أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سوسن أحمد سليم - سوريون














المزيد.....

سوريون


سوسن أحمد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 18:41
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حين أتنقل بين بروفايلات بعض الأصدقاء السوريين على موقع الفيسبوك وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي ، بؤلمني أن الكثير مازالَ في موقفهِ في حالةٍ من ال / إما وإما / ..
بعد مايقارب الأربعِ سنواتٍ من القهر والتعب والخراب والويلات التي رآها السوريون ، مازالَ البعضُ / الكثير / يتخندق في اللعبةِ بنسبِ الوطنِ إلى أشخاصَ بعينهم وكأنهم هو معزولاً عن مايوجبُ الرمزَ أن يكون ..
لعبةُ الانفصالِ عن الكلِّ من أجلِ الفردِ أو الفكرةِ التي لم تؤتِ ثماراً تؤكل ،التي أُطْلِقَ عليها ظلماً وبهتاناً اسم ثورة .
والسؤالُ الذي يفرضُ نفسهُ .. مالذي تَغَيَّر ؟
ثورة ابتدأت بمطالبَ مشروعة لأي شعبٍ يتطلع إلى الحرية في مجالاتٍ حُصِرَت بيد مجموعة بعينها أو أفرادَ متنفذينَ ، منحهم هذا التنفذ ، المحسوبيات والقرابات واليد الطولى القادرة على السحق وتنحية كل ماتعتبرهُ عثرةً في طريقِ سلطتها ، التي لاتقصدُ سوى مصالحَ فردية على حسابِ الجمعِ ، رغم ظهورها أحياناً بمظهر الرحيمِ في مدِّ يدِ العونِ بلقمةِ تضعها في فم جائع ، يبتلعها من يومهِ ليجوعَ اليومَ التالي .
ثورةٌ طالبت بحرية الكلمة والموقف والاعتراض على الفساد ، باختصار أن يكون الإنسان إنساناً في بقعة الأرض التي قدر له الرب أن يكون فيها ، وفي الخرابِ ، لامستثنى من الجمعِ ، لأن سوريا لم تكن تعرف الطائفية إلا في قلةٍ من مواقف فردية لم يعلُ لها صوت ، إلا في هذا الخراب .
ثورةٌ ، كلُّ من تعقل ، كان ضدَّ شكلها وأسلوبها رغم لزومها ، لكن من قرأ التاريخ والمستقبل والتجارب الربيعية الأخرى ، كان على بصيرةٍ بالآتي ، فرفضها شكلاً ، وتمنى لها مضموناً آخرَ ، حينَ أفصحَ عنهُ لم يلتفت إليه أحد ، لتقتل في أيامَ ويتحولَ مجراها ، من مطالبَ مشروعة إلى إسقاطِ نظام حكم برمته ، متناسين أن هذا الإسقاط فيما لو حصل ، ستسقطُ كل مفاصل مؤسسات الدولة ويعم خراباً أكبر .
لليوم . لانعي من الثورة سوى السلاحِ والدم ، في حين أن أكبر الثورات في العالم على مدى التاريخ كانت ثورة ثقافة ، وإعادة بناء فكري يكون وعياً عاماً بمفهومِ الحرية الحقيقي ، الحرية المسؤولة البناءة ، وعلى ذلك شواهد كثيرة ، أسماءَ يذكرها التاريخ وتُنسب إلى الإنسانية ، مازالت آثارُ أياديها تبني حتى اليوم في بقعٍ من الأرضِ تكرمت بوجوها ، فأكرمتها .
وفي معرضٍ آخرَ ، كانَ شخوصها ، مجموعةً من المستفيدين الذينَ لم يقدموا لها ، سوى مااستفادوهُ منها ، من رغد العيشِ والظهور ، في أسماءَ لم يكن لها ذكرُ ، أو مجدُ تاريخ ، يؤهلها لقيادةِ ثورةٍ حقيقية .
ماتت الثورة المشروعة لأسبابَ منها داخلية ومنها خارجية ، لتتحولَ إلى هرجٍ ومرجٍ لافهمَ يفسرهُ ولاطائلَ يرجى منهُ سوى المزيد من الخراب ، للإنسان السوري ، ولأرضه ، ولكل تفاصيلِ حياته بصغيرها وكبيرها .
وبغض النظر ..
حتى اليوم ، لم نعِ ، أن الثورة ماتت ، وأن من يدافع عن الوطن من الثائرين / مجازاً / يزيدُ من ويلاتٍ تُلْحَقُ على مدارِ الساعةِ بالسوريين أياً كان مكان تواجدهم ، سواء داخل الوطن أو خارجه ، فالكرامةُ بعيداً عن الدارِ ذل مهما بالغَ المضيفُ في صونها ، والماءُ مرٌّ حتى لو كانَ من أنهارِ الجنة ، والقمحُ جلبٌ حتى لو أكلتهُ من أرضهِ مادمتَ بعيداً عن أرضك ، والأمانُ وهمٌ ،بعيداً عن بابٍ اعتدتَ أن تتركهُ مفتوحاً وتنام ،لإئتلافكَ مع مكوناتِ المجتمعِ التي نبتَّ منهُ وترعرعتَ فيهِ ، وهنا لاأقولُ أنهُ لاأمان للمهاجر / اللاجئ / ، ولكنَّ الغريب ... غريب .
حين أتنقل بين بروفايلات الأصدقاء ، يؤلمني ذاكَ الانقسامُ الذي يترجمُ واقعاً أكبر وشريحةً أوسع ..
متى نعلمُ أن الوطنَ اكبر من مؤيدٍ ومعارض ؟
متى ننحازُ للأمِّ والأبِ والأخِ والقريب والجارِ والصديق والرفيق ؟ ...
متى لانقدرُ سوى الإنسان منا وفينا ؟
متى نعي أن الوطنَ نحنُ مجتمعين ؟
وللاختصار .. من وافقَ على حملِ السلاح ، يستطيعُ أن يرفض حملهُ ، من أي طرفٍ كان .
متى لانميلُ متحيزينَ لفئةٍ أو متحرفين لقتال ؟
متى نتعبدُ العقلَ في هذه المحنةِ التي طالت ، ونلعنُ السياسة ؟
الشعوبُ حين تريد ، تستطيع .
السياسة لامشاعرَ فيها ولاأحضان وقبل خارجةً عن مصلحة .
متى لانكونُ ساحةً لطرقِ كؤوسهم .. يشربون ونثملُ بآلامنا ؟
غاندي واحد استطاعَ تغيير مستقبلِ أمةٍ برمتها ..
إنَّ إبراهيمَ كانَ أمة ..
أيها القوم .. أما منكم رجلٌ رشيد ؟
وللدمعة بقية .



#سوسن_أحمد_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سوسن أحمد سليم - سوريون