أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سعادة - نماذج في زيف الاعجاز العلمي في القران















المزيد.....



نماذج في زيف الاعجاز العلمي في القران


محمد سعادة

الحوار المتمدن-العدد: 4642 - 2014 / 11 / 24 - 00:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ساتحدث في هذه المقالة عن امر لطالما سمعنا به و ملأ شيوخ الاسلام قنواتنا الفضائية حديثا عنه و كل يوم تباع الاف الكتب ترويجا للدجل و الجهل من قبلهم هذا الامر المهم هو "الاعجاز العلمي في القران" و سيكون المقال تحت عنوان "نماذج في زيف الاعجاز العلمي في القران" و ساحاول في هذه المقالة استعراض بعض النماذج المهمة التي يدعي تجار الاعجاز العلمي ان فيها اعجازا علميا محاولين تحميل القران ما لا يحتمل و تفسيره ليناسب كذبهم فيجمعوا بهذا الكذب اموالا طائلة بينما تبتعد امتنا عن العلم و الاكتشافات العلمية اكثر و اكثر مع كل ادعاء باعجاز علمي جديد يدعيه تجار الاعجاز و بينما نحن نبحث عن معجزات في الكتب العتيقة يصنع الغرب المعجزات العلمية الحقة و يكتشف و يبعث رحلات الى الفضاء !!!!

في الواقع ان تجار الاعجاز العلمي يلجأون الى اساليب عديدة عندما يدعون اعجازا علميا في اية معينة فهم على الاغلب يجتزؤون الاية من سياقها في السورة التي وردت فيها ثم يجتزؤون الاية من سياقها القراني متناسين علاقة هذه الاية مع بقية الايات اي سبب نزولها و تكون الاية خطأ علميا اصلا حيث ان القران لم ينقل لنا الا الخرافات و الاعتقادات عن العلم الواردة في عصره و يحاول مدعوا الاعجاز ان يوهموا الناس انه لا توجد حضارات سبقت مجيء محمد و كتابة القران !!!!! غير اننا سنرى في هذه المقالة ان بعض هذه الاعتقادات عن العلم التي تسمى “اعجازات” زورا قد ورد ذكرها قبل الاف السنين في حضارات عديدة سابقة كالحضارة الاغريقية و الحضارة البابلية و هذه الفترة الطويلة من الزمن كفيلة بجعل هذه الاعتقادات تصل الى شبه الجزيرة العربية عن طريق التجارة مثلا او عن طريق الاشخاص المثقفين حسب زمانهم كالنضر بن الحارث الذي كان مطلعا على ثقافة الفرس ( و هذا له قصة طويلة و صراع مع محمد انتهى بقتل النضر في غزوة بدر بعد ان كان اسيرا فقتله محمد دون سائر الاسرى !!! لكنها لا تهم موضوع المقال فلن اذكرها )

سوف ابدأ بسرد بعض النماذج التي يدعي تجار الاعجاز وجود اعجاز علمي فيها و لكنني لن اركز في تفنيدها على راي العلم فيها الا في معلومات علمية واضحة جدا كوني لا اتحدث عن العلم الا في تخصصي و لست كزغلول النجار مثلا الذي يتحث عن الاعجاز العلمي في الجنين مع انه درس الجيلوجيا !!!! ساترك التحدث عن العلم لاهل الاختصاص

و حيث ان تجارة الوهم في المجتمعات المتخلفة تجارة رابحة جدا فنحن نرى اليوم المئات من الادعاءات باعجاز علمي و العشرات و ربما المئات من الاشخاص الذين يتسابقون في نشر الجهل و تشويه العلم بخرافاتهم و يجنون الاموال الطائلة من وراء ذلك و لكثرة الادعاء في وجود اعجازات علمية فلن تكفي بحور من المقالات في الرد عليها و من الصعب الالمام في الرد على جميعها و نظرا لهذا سوف اكتفي بايراد اكثرها شهرة.

