلاشى تماماً ، واصفه ذلك بليالى الشتاء القاسية التى تمر ببرودة شديدة وعواصف وتغيرات وتقلبات تصيب الانسان بحالات من التجمد يتمنى رحيلها ليعيش صافيا منتعشا ، فى وصف لعلاقة زوجة بشريك حياتها الذى لا يقدر قيمتها وكم عانت معه ليقدر مشاعرها ويعى ما تريد ان تصل إليه من فهم متبادل وحياة أسرية مستقرة وحياة زوجية هادئة وظلت حياتها هكذا إلى ان طالبته يوماً برغبتها فى وضع نهاية لهذه الحياة والتى انتهت فصولها" بأخر ليالى شتاء حياتها معه " تلك التى عاشت دقائقها بقسوة تشبة قسوة النوة التى تضرب صخور البحر بقوة .

أما الساخر" صلاح جاهين" فقد أستطاع التعبير عن فصل الشتاء ببساطة كلماته وعمق معانيها عبر أحدى مقاطع الرباعيات :

دخل الشتا وقفل البيبان ع البـــيوت

وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت

وحاجات كتير بتموت في ليل الشــتا

لكن حاجات أكتر بترفض تمــــــوت

عجبي !!

شملت أقلام الأدباء والشعراء فصل الشتاء بعمق الندى المصاحب له والعطاء الإلهى فيها والذى يتمثل فى سقوط الأمطار التى تغسل برؤيتها هموم القلب ومعها تتفتح أبواب السماء للدعاء ويصفو العالم و يحل الهدوء على الشوارع وتستكن الكائنات وبها يصفو الكون من جديد ، وفيما يلى أبرز الكتابات التى تناولت المطر :

استعان" جلال الدين الرومى" بالمطر للتعبير عن مستوى الكلام والارتقاء بالحديث قائلا : ارتقى بمستوى صوتك .. انه المطر الذى ينمى الأزهار وليس الرعد . وعن لغة المطر كتبت " غادة السمان" هذه العبارة : للمطر لغة خاصة تربك القلب أحياناً
"وتنوعت الاشعار التى كتبت عن المطر ومنها قصيدتين للشاعر نزار قبانى بعنوان" حبيبتى والمطر " و قصيدة عاد المطر" وخلال السطور القادمة عرض لأبيات لكلاً منها :


قصيدة : عاد المطر يا حبيبة المطر
عاد المطرُ ، يا حبيبة َ المطرْ ..
كالمجنون أخرج إلى الشرفة لأستقبلهْ
وكالمجنون ، أتركه يبلل وجهي ..
وثيابي ..
ويحولني إلى اسفنجة بحرية ..


المطر ..
يعني عودة الضباب ، والقراميد المبللة
والمواعيد المبللة ..
يعني عودتك .. وعودة الشعر
أيلول .. يعني عودة يدينا إلى الالتصاقْ
فطوال أشهر الصيف ..
كانت يدكِ مسافرة ..
أيلول ..
يعني عودةَ فمك ، وشـَعْرك
ومعاطفك ، قفازاتك
وعطركِ الهندي الذي يخترقني كالسيفْ .


المطر .. يتساقط كأغنية متوحشة
ومطركِ ..
يتساقط في داخلي
كقرع الطبول الإفريقية
يتساقط ..
كسهام الهنود الحُمرْ ..
حبي لكِ على صوت المطرْ ..
يأخذ شكلاً آخر ..

- قصيدة حبيتى والمطر
أخاف أن تمطر الدنيا ، ولست معي

فمنذ رحت .. وعندي عقدة المطر

كان الشتاء يغطيني بمعطفه

فلا أفكر في برد ولا ضجر

وكانت الريح تعوي خلف نافذتي

فتهمسين : " تمسّك .. ها هنا شعَري .."

