|
الهلال الشيعي بين الغرب والبريكس
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 21 - 11:45
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
ان اشتداد أوار المقاومة على الجبهة السورية يظهر ان حربا عالمية كبرى تدور على الساحة السورية ، تشترك فيها دول مجلس الأمن الدولي الكبرى كأمريكا وحليفاتها من جهة وروسيا والصين من جهة اخرى ،وتظهر المناورات بين العمالقة لعبا ً بالبيادق تجنبا ً للمواجهة المباشرة ،فمن الضربة التي وجهتها روسيا الى الأمريكان سواء بظهورها القوي والفاعل على الساحة الدولية ولعبها دور كبير في انشاء دول البريكس والذي من المتوقع ان تتجه به من حلف اقتصادي كبير الى كتلة سياسية هائلة تلغي قطبية امريكا المنفردة بالعالم اليوم ،ويمثل سكان البريكس 40 % من عدد سكان العالم ، وتشغل ربع مساحة اليابسة ،الى اظهار روسيا تحديا ً كبيرا للامريكان باستقبالها للعميل الأمريكي ادوارد سنودن والذي يحمل ملفات استخباراتية سرية كشف ما ظهر منها وجه امريكا القبيح في التجسس على العالم وعلى حلفائها وعلى رؤساء الدول كما حصل لرئيسة البرازيل ديلما روسيف والتي الغت زيارة مقررة للبيت الأبيض ،واضطر اوباما الى الأعتذار لأكثر من مرة وخصوصا ً الى حلفاءه . غير ان امريكا وحلفها الغربي والذين تجبرهم امريكا على التصرف كتوابع لها وليس كشركاء ،ردوا على روسيا بأثارة مشكلة اوكرانيا وجعلوه كمينا ً محكما ً للدب الروسي شبيه بمكين الكويت الذي حفر للعراق ،وهكذا بدأت امريكا تنال من روسيا بعد ان كان توابعها من الغربيين يعترضون على ذلك ،وتمكنت من هز الجدار الروسي بعنف في حصار اقتصادي وهو السلاح الملعون الذي طالما استخدمته الأدارة الأمريكية ضد العديد من الدول المناوئة لها سواء بعد انفرادها بالعالم ام قبل ذلك . ارض الموجهة العالمية : بدى لأمريكا الأنفتاح على الجانب الأيراني افضل الحلول رغم الرغبة الصهيونية بضرب ايران ، حيث ان دراسة متعمقة تظهر أن الفرق في تكنلوجيا السلاح والأتصالات والمستوى اللوجستي للقطعات العسكرية هو فرق بسيط لن تعوض باي حال من الأحوال الفرق الكبير بالعدة والعدد للجيش الأيراني الممسك بقوة بارضه وحدوده كما يمكن ان نضيف الى ذلك ما يشتهر به الأيرانيون من عناد وصلابة وقدرة على المقاومة اللانهائية حتى الوصول الى الأهداف المتوخاة . هل يمكن لأمريكا الخارجة من حربين موشاة في كليهما بالهزيمة والفضائح في العراق وفي افغانستان أن تدخل حربا ً مباشرة أشد ضراوة . ان مثل هذه الحرب سيكون فيها تضحية كبيرة بمصالح الشعب الأمريكي وهيبة امريكا الدولية وبالمصالح الأقتصــادية والأمنية لكل دول المنطقة ، وسيكون المســـتفيد الوحيد من هذه الحرب هي دويلة الصهاينة وسيكون الشعب الأمريكي خاسرا ً كبيرا ً . ويظهر أن القادة الأمريكان قد تفهموا هذه الحقيقة ،وانهم لن يخوضوا مثل هذه المغامرة غير المضمونة وخصوصا ً وأيران تستطيع بسهولة غلق منافذ النفط الذي تعتمد عليه أمريكا والغرب كسلة رئيسية ، ففضلوا طرقا ً أخرى وهي قصم التحالف المخيف للصهاينة بين دول ما أطلقوا عليه الهلال الشيعي وما هو بالحقيقة شيعيا ً خالصا