ورد في القران “أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون” –سورة الانبياء اية 30- و يتسابق اليوم تجار الاعجاز العلمي في القول ان هذه الاية تحكي عن الانفجار العظيم فهل هذا صحيح ؟ اولا فلنلاحظ ان الضمير “هما” يعود على السموات و الارض اي انهما حسب قول القران كانتا معا متصلتين ففصلهما الله و لكن العلم يخبرنا اليوم ان عمر الكون حوالي 13 مليار سنة بينما عمر الارض 4.5 مليار سنة تقريبا اي انه يوجد فترة تقدر حوالي ب 8 مليار سنة بين تكون الارض بعد الانفجار العظيم و تكون الكون !!! و الان دعونا نلقي نظرة على الاحاديث المرتبطة بهذه الاية و المرتبطة باول الاشياء خلقا حسب الاسلام حيث روى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض” و في رواية لم يكن شيء قبله قال ابن حجر : وفي رواية غير البخاري: و لم يكن شيء معه . و في حديث قدسي اخر ورد ما يلي “حَدَّثَنِي وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الأَسَدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : ” أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ الْقَلَمُ ، فَقَالَ لَهُ : اكْتُبْ ، فَقَالَ : وَمَا أَكْتُبُ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : اكْتُبِ الْقَدَرَ ، قَالَ : فَجَرَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ ، ثُمَّ رَفَعَ بُخَارَ الْمَاءِ فَفَتَقَ مِنْهُ السَّمَوَاتِ . حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ .

لاحظ معي هنا عزيزي القارىء العبارة الواردة في الحديث “ثم رفع بخار الماء ففتق منه السماوات ” اي ان بخار الماء كان موجودا قبل خلق السماوات !!!!!!!!!!!!!!! ان احاديث كهذه من شانها ان تنسف الادعاء بوجود اعجاز علمي في هذه الاية نسفا لان العلم يخبرنا اليوم ان ذرات الهيدروجين و الاكسجين المكونة للماء جاءت بعد الانفجار العظيم بمئات الالف من السنين !!! هذا ما قصدته حينما قلت ان مدعي الاعجاز يجتزؤون النص من سياقه القراني و من الاحاديث المرتبطة به و يفسرونه على هواهم و يحاولون ان يحملوا القران ما لا يحتمل ليحصدوا الاموال من وراء نشر الجهل مستغلين عاطفة من يستعمهم و حب من يستمعهم لدينه في تصديقهم

و الان دعونا نعرف من اين اتى القران بالاية السابق ذكرها حيث ورد ذكر ما يشبه هذه الاية في العهد القديم في سفر التكوين حيث جاء فيه” 1 في البدء خلق الله السموات والارض. 2 وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه. 3 وقال الله ليكن نور فكان نور. 4 وراى الله النور انه حسن.وفصل الله بين النور والظلمة. 5 ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا.وكان مساء وكان صباح يوما واحدا 6 وقال الله ليكن جلد في وسط المياه.وليكن فاصلا بين مياه ومياه. 7 فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد.وكان كذلك. 8 ودعا الله الجلد سماء.وكان مساء وكان صباح يوما ثانيا ” في تشابه واضح بين هذا الكلام و ما ورد في القران و لكن من اين نبعت هذه القصة من الاساس ؟ لقد نشات قصة الخلق التوراتية في الاساس من قصة التكوين البابلية “الانوما ايليش ” و التي اخذ منها اليهود و وضعوها في كتابهم المقدس بعد السبي البابلي حيث نقرا في قصة الخلق البابلية الاتي

” عندما في الأعالي لم يكن هناك سماء وفي الأسفل لم يكن هناك أرض.لم يكن في الوجود سوى المياه الأولى ممثلة في 3 آلهة ابسو و تعامة و ممو فـ أبسو هو هو الماء العذب وتعامة زوجته كانت الماء المالح أما ممو فهو الأمواج المتلاطمة الناشئة عن المياه الأولى او الضباب ” و تستمر القصة حتى نقرا الاتي “عاد مردوخ إلى جثة تعامة يتأملها ثم أمسك بها وشقها شقين ، رفع النصف الأول فصار سماء وسوى النصف الثاني فصار أرضا” في توافق مع قصة الخلق التوراتية و القرانية فقول القران كانتا رتقا ففتقناهما يتوافق مع ما قام به مردوخ !!! اذن فالقران اخذ هذه الاية من الاساطير السابقة !!! و الاعجاز العلمي مجرد كذبة انما الصحيح هو ان القران في فضيحية علمية و تاريخية كبيرة
و في ما يلي النص الكامل لملحمة الانوما ايليش كما ورد في كتاب “مغامرة العقل الاولى ” للكاتب الرائع فراس السواح
http://dreamsway.ahlamontada.net/t3208-topic