والآن أجلس .. والأمطار تجلدني

على ذراعي . على وجهي . على ظهري

فمن يدافع عنّي .. يامسافرةً

مثل اليمامة ، بين العين والبصر ؟

وكيف أمحوك من أوراق ذاكرتي ؟

وأنت في القلب مثلُ النقش في الحجر

أنا أحبُّكِ .. يا من تسكنين دمي

إن كنت في الصين ، أو إن كنت في القمر

وترحيباً بالامطار وعطاءها كتب حسين على العتيبى هذه القصيدة بعنوان : المـطـر حـنّـت رعـــو ده

المـطـر حـنّـت رعـــوده وإلـتـعـج بـرّاقــه
صــدّق وهــذا أولــه فــوق الـثـرى دفـاقـي

جــاء سحـابـه حــادرٍ ممْـلـي تــدلاّ أعنـاقـه
وانتـثـر هملـولـه وســاق وسـقـى وإنـسـاقـي

مرحبـابـه عـــدْ عـيــنٍ للـحـيـا مشـتـاقـه
مرحبـا يـا إمفـرّج الضيقـه علـى مــن ضـاقـي

يــا هماليـلـه تـسـاقـي وأرفـقــي بـإدفـاقـه
أسـقـي الارض المحـيـلـه والـثــرا مشـتـاقـي

فيما امتزجت كلمات "بدر شاكر السياب " عن المطر والتى كتبها عام 1962 فى ديوان يحمل عنوان" أنشودة المطر" حالة خاصة من الوطنية التى تصف حال العراق وصراعاته واطفاله و تخوفه من المطر الذى يعشقه نظراً لانه لا يحمل حلولاً لشعباً جائعاً من خلال وصف حالة الصياد بالقصيدة ، وبين الامل والتفاؤل فى مقاطع اخرى مستبشراً بالمطر وقطراته و انهاءه لحالة من الظلام والمعاناة والصراع ليفتح بها ابواب الأمل...
وفيما يلى مقاطع من القصيدة :

عيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،
أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .
عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ
وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ
يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ
كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...
وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ
كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،
دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،
وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛
فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء
كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !
كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ
وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...
وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،
وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر
أُنْشُودَةُ المَطَر
وفي معلَّقة امرئ القيس وصف رائع للمطر والسحاب والبرق ، وتحديد صورة لتراكم السَّحاب وآثار المطر وما خلّفه من جرفه للأتربة والحيوانات البرِّية. فهى تعبر بعمق عن الوضع الذى كانت عليه القصيم قبل أكثر من 1500 عام.:
أصاح ترى برقاً أريك وميضه
كلمع اليدين في حبي مكلل
يضيء سناه، أو مصابيح راهب
أمال السليط بالذبال المفتل
فأضحى يسح الماء حول كنيفه
يكب على الأذقان دوح الكنهبل
وتيماء لم يترك بها جذع نخلة
ولا أطما الا مشيدا بجندل
كأن بثيرا في عرانين وبله
كبير أناس في بجاد مزمل
كأن ذرا رأس المجيمر غدوة
من السيل والغثاء فلكة مغزل
كأن مكالي الجواء غدية
صبحن سلافا من رحيق مفلفل
كأن السباع فيه غرقى عشية
بأرجائه القصوى أنابيش عنصل
وختاماً يظل المطر لوحة رائعة لسكون الكون وجمال الطبيعة ورمزاً للعطاء الإلهى و يبقى دائماً أرضاً خصبة تستقبل ابداعات الأدباء والشعراء على اختلافها.






#ريهام_عنتر_التلوانى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمل برواية حبل الوريد
- سماء باسمي في الإكوادور اليوم مترجمةً إلى الإسبانية
- سماء أحمد الشهاوي في كوستاريكا والإكوادور
- الأم والخيط الأول لجذب الأطفال لعالم الكتاب والقراءة
- - حفل توقيع ومناقشة رواية - مسيا-


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريهام عنتر التلوانى - المطر