مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 1302 - 2005 / 8 / 30 - 07:18
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
جرائم الكراهية والعنصرية
ضد الاقباط
لو حاولنا كأقباط إن نستخدم نفس المعايير التي يستخدمها المسلمون واليهود في أوربا وأمريكا وباقي دول العالم المتقدم لتصنيف الجرائم التي يتعرضون لها على أنها جرائم عنصريه والتي يمكن إجمالها في الاتى :
1 الاعتداء بالقول أو السب أو الكتابة أو التهكم على المقدسات في اى جريده أو في اى وسيله إعلاميه .
2 الاعتداءات اللفظية في الشارع التي توجه إلى المسلم بعد اى حادثه إرهابيه تقوم بها والقاعدة
وكذلك الاعتداءات اللفظية التي تقع على اليهود أيضا بعد اى اعتداءات على الفلسطينيين . 3 كتابه عبارات معاديه على جدران أماكن العبادة سواء الاسلاميه أو اليهودية وكذلك رسم الصليب المعقوف عليها من قبل الجماعات اليمينية والنازية في هذه الدول . 4 تدنيس القبور اليهودية والاسلاميه بنزع شواهدها وكتابه عبارات معاديه عليها . 5 مهاجمه السيدات المرتديات الحجاب ورجال الدين اليهود الذين يرتدون ملابس رجال الدين لفظيا .
هذه هي أهم المعايير التي يستند إليها المسلمون واليهود لكي يعددوا لنا حجم الجرائم العنصرية التي يتعرضون لها وإذا حاولنا نحن كأقباط إن نستخدم نفس المعايير ونحاول إن نعدد الجرائم التي نتعرض لها كأقباط فلن تكفينا مجلدات العالم كلها لتسطير حجم الجرائم التي يتعرض لها الأقباط وتعالوا نناقشها و نحسبها معا :
إذا نظرنا للمعيار الأول فحدث ولا حرج عن كم الاعتداءات اللفظية التي يتعرض لها كل قبطي من وسائل الإعلام المختلفة (من جرائد وأذاعه وتلفزيون) فلا يكاد يمر يوم إلا وتجد انه لابد من وجود تهكم على مقدسات المسيحيين .
وذا نظرنا إلى المعيار الثاني ستجد انه لارابط ولا ضابط لهذا الشارع وعلى المسيحي أو المسيحية السائر في الشارع إن يتحمل كل الاهانات التي توجه إليه أو إلى غيره من المسيحيين سواء من الأفراد أو من ميكروفونات المساجد والزوايا المنتشرة في كل مكان والتي تطارده حتى لو أغلق باب ونوافذ منزله وإذا ركب المسيحي اى وسيله من وسائل المواصلات العامة سيجد الأحاديث والملصقات في كل مكان والتي تنفيه وترفضه مثل(إن الدين عند الله الإسلام) وغيرها كثيرا .
وإذا نظرنا إلى المعيار الثالث فان الاعتداءات على الكنائس ولصق وكتابه العبارات المحقرة للمسيحيين على جدرانها وإغلاق هذه الكنائس بدون اى أسباب سوى حجه الدعاوى الامنيه .
وإذا نظرنا إلى مهاجمه القبور سنجد إن الجيش المصري بنفسه وليس المتطرفين قد هاجم مقابرالمسيحين في القاهرة وبني حول هذه المقابر سور عازل في قرية درنكه .
وإذا نظرنا للمعيار الأخير فان اى سيده أو فتاة مسيحيه لا تسير في الشارع إلا والاهانات توجه لها من كل الجهات لأنها على رأيهم سيده أو فتاة غير محتشمة ناهيك عن الملصقات التي ستجدها في كل مكان في الشارع ووسائل المواصلات والجامعة والنافية لها مثل (حجابك هو طريقك إلى الجنة ) ومثل (الحجاب زى بنات محمد ) وغيرها كثير كذلك اختطاف الفتيات والسيدات المسيحيات وإرغامهم على اعتناق الإسلام .
اى إننا لو أخذنا المعايير السابقة وطبقنها على حالة المسيحيين في مصر لو جودنا انه لا يوجد اى إنسان مسيحي في مصر لم يعانى من تفرقه وعنصريه سواء في الشارع أو في العمل أو في المدرسة من خلال المناهج الدراسية المفروضة عليه أو من خلال الجريدة ولو هرب من كل هذا إلى بيته أو كنيسته سيجد أصوات مشايخ وأئمة التطرف تطارده من خلال الميكروفونات المنتشرة في كل مكان وفى هذا يستوي الأقباط جميعا بداية من الغفير إلى الوزير فان قلنا إن الغفير والفقير من لابد إن يشعر بالتفرقة لكن لا احد يستطيع إن ينكر إن الغنى والوزير نفسه قد عانى من تفرقه في يوم ما فمن المؤكد انه قد قرأ جريده بها سب لمقدساته أو شاهد برنامج تلفزيوني يتهكم على دينه .
كنت قد قرأت تصريح لقاده الجاليات الاسلاميه في بريطانيا ولقائد الشرطة في لندن يقول إن عدد الجرائم العنصرية التي وقعت بعد تفجيرات 7.7.2005 في لندن ضد المسلمين تزايدت ووصلت إلى أكثر من خمسمائة جريمة وفقا للمعايير التي ذكرنها سابقا وذلك خلال شهر من وقوع التفجيرات .
وحاولت إن أسير على نفس الطريق و أحصى ولو بالتقريب الجرائم العنصرية التي تقع ضدنا كأقباط في مصر فالقبطي في مصر يتعرض يوميا على الأقل إلى ما يقرب من جريمة إلى خمس جرائم يوميه سواء لم يخرج من منزله أو خرج .
وبفرض إن عدد الأقباط بمصر يتراوح بين عشرة ملايين إلى خمسة عشرة مليون سنجد الاتى :
إذا ما يتعرض له الأقباط في مصر يوميا من جرائم عنصريه تتراوح ما بين : 10000000 عشرة مليون جريمة إلى 15000000 خمس عشر مليون جريمة بفرض إن القبطي يتعرض لجريمة واحده يوميا .
ومن 50000000 خمسين مليون جريمة إلى 75000000 خمس وسبعون مليون جريمة بفرض إن القبطي يتعرض لخمس جرائم يوميا .
وما يتعرض له الأقباط من جرائم شهريا يتراوح ما بين : 300000000 ثلاثمائه مليون جريمة الى450000000 اربعمائه وخمسون مليون جريمة بفرض جريمة واحده يوميا .
ومن1500000000 مليار وخمسمائة مليون جريمة إلى 2250000000 ملياران ومائتان وخمس وعشرون مليون بفرض إن القبطي يتعرض لخمس جرائم يوميا .
بعد إن توصلت إلى هذه الاحصائيه حزنت جدا على وضعنا في مصر وسبب حزني ليس بسبب كم هذه الجرائم الهائل فقط وليس بسبب تصرفات بعض المسلمين وليس بسبب تواطؤ الدولة ولكن سبب حزني الأكبر هو إن هناك الكثير من الأقباط لازالوا يرددون انه لا يوجد اى تفرقه عنصريه وان الأقباط يعيشوا كما المسلمين بدون اى مشاكل أو اى صعاب في مصر والاعحب من ذلك إن بعضهم يهاجم الغرب لأنه لا يعطى المسلمين المهاجرين حقوقهم في النهاية أقول لهم كما قال السيد المسيح(يامرائين اخلعوا الخشبة التي في أعينكم قبل إن تطلبوا من الغرب إن يخلع القذى من عينه.
مجدي جورج
[email protected]
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