و في الحديث عن اية اخرى يدعي الاعجازيون انها تحوي اعجازا علميا و هي هذه الاية “إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين” و يقول مدعي الاعجاز بوجود حشرة فوق البعوضة في محاولة لجعل كلمة “فما فوقها ” اعجازا علميا كما يحاول الشيخ نبيل العوضي الادعاء في هذا الفيديو:
http://www.youtube.com/watch?v=bjD3N8ee3xE
ان ادعاء اعجاز كهذا هو مثال صارخ واضح لما قلت عن اجتزاء الاية من سياقها القراني و من سبب نزولها و تفسيرها على هوى الاعجازيين متناسين ما قاله معلميهم المفسرين الاوائل عنها

و في تفسير هذه الاية نقرا في تفسير ابن كثير الاتي “قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة لما ذكر الله تعالى العنكبوت والذباب قال المشركون : ما بال العنكبوت والذباب يذكران ؟ فأنزل الله ” إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ” وقال سعيد عن قتادة أي إن الله لا يستحيي من الحق أن يذكر شيئا مما قل أو كثر وإن الله حين ذكر في كتابه الذباب والعنكبوت قال أهل الضلالة ما أراد الله من ذكر هذا ؟ فأنزل الله ” إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ” قلت : العبارة الأولى عن قتادة فيها إشعار أن هذه الآية مكية وليس كذلك وعبارة رواية سعيد عن قتادة أقرب والله أعلم وقد اختار ابن جرير ما حكاه السدي لأنه أمس بالسورة وهو مناسب ومعنى الآية أنه تعالى أخبر أنه لا يستحيي أي لا يستنكف وقيل لا يخشى أن يضرب مثلا ما أي مثل كان بأي شيء كان صغيرا كان أو كبيرا وما هاهنا للتقليل ” و الاية التي ذكر القران بها الذباب و المقصودة هنا هي “يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ-;- إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ-;- وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ۚ-;- ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ” –الحج 73- فلجأ مدعوا الاعجاز الى سلخ اية البعوضة عن سبب نزولها و هو اية الذباب السابق ذكرها و الايات الواردة في سورة العنكبوت اي انهم سلخوا الاية عن علاقتها بالايات القرانية الباقية ليدعوا اعجازهم الزائف !!! و يقول بعضهم ان سبب اختيار البعوض لضرب المثل هو تعقيده بينما لا يوجد دليل واحد على هذا فالامثال تغرق القران لكثرتها و كلمة تعقيد في الاساس هي كلمة نسبية و غير واضحة المعنى اذا ما قيلت وحدها اصلا !!! و هناك كائنات صغيرة و ” معقدة في الوظائف البيلوجية ” غير البعوض

و الان دعونا ننتقل الى اعجاز مشهور يدعيه الاعجازيون زورا وهو ” اعجاز ” انزال الحديد حيث يقولون زورا ان الاية 25 من سورة الحديد تحوي اعجازا علميا و هذا نص الاية ” لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ-;- وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ-;- إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ” حيث يقولون ان الحديد تم انزاله الى الارض و انه تكون في النجوم لانه يحتاج الى حرارة عالية في تكونه و قد قال هذا الشيخ زغلول النجار دجال الاعجاز العلمي الاكبر و الشيخ عبد المجيد الزنداني و استدل على كلامه بكلام العالم توم ارمسترونج من وكالة ناسا و لكن و لسوء حظ الشيخ عاد العالم و كشف كذب الشيخ و قال انه عند تكون الحديد لم تكن مجموعتنا الشمسية متكونة من الاساس !!! اي ان الارض لم تكن موجودة اصلا !!! و قال العالم ان الامر لا يحتاج الى تدخل شيء فوق الطبيعة او تدخل الالهة
و هذا ما قاله العالم توم ارمسترونج عن الموضوع
http://www.youtube.com/watch?v=VKa61I0_8e8