ً بل أنهم يهدفون لأثارة النعرات المذهبية ،وأبتدءوا يركزون، حالما وجدوا في الجانب السوري مناطق رخوة حيث رموا بكل ثقلهم في هذا الأتجاه وكادوا يحققون ذلك بسرعة وسط دهشة الجميع لولا وقوف روسيا والصين ،المفاجئ للجميع ، بالضد من تطلعاتهم في مجلس الأمن ،واذا حللنا الأمر بروية فأن الموقف الروسي الصيني لم يكن لسواد عيون السوريين ،بل أنهم شعروا ان التهديد الأمريكي قد وصل الى خطوطهم الحمر وأن الأمريكان بدءوا يطرقون ابوابهم وانهم سيصلون الى عقر الدار ،وان امريكا تريد ابتلاع كل شئ . وعلى الجبهة الايرانية بدا الحصارالأمريكي الغربي ينال من الاقتصاد وأخذت العملة الأيرانية تهوي امام الدولار ولو بدرجة اقل مما في سوريا ،ولايبدو ان هناك رد سريع من جهة ايران – سوريا وانما يقتصرالرهان على تحسن الظروف ووعي المواطن وتحسس الدول الأخرى لخطورة الدور الأمريكي في المنطقة كما حصل في الموقف الروسي والصيني ،وبدى دور دول العرب غائبا ً وبعضها بانت تبعيتها للمخطط الغربي وقدمت الدعم المالي اللازم لأسقاط حكومات عربية اخرى وتدميرها وتهجير اهلها من العرب ، وبدت متصهينة أكثر من الصهاينة فكرا ً وعملا ً على الأرض . مالذي يجعل الحصار سلاح بيد امريكا : استخدمت امريكا الحصار لأكثر من مرة وفي اكثر من مكان في العالم ،وعادة ما تجر حلفاءها الى الوقوف الى جانبها لكي يزداد الحصار ثقلا ً وتشتد وطأته ،والحصار سلاح ملعون يعتبر بحق من اسلحة التدمير الشامل كونه ينال من جميع فئات الشعب وينال من الحاجات الضرورية الأنسانية له ، وتتبعه امريكا كونه لايكلفها سوى مجموعة من القرارات وبعض الأجراءات الرقابية فيخنق البلد المحاصر وتهبط عملته ويبدأ بالمعانات كما حصل في العراق وليبيا والسودان وكوبا وايران وغيرها واليوم تحصل مفارقة كبيرة وهي ان امريكا وحلفاءها يفرضون حصارا ً على احدى دول مجلس الأمن وهي روسيا ! اذن السؤال الذي يتبادر للأذهان هو من يعطي الحق لأمريكا او لغيرها بفرض الحصار ،انها شريعة الغاب التي تفرض رأيا ً واحدا ً على العالم ومصالح طرف واحد وان من يعارض ذلك يجب معاقبته ، ان لم يكن ممكنا ً ذلك بالسلاح فبالحصار الأقتصادي ،غير ان مستقبل سيطرة امريكا وتمكنها من الأنفراد يبدو غائما ً وخصوصا ً بوجود دول تحمل امكانات جبارة تتجه الى التقاء والوقوف بوجه التفرد الأمريكي وهي دول البريكس ،وماذا لو انظمة دول اخرى اليها من دول الشرق الأوسط المتضررة من السياسة الأمريكية .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العمالة الأجنبية داء وليس دواء
-
الأفضل لأمريكا
-
آفاق الصراع في الشرق الأوسط
-
كيف توسعت داعش
-
العراقيون على مشارف حصار اقتصادي جديد
-
السعادة
-
النفط يتخلى عن الصدارة
-
وعد بلفور والتكفير عن الذنب
-
حلف امبراطورية داعش العظمى
-
هل الأنسان جاء من الفضاء
-
المعلوماتية بديل لطلب الكفيل
-
يا لعار شهداء الأنغماسية
-
الوهابية المنحرفة والفكر الحر
-
الهجرة ... انطلاق الامة الاسلامية
-
الدين عبر التاريخ
-
الرد على التحديات
-
الجنائن المعلقة اجمل العجائب
-
اعتذار بايدن وذيول امريكا
-
ما لم ينجزه ملك قبلي قمت بأنجