الصديق بودوارة
الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 16:36
المحور:
كتابات ساخرة
(1)
أحياناً تحبك الدنيا ، ويعشقك الحظ ، وتعبدك ربات المصادفة المؤلهات ، وترفع الأيام من شأنك ولو .. بذيل قرد !!
(2)
هذه ليست هرطقة ، ولا هي نوبة غضب ، إنه فقط بكاء ، بكاء على وطنٍ مسكوب ، تماماً كأسطورة اللبن المسكوب .
(3)
أحياناً تحبك الدنيا ، هذه اللعوب المزاجية ، وفجأة تجد نفسك في أعلى المناصب ، تقود سيارةً مذهلة ، أو أنثى فوق الاعتياد ، أو مؤسسةً عملاقة ، أو وطناً منكوباً بك ، ولا مؤهلات لديك لكل هذا الترف سوى .. ذيل قرد !
(4)
هذا ليس ذماً بذيئاً ـ ولا هو قدحاً بغير سبب ، ولا هو كلاماً خارجاً يحاسب عليه القانون ، بمناسبة القانون ، هل شاهده أحدكم ولو من قبيل المزاح ؟
(5)
أحياناً ترفعك أيامك إلى النجوم ، وأنت الذي عشت حياةً دودية لم تتجاوز التراب يوماً ، وهذا ما حدث تماماً للطفل الذي يدعى "عمار سينج" ، ذلك الهندوسي الذي نبت له اسفل ظهره شئ أشبه بخصلة شعر ، قام والده الخبيث بتظفيرها حتى اصبحت كذيل أسود رفيع ، يشابه تماماً ذلك الذيل الذي يميز القرد الأسطوري معبود الهندوس ، ذلك الذي يسمونه منذ القدم ، " هانومان "
(6)
"هانومان" ، القرد الذي يقدسه الهندوس ، ويركعون له ، ويتلقون منه الأوامر ، ويخافونه ، ويفرحون له ومعه ، ذلك القرد الذي اشتهر بذيله الرفيع الأسود ، ذلك الذيل الذي يشتهر به الآن الطفل "عمار سينج" ، وبفضله أصبح طفلاً مقدساً ثرياً آمراً ناهياً ، مهاباً ، مطاعاً ، نافذ السطوة واسع النفوذ . وسلاحه في ذلك لم يكن إلا .. ذيل قرد !
(7)
أليست غريبةً هذه الدنيا ؟ الدنيا التي تمنحك إذا أحبتك كل شئ ، وأنت الذي لا تستحق شيئاً من نعيمها ، لأنك اصلاً كائن مجوف أحمق ابله ، لا تملك من المؤهلات شيئاً ،ومع هذا تمنحك الدنيا كل شئ فقط لأنك تملك .. ذيل قرد ،!!
#الصديق_بودوارة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