و الان دعونا نلقي نظرة على تفسير هذه الاية في التفاسير و نرى كيف يحاول الاعجازيون اجتزاء عبارة “و انزلنا الحديد” من سياقها في الاية و علاقتها بجملة ” وليعلم الله من ينصره و رسله بالغيب” حيث ورد في تفسير ابن كثير للاية ” يقول تعالى : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ) أي : بالمعجزات ، والحجج الباهرات ، والدلائل القاطعات ، ( وأنزلنا معهم الكتاب ) وهو : النقل المصدق ) والميزان ) وهو : العدل . قاله مجاهد ، وقتادة ، وغيرهما . وهو الحق الذي تشهد به العقول الصحيحة المستقيمة المخالفة للآراء السقيمة ، كما قال : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) [ هود : 17 ] ، وقال : ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) [ الروم : 30 ] ، وقال : ( والسماء رفعها ووضع الميزان ) [ الرحمن : 7 ] -;- ولهذا قال في هذه الآية : ( ليقوم الناس بالقسط ) أي : بالحق والعدل وهو : اتباع الرسل فيما أخبروا به ، وطاعتهم فيما أمروا به ، فإن الذي جاءوا به هو الحق الذي ليس وراءه حق ، كما قال : ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) [ الأنعام : 115 ] أي : صدقا في الإخبار ، وعدلا في الأوامر والنواهي . ولهذا يقول المؤمنون إذا تبوءوا غرف الجنات ، والمنازل العاليات ، والسرر المصفوفات : ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ) [ الأعراف : 43 ] . وقوله : ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) أي : وجعلنا الحديد رادعا لمن أبى الحق وعانده بعد قيام الحجة عليه -;- ولهذا أقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة توحى إليه السور المكية ، وكلها جدال مع المشركين ، وبيان وإيضاح للتوحيد ، وتبيان ودلائل ، فلما قامت الحجة على من خالف ، شرع الله الهجرة ، وأمرهم بالقتال بالسيوف ، وضرب الرقاب والهام لمن خالف القرآن وكذب به وعانده .وقد روى الإمام أحمد ، وأبو داود ، من حديث عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، عن حسان بن عطية ، عن أبي المنيب الجرشي الشامي ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم “ولهذا قال تعالى : ( فيه بأس شديد ) يعني : السلاح كالسيوف ، والحراب ، والسنان ، والنصال ، والدروع ، ونحوها . ( ومنافع للناس ) أي : في معايشهم كالسكة ، والفأس ، والقدوم ، والمنشار ، والإزميل ، والمجرفة ، والآلات التي يستعان بها في الحراثة ، والحياكة ، والطبخ ، والخبز ، وما لا قوام للناس بدونه ، وغير ذلك .قال علباء بن أحمد ، عن عكرمة ، أن ابن عباس قال : ثلاثة أشياء نزلت مع آدم : السندان ، والكلبتان ، والميقعة ، يعني المطرقة . رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم .وقوله : ( وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ) أي : من نيته في حمل السلاح نصرة الله ورسله ، ( إن الله قوي عزيز ) أي : هو قوي عزيز ، ينصر من نصره من غير احتياج منه إلى الناس ، وإنما شرع الجهاد ليبلو بعضكم ببعض “

اي ان المقصود بالحديد هو السيف و لكن مع دجالي الاعجاز العلمي يصبح المقصود به عنصر الحديد و يصبح المقصود بالبأس الشديد عند الدجال زغلول النجار التماسك الذري !!! و لكن ليس هذا كل شيء دعونا الان نلقي نظرة على عبارة ” وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ” الواردة في الاية لماذا لم يقل زغلول النجار ان الكتاب و الميزان نزلوا انزالا حرفيا من الفضاء لما اختار الحديد فقط ما هذه الانتقائية العجيبة !!!! و يا ترى ما تفسير زغلول النجار لاية انزال الانعام التي تقول ” خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ” –الزمر الاية 6- و الاية التي تقول ان الله انزل الينا اللباس حيث جاء في سورة الاعراف الاية 26 ” يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ-;- وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ-;- ذَٰ-;-لِكَ خَيْرٌ ۚ-;- ذَٰ-;-لِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ” فهل الانعام و اللباس نزلا الينا من الفضاء ايضا يا زغلول النجار

و في الحديث عن المثال الاشهر و الاية الاشهر التي يحاول الاعجازيون الباسها زورا ثوب الاعجاز و تحميلها ما لا تحتمل و لي عنقها و هي الاية التي تتحدث عن مراحل تطور الجنين في سورة المؤمنون حيث جاء في الايات من 12 الى 14 ما يلي
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)﴾-;- فهل تحوي هذه الاية اعجازا علميا ؟ دعونا نرى اولا تفسير المفسرين لهذه الايات ورد في تفسير الطبري لهذه الايات

