أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - لا تخاطر باسم الله














المزيد.....

لا تخاطر باسم الله


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4642 - 2014 / 11 / 24 - 00:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أولا:
أشكر دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تثبتُ لنا يومًا بعد يوم أنها تمثّل النموذج الحضاري الأبهى بين سائر الدول العربية، ودول العالم. أشكر مجلس الوزراء الإماراتي المثقف الذي اعتمد بالأمس، على قائمة الإرهاب، قائمة هائلة تضم ثلاثة وثمانين تنظيمًا وجماعة ومنظّمة في بلاد العرب وفي أوروبا وأمريكا، على رأسهم جماعة الإخوان، جماعة بيت المقدس المصرية، حركة فتح، تنظيم داعش، وغيرها. والعُقبى العاجلة لمصر التي تتجرع كأس الإرهاب يوميًّا، والعُقبى الطيبة لبقية دول العالم حين تحذو حذو الإمارات؛ التي احترمت الإنسانَ منذ مولدها، فكافحت ترويع الإنسان، وأخلصت لله منذ نشأتها، فاحترمت خلقَ الله: الإنسان.
كل ما في الأمر أن الإمارات أرادت تنقية أرضها من الخونة الارتزاقيين. ومَن يعِش في أمريكا يعلم أنه، بعد 11 سبتمبر 2001، بدأت وكالة الاستخبارات الأمريكية FBI تستعين بعرب في مهامها، ودائمًا تختارهم من الإخوان وأبناء تلك الجماعات ذوي اللحى، لأنها تدرك أنهم خونة لأوطانهم، يسهل شراؤهم بالمال والمطامع.

وثانيًا:
(’الرحمن الرحيم الملك القدوس‘، ارسلها لتسعه غيرى واسمع خبر سعيد ولو تجاهلتها سيصيبك حظ سئ ل 9 سنوات دي حقيقة لا تخاطر بإسم الله.)
هذه رسالة تصلك، وشبيهاتُها، كل يوم على بريدك الإلكتروني، وعلى تليفوناتك المحمولة وتمر بعينيك كل ربع ساعة على صفحات فيس بوك وتويتر. أعلم. وأعلم أيضًا أنك تنتمي لأحد فريقين، لا ثالث لهما: فإما أنك تعيد إرسال الرسالة خوفًا من العقاب الذي ينتظرك لو تهاونت، أو حتى من باب: "وما الضير في إرسالها وهي ذكرٌ لاسم الله"، أو أنك من الفريق الثاني الذي يبتسم ويمحو الرسالة وهو مطمئنٌ ويردد: سبحان الله العظيم له في خلقه شؤون.
ولكنْ، لنبتكر معًا فريقًا ثالثًا يتأمل تلك الظاهرة المجتمعية؛ لنحللها ونكافحها إن اتفقنا أن بها خللا ما أو خطرًا ما. دعونا نتأمل كم المعاني التغيبية التي تحض على الكسل والتواكل وعدم احترام اسم الله العليّ العظيم، وعدم الأخذ بالأسباب للنجاح بالعمل والصلاح.
أولا دعك من أخطاء اللغة المروّعة من نحو وصرف وإملاء في تلك الرسالة التي صحيحُها: (’الرحمن الرحيم الملك القدوس‘، أرسلها لتسعة أشخاص غيري، لتسمع خبرًا سعيدًا. وإن تجاهلتها، سوف يصيبك حظٌّ سيء لتسع سنوات قادمة. هذه حقيقة، فلا تخاطر باسم الله.)
السؤال هو، مَن يخاطر باسم الله؟! الصالح النشط الذي يقضي نهاره يعمّر الأرض ويعلّم النشء ويزرع الثمار ويشيّد المباني ويحمي الوطن، أم الطالح الكسول الذي يرقد يومَه منبطحًا على حاسوبه يرسل مثل هذه الرسائل، مستخدمًا اسم الله الرحمن الغنّي عن العالمين، في ترويع الناس وابتزازهم، فيصبح عليهم بدورهم أن يتركوا مشاغلهم ويتفرغوا لإرسال تلك الرسائل، ليشغلوا غيرهم وغيرهم، فنتراجع نحن العرب المسلمين، ويتقدم الغرب (الكافر).
ثمة رسالة وصلتني تقول: “لو ذكرت عبارة ’سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم‘ خمسة وسبعين ألف مرة يوميًّا لمدة شهر، سيأتيك كنزٌ هائل. وإن لم تفعل ستحدث لك مصيبة خطيرة. ارسلها لمائة شخص فإن لم تفعل اعلم أن ذنوبك قد منعتك.”
احسِبْ معي يا سيدي: المدة الزمنية التي تستغرقها في نطق العبارة، ثم اضربها في رقم 75.000 مرة، ثم احسب المدة الزمنية التي ترسلها فيه لمائة إنسان. ثم حدثني إن تبقى في يومك وقتٌ لتذهب إلى عملك أو لتصلّي أو لتقرأ كتابًا أو لتداعب طفلك أو تبرّ بأمك المسنّة أو جارك الفقير.
إن الواقفين خلف هذه الظاهرة يرتكبون مُنكرات ثلاثة:
أولا: يشوّهون اسم الله، فيجعلونه، حاشاه، ضعيفًا يحتاج إلى ذكرنا، الذي إن لم نؤده بعدد معين سوف يبطش بنا ويعذبنا بكوارث من لدنه. بينما الصحيح أن ذكر الله يطمئننا نحن, فنحن الذين بحاجة إلى ذكر الله لنتقوى به: “ألا بذكر الله تطمئنُ القلوب؟"
وثانيًا: هم يريدونك ألا تعمل لكي لا تتطور، فتتراجع الأمةُ العربية أكثر فأكثر، فيسهل غزوها واحتلالها ونهب ثرواتها وتسهل إشاعة الفتن بينها فنقتل بعضنا بعضنا، كما يحدث كل يوم.
وثالثًا: حين يود الأشرار إرسال ڤ-;-يروس لتدمير جهازك، غالبًا ما يضعونه في رسالة مثل هذه لأنهم يعلمون أن العرب تستهويهم تلك الرسائل فلن يتوانوا عن فتحها ومن ثم يقعون في الفخ.
تعالوا معًا نمجّد اسمَ الله ونحارب أولئك الذين "يخاطرون باسم الله"، حاشاه وتعالى عما يفعلون.
وليس أجمل من أن أختم مقالي بقول الشاعر اللبناني إليّا أبي ماضي:
ليس الكفيفُ مَن أمسَى بلا بصرٍ/ إنّي أرى من ذوي الأبصارِ عميانا



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا حزب النور
- حربنا مع صهيون
- البُوق وال(بُقّ)
- قناة (مكملين) ايه بالظبط؟!
- نعلن الحبَّ عليكم
- العنصريّ في سلة القمامة
- رانيا وصاحبتها
- فتاوى تكسيح الأطفال
- كأننا نتعلّم (1)
- فاطمة ناعوت -كاتبةٌ صحفية وشاعرة ومترجمة مصرية - في حوار مفت ...
- أنا ابن مصر العظيم
- استلهموا هجرة الرسول
- أنا أعلق إذن أنا موجود
- ماذا نفعل بالإخوان؟
- أنا عاوزة ورد يا إبراهيم!
- عيد ميلاد دولة الفرح
- قرد فاطمة ناعوت
- لا تقربوا الصلاة!
- اطفئوا مشاعلَهم، نورُها يُعمينا
- هل لدينا محمد يونس؟ 2-2


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - لا تخاطر باسم الله