أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حلوة زحايكة - باب مدينتنا














المزيد.....

باب مدينتنا


حلوة زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 20:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



الاثنين 8-10-1990

الساعة العاشرة والنصف، سمعت منذ الصباح الباكر، أنّ مجموعة من أتباع جمعية "أمناء الهيكل"ستقتحم المسجد الأقصى، لوضع حجر الأساس لهيكلهم المزعوم فيه في المسجد العظيم.
اقتربت من زميلتي مها وصيفة، وقلت لها: ما رأيك ان ننزل الى ساحات الأقصى؟ نشارك في الدفاع عن أقصانا وحبيبة الروح قدسنا، وافقت على طلبي، فنحن لدينا نصف ساعة استراحة من أجل تناول الإفطار، حملنا حقائبنا وأسرعنا مهرولات بخطى سريعة، كانت الشوارع تعج بالسيارات العسكرية والشرطة والمجنزرات، تقف في باب العمود، على أهبة الاستعداد لقمع أي استنفار، دخلنا من باب العامود، كانت السماعات تصدح بصوت عال في المحلات التجارية بصوت فيروز الثوري والغاضب المستنفر، تجعل الدماء في الشرايين تغلي وتنتفض، وتجعلك تلبس ثوبا مليئا بالعزيمة والاصرارعلى مواجهة عدو غاشم، قدم ليدنس تراب قدسك ومسجدك مسرى الرسول وأولى القبلتين وثالث الحرمين، وتدب الحماس في أوصال المارين، بأغنية يا قدس يا زهرة المدائن وكانت تردد:
الغضب الساطع آت وانا كلي ايمان
الغضب الساطع آت وسأمر على الاحزان
من كل طريق آت.. بجياد الرهبة آت
وكوجه الله الغامر آت آت آت
لن يقفل باب مدينتا... فأنا ذاهبة لأصلي.
سأدق على الأبواب ...وسأفتحها الأبواب.
وستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية
وستمحو يا نهر الأردن ... آثار القدم الهمجيه.
وسيهزم وجه القوه وسيهزم وجه القوه
البيت لنا والقدس لنا... وبأيدينا سنعيد بهاء القدس.
بأيدينا للقدس سلام آت آت آت
سرنا من طريق الواد نهرول بسرعة كبيرة وخطوات لا نعرف كيف نخطوها، فقد تعالى صوت الرصاص يجلجل في ساحات الأقصى، وخطيب المسجد يتحدث بصوت عال عبر مكبرات الصوت يستنجد بأهل القدس وقراها؛ لنجدة المسجد، كان يقول هناك العديد من الجرحى والشهداء، أشرت على زميلتي ان ندخل من باب المجلس واسرعنا باتجاه الباب، دخلنا وأصبحنا في ساحات الأقصى، كانت قنابل الغاز الخانق تعمّ المكان، ولا نستطيع أن نسير أكثر من متر واحد من كثرة القنابل الملقاة على المصلين والمرابطين، تراجعنا قليلا الى الخلف، تناولت حقيبتي، وقلت لها: خذي حقيبتي وعودي أنت الى العمل، رفضت كليا أن تأخذ حقيبتي، وقالت لن اسمح لك بالدخول، الوضع أخطر مما نتصور، حاولت أن أستعطفها كي تترك ملابسي التي تمسك بها، فقد امسكتني من صدري حتى لا استطيع الدخول، فأنا مستفزة تماما، كيف لا ادخل بعد ان وصلت الى هنا، قالت لن أجعلك تدخلين ولو على جسدي تمرّين، فهم لا يعرفون لا صغيرا ولا كبيرا ولا مسنا ولا امرأة الرصاص يتطاير في كل اتجاهات، والقنابل الغازية كوّنت سحبا بيضاء ملأت ساحات الأقصى ومحيطها، سحبتني بقوة وأجبرتني على العودة، قفلنا راجعات وفي طريق العودة ما زالت فيروز تصدح بصوتها، ولكن هذه المرة تم اقفال باب العامود، وكانت تلك المرة الأولى التي أشاهد فيها باب مدينتي يقفل في وجهي، وقفت وبكيت ورددت بين وبين نفسي ها هو باب مدينتي يقفل، وتتحول المدينة الى سجن كبير لأصحابها، ولا يوجد مخرج منه، سحبتني الى الدرج الذي بجواره، وقالت من هنا سنخرج الى باب الساهرة، وصلنا وخرجنا وعدنا الى موقع علمنا وجدت الأستاذ علي الخليلي في حالة هياج كامل، كيف نترك عملنا؟ وقال لنا بأننا من موقعنا هذا نؤدي نحن واجبنا الوطني، وقد تأخر الوقت والساعة أصبحت الثانية ظهرا، تناولت الصفحات، وطلبت من زميلي حسن أبو حشيش أن يقوم بقصّ مواد صفحته الإسرائيلية التي يترجمها، حتى استطيع أن أمنتجها كي نرسلها الى المطبعة في وقت مبكر، وبينما أنا اعمل متوترة والكل متوتر بسبب الاحداث، وأسماء الجرحى والشهداء تتوارد الى الصحيفة، سألني زميلي محمد عبد ربه عن احد الشهداء اسمه عبدالكريم أبو زعيتر، من سكان جبل المكبر، نفيت معرفتي به، وصرت أفكر من يكون، وبعد قليل عرفت أنه جاري لأني لم اكن أعرف أن اسمه المركب عبدالكريم، أسرعت أريد انهاء ما في يدي، أريد أن أعود الى بلدتي لاشارك في تشييع جثمانه.



#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حضرة شاعرة عظيمة
- الدور على -مين-؟
- الأسماء لا تشترى
- نجاسة وطهر
- -زوّار- الصّباح
- رقابة عسكريّة
- حواجز عسكرية وتصنيفات
- في الجامعات
- قوافل الشهداء
- بين حانا ومانا
- في المعتقل
- عرس الشهادة
- تجربة في الشهر الكريم
- فنون الاغراء
- هدوء المخاوف
- الزي الشرعي ليس للأستعراض
- سقى الله أيام زمان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حلوة زحايكة - باب مدينتنا