“يعني تعالى ذكره بقوله: ( ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ) ثم جعلنا الإنسان الذي جعلناه من سلالة من طين نطفة في قرار مكين، وهو حيث استقرّت فيه نطفة الرجل من رحم المرأة، ووصفه بأنه مكين؛ لأنه مكن لذلك ، وهيأ له ليستقرّ فيه إلى بلوغ أمره الذي جعله له قرارا. وقوله: ( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً ) يقول: ثم صيرنا النطفة التي جعلناها في قرار مكين علقة، وهي القطعة من الدم، ( فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً ) يقول: فجعلنا ذلك الدم مضغة، وهي القطعة من اللحم.وقوله: ( فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا ) يقول: فجعلنا تلك المضغة اللحم عظاما. وقد اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الحجاز والعراق سوى عاصم: ( فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا ) على الجمع، وكان عاصم وعبد الله يقرآن ذلك: ( عَظْما ) في الحرفين على التوحيد جميعا.والقراءة التي نختار في ذلك الجمع؛ لإجماع الحجة من القراء عليه.وقوله: ( فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ) يقول: فألبسنا العظام لحما. وقد ذكر أن ذلك في قراءة عبد الله: ( ثُمَّ خَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عَظْما ) وعصبا، فكسوناه لحما. وقوله: ( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) يقول: ثم أنشأنا هذا الإنسان خلقا آخر. وهذه الهاء التي في: ( أَنْشَأْنَاهُ ) عائدة على الإنسان في قوله: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ قد يجوز أن تكون من ذكر العظم والنطفة والمضغة، جعل ذلك كله كالشيء الواحد. فقيل: ثم أنشأنا ذلك خلقا آخر”

اي ان النطفة تعني ماء الرجل و الذي من الممكن لاي احد ملاحظته مباشرة بالعين المجردة و لكن عند تجار الاعجاز اصبحت الحيوان المنوي !!! و العلقة تعني قطعة الدم و لكنها اصبحت عند تجار الاعجاز شيء يشبه دودة العلق !!! و من الممكن لاي مراة اجهضت جنينها في شهور متقدمة ان تلاحظ ان الجنين يكون يشبه قطعة الدم و هذا لا يحتاج الى معجزة !!! و المضغة تعني قطعة اللحم فاين الاعجاز في هذا !!! و هذا الوصف بدائي جدا و يحتوي على العديد من الاخطاء العلمية خصوصا في قول القران “و كسونا العظام لحما”

و الان لنلقي نظرة على الايات و الاحاديث ذات الصلة بهذا الموضوع و نعلم من اين جاء بها محمد رسول الاسلام فقد ورد في سورة الطارق الايات من 5 الى 7 قول القران “فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ*خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ*يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ*” و لاني لا احب الدخول كثيرا في العلم سوف اضع في النهاية مجموعة من الفيديو تفند ادعاء الاعجاز العلمي في مثل هذه الايات من الناحية العلمية لكني ساركز على المصدر الذي اخذ منه محمد هذه الايات و الاعتقادات و ان هذه الايات لم تكن الا الاعتقادات السائدة في زمانه و قبل زمانه عند الاغريق و انه لم ياتي باي شيء جديد حيث اخذ محمد هذه الاعتقادات من الطبيب و الفيلسوف اليوناني جالينوس الذي عاش في حوالي القرن الثاني الميلادي اي قبل محمد بحوالي 400 سنة حيث جاء في كتابه “جوامع المني” الذي ترجمه الى العربية حنين بن اسحاق عن تكون المني الاتي “ان الشريان و الوريد بداية من الاوعية ينزلان عبر العمود الفقري الى الخاصرتين حتى يصلان الى ما يسمى بالبربخ و الكثير من القنوات المنوية تنبع منهما الى الخصيتين ” – جوامع المني صفحة 117- و هذه الفكرة خاطئة علميا اصلا غير انني اترك الحديث في العلم لاهل الاختصاص

و قد ورد في صحيح مسلم كتاب الحيض “حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ ، وَسَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ وَاللَّفْظُ لِأَبِي كُرَيْبٍ ، قَالَ سَهْلٌ : حَدَّثَنَا ، وَقَالَ الآخَرَانِ : أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ ، عَنْ مُسَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ امْرَأَةً ، قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” هَلْ تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ إِذَا احْتَلَمَتْ وَأَبْصَرَتِ الْمَاءَ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ : تَرِبَتْ يَدَاكِ وَأُلَّتْ ، قَالَتْ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : دَعِيهَا ، وَهَلْ يَكُونُ الشَّبَهُ إِلَّا مِنْ قِبَلِ ذَلِكِ ؟ إِذَا عَلَا مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ ، أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا ، أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ ” و هذا الحديث له صلة واضحة بما ورد في كتاب جوامع المني لجالينوس حيث يقول ” انه من الافضل جدا ان نثق بالدليل المرئي ان للمراة ماء و ان نبحث بالمنطق عن القوة الموجودة فيه ان القنوات المنوي للمراة تنتج المني بصرف النظر عن الجماع مع رجل ام لا فالنساء تحتلمن تماما مثل الرجال و نجد المني ايضا عند الحيوانات على الغشاء المهبلي يبدو ظاهرا للعيان” صفحة 153 و في تشابه اخر بين القران و كتاب جوامع المني لجالينوس جاء في الكتاب ” و قد افترض ابقراط انه من اختلاط الماءين ينتج مني واحد كامل” صفحة 153 و يقول ايضا ” ان ابقراط هو من اكتشف هذه الاكتشافات اذا بقي ماء الاثنين في رحم المراة فانهما يمتزجان اولا و بما ان المراة ليست هادئةفانه يجتمع و يتخثر بسبب الحرارة و يعلم ابقراط البقية بالتتابع حيث انه من امتزاج الماءين يتم تكوين الجنين “صفحة 147 و هذا يتوافق مع قول القران “انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج ” – الانسان الاية 2 – و الامشاج حسب التفاسير هي المختلطة و يشبه ايضا الحديث الوارد في مسند احمد “حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ : يَا يَهُودِيُّ ، إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ! فَقَالَ : لَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ شَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا نَبِيٌّ ، قَالَ : فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مِمَّ يُخْلَقُ الْإِنْسَانُ ؟ قَالَ ” يَا يَهُودِيُّ ، مِنْ كُلٍّ يُخْلَقُ : مِنْ نُطْفَةِ الرَّجُلِ ، وَمِنْ نُطْفَةِ الْمَرْأَةِ ، فَأَمَّا نُطْفَةُ الرَّجُلِ فَنُطْفَةٌ غَلِيظَةٌ ، مِنْهَا الْعَظْمُ وَالْعَصَبُ ، وَأَمَّا نُطْفَةُ الْمَرْأَةِ فَنُطْفَةٌ رَقِيقَةٌ مِنْهَا اللَّحْمُ وَالدَّمُ ” ، فَقَامَ الْيَهُودِيُّ ، فَقَالَ : هَكَذَا كَانَ يَقُولُ مَنْ قَبْلَكَ .” و لاحظوا معي اخر عبارة “هكذا كان يقول من قبلك ” !!! و اليوم يخبرنا العلم ان ماء المراة لا علاقة له بعملية تكون الجنين اطلاقا انما هو لتسهيل عملية الجماع !!! و يقول جالينوس ” ان ماء الرجل ابيض و غليظ و لزج و هو الذي يعطي للجسم العروق و العصب ” صفحة 87 و هو ما يتوافق بشكل شبه تام مع الحديث السابق و في تشابه اخر يقول جالينوس ” لن يبدو الامر غير معقول اذا افترض العالم الطبيعي ستراتو ان الحيوان الذكر ينتج بعلو ماء الذكر و ان الانثى تنتج بعلو ماء الانثى ” صفحة 183 و هذايتشابه مع حديث محمد حيث يقول ” فاذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المراة اذكرا بان الله و اذا علا مني المراة مني الرجل انثا باذن الله ” –صحيح مسلم- و هذا خطأ علمي فادح . و عن الجزء الاهم و هو مراحل تكون الجنين و التي ترتبط مع اول اية وضعتها في الحديث عن هذا الموضوع يقول جالينوس “دعونا نقسم خلق الجنين الى اربع مراحل زمنية الاولى و هي التي ترى في الاسقاط و في التشريح شكل المني يطغى عليها و في هذا الوقت حتى العظيم ابقراط لا يسمي هذا التشكل جنينا لا زال يسميها منيا لكن عندما يمتلىء بالدم و القلب و الدماغ و الكبد لكنها غير مفصلة و غير مشكلة لكن لها نوع من الصلابة و حجم معتبر هذه هي المرحلة الثانية حيث ان مادة الجنين لها شكل قطعة اللحم و لم يعد لها شكل المني المرحلة الثالثة تاتي كما قلنا حين يصير ممكن رؤية ثلاثة اجزاء دائرية بوضوح و نوع من الخطوط العريضة او الهيكل لجميع الاجزاء الاخرى المرحلة الرابعة و هي حين تتميز كل الاطراف و في هذه المرحلة لا يسمي ابقراط العظيم الجنين جنينا بل يسميه طفلا عندما يقول بانه يهتز و يتحرك ككائن حي مكتمل التكوين ” صفحة 93- 95

و مما تقدم يتضح التشابه بين افكار جالينوس عن تكون الجنين و بين القران حيث يسمي جالينوس المرحلة الاولى المني و يسمي القران هذه المرحلة النطفة و المرحلة الثانية عند جالينوس هي الامتلاء بالدم و اللحم في تشابه بين العلقة و المضغة في القران و المرحلة الثالثة يسميها جالينوس الهيكل و الاجزاء بينما يسميها القران العظم و اللحم و المرحلة الرابعة عند جالينوس هي جنينا كاملا بينما يسميها القران خلقا اخر و مما تقدم يتضح ان القران لم يسبق احد في المعلومات الواردة فيه هذا على اعتبار انها صحيحة علميا من الاساس اذن تسقط دعوة الاعجازيين

و للملاحظة فان ابقراط سبق محمد بالف سنة !!! مما يعني ان انتقال هذه المعارف عبر الحضارات بالتجارة او ما شابه يكون امرا ممكنا جدا
و فيما يلي بعض من الفيديوهات التي تتحدث عن تفنيد الاعجاز القراني في مراحل تكون الجنين من ناحية علمية
http://www.youtube.com/watch?v=YMT_kNtOTIs
و هذا حوار بين عالم احياء و داعية مسلم اريدكم ان تلاحظوا فيه كيف يقوم الداعية باللعب بمعنى كلمة ثم و يغير معناها لتتوافق مع المدة الزمنية الصحيحة لتكون العظام و اللحم التي بينها له العالم
http://www.youtube.com/watch?v=P6uqW5g4HaI

و اني لاستغرب كل الاستغراب كيف لمدعي الاعجاز ان يدعوا ان لغة مطاطية زئبقية كلغة القران يمكن ان تكون تحتوي اعجازا علميا !!!!
من المفيد ايضا مشاهدة حلقتي برنامج سؤال جريء الاتيتين المتعلقتين بتفنيد الاعجاز العلمي في مراحل تكون الجنين في القران
الجزء الاول http://www.youtube.com/watch?v=70qfOT6sdc4
الجزء الثاني و الذي للتوثيق و الامانة اخذت منه اقوال جالينوس في كتابه http://www.youtube.com/watch?v=c8V2YHzsgtk

اكتفي بالحديث عن كذبة الاعجاز العلمي في مراحل خلق الجنين الى هنا و سانتقل الى الحديث عن اعجاز اخر يدعيه متاجروا الاعجاز و هو الوارد في سورة النمل الاية 88 حيث تقول “وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ-;- صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ-;- إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ” و يقولون بان القران اخبر عن دوران الارض بهذه الاية !!!! و هذا المثال صارخ واضح كل الوضوح عن ما قلته عن اجتزاء النص من سياقه في السورة حيث ان الاية التي قبلها مباشرة تقول “وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۚ-;- وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ” لاحظ معي قول القران ” و يوم ينفخ في الصور ” اي انه يتحدث عن احداث يوم القيامة و ليس عن حال الدنيا و لكن هذا لا يهم مدعي الاعجاز العلمي فكل ما يهمهم هو جمع الاموال فقط

اخر نموذج عن زيف الاعجاز العلمي سوف اناقشه في هذه المقالة هو الوارد في هذه الاية “وَٱ-;-لشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱ-;-لْعَزِيزِ ٱ-;-لْعَلِيمِ” – سورة يس اية 38- و قد قال الاعجازيون عن هذه الاية الاقاويل و فسروها على هواهم كل التفاسير و قالوا انها تخبرنا عن حركة الشمس حول مركز المجرة و لا ادري كيف فهموا ذلك من الاية صراحة !!! و لكني اقول لهم و اسالهم هل انتم اعلم من رسولكم !!! حيث ان محمدا رسول الاسلام فسر بنفسه هذه الاية و لكنهم ينسون او يتناسون بالاحرى تفسيره لها في الحديث الوارد في البخاري “حَدَّثَنَا الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : كُنْت مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِد عِنْد غُرُوب الشَّمْس فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” يَا أَبَا ذَرّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُب الشَّمْس؟” قُلْت اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “فَإِنَّهَا تَذْهَب حَتَّى تَسْجُد تَحْت الْعَرْش فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: “وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم” و يتضح من هذا الحديث ان الاية مختصة بغروب الشمس و ليس بحركتها حول مركز المجرة !!! و لكن تجار الاعجاز كما اسلفت لا تهمهم الحقيقة كل ما يهمهم هو الشهرة و جمع المال حتى و لو كان ذلك بنشر الاكاذيب و استغلال عاطفة و حب المسلمين لدينهم في تصديق خرافات الاعجازيين

و من المفيد جدا هنا ان اوضح امرا في غاية الاهمية و هو ان اي نص ادبي يمكن ان نحوله الى اعجاز خصوصا اذا كانت معانيه مبهمة قليلا و لناخد على هذا مثالا قبل الاسلام كانت هناك مراة تسمى امراة حمزة الضبي التي كتبت لزوجها شعرا تشكوا فيه من زوجها لانه يهجرها و يذهب لزوجته الاخرى فتقول في الشعر "مال ابي حمزة لا ياتينا غضبان الا نلد البنين و الله ما ذلك بايدينا بل نحن كالزرع لزارعينا نحصد ما قد زرعوه فينا " ان عبارة "و الله ما ذلك بايدينا بل نحن كالزرع لزارعينا نحصد ما قد زرعوه فينا" يمكن ان نحورها لتصبح اعجازا علميا رهيبا حيث ان امراة حمزة الضبي كانت تعلم ان الذكر هو من يحدد جنس الجنين عند الانسان و ليس الانثى اي انها كانت تعلم الطراز الكروموسومي الجنسي للذكر و الطراز الكروموسومي الجنسي للانثى !!! فهل امراة حمزة الضبي يا ترى نبية !!! ان ما سقته هو مثال لتوضيح كيف بامكاننا ان نجعل من كل شيء اعجازا علميا
و في هذا الفيديو مثال اخر انصح بمشاهدته ايضا
http://www.youtube.com/watch?v=RHZGJlIsRiY

في الواقع لو اردت الحديث عن كل الايات و الاحاديث التي يدعي تجار الاعجاز وجود اعجاز علمي فيها لاحتجت الى مجلدات و احتجت الى انفاق عمري في البحث وراء خرافاتهم !!! ان الاعجاز العلمي هو سبب رئيسي في رضا شعوبنا عن التراجع العلمي الذي نحن فيه و هو مخدر ينفثه تجار الاعجاز من حناجرهم المسمومة ليخدرنا و يخدر امتنا حتى لا تستيقظ و تبقى في مناخ الجهل الذي هي فيه حتى تكون هذه البيئة الخصبة لانتشار دجالي الاعجاز و ترويج بضاعتهم الزائفة فيها . لقد سبقنا الغرب سنينا ضوئية في العلم و نحن ما زلنا نبحث عن اعجاز في كتبنا العتيقة كحالة من التعويض النفسي عن تأخرنا الفادح في العلوم . الغرب يصنع كل يوم المعجزات في العلم و نحن نبحث عن اعجاز زائف في كتاب عتيق !!! ان الاوان لنا ان نصحو و ندرك الفخ الذي اوقعنا فيه تجار الاعجاز و الذي يعود عليهم باموال طائلة و شهرة كبيرة جد

في النهاية اوجه كلمة و نصيحة الى كل تجار الاعجاز العلمي من المسلمين او حتى بعض المسيحيين الذين صاروا اليوم يدعوا اعجازات علمية في كتابهم المقدس بان يبعدوا كتبهم المقدسة عن العلم لان كل خرافة تقترب من العلم تحترق بنار المعرفة التي يشع بها

و ساتحدث في المقالة القادمة عن المخاطر الفكرية التي تنجم عن الايمان بالاعجاز العلمي

شكرا على القراءة



#محمد_سعادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اراء نقدية في فكرة الايمان الجازم بالميتافيزيقية


المزيد.....




- تأثر مارتن لوثر بالإسلام.. تمرد على الكنيسة والثالوث ورفض ال ...
- إسرائيل.. أوامر فورية للجيش بتجنيد 3 آلاف شخص من يهود -الحري ...
- كيف ترى الصهيونية الدينية الضفة الغربية والقدس؟
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع حيوي في إيلات ...
- حرب غزة: قرار إلزام اليهود المتشددين بأداء الخدمة العسكرية ي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب هدفاً حيوياً للاحتلال في إ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف موقع حيوي في إيل ...
- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سعادة - نماذج في زيف الاعجاز العلمي في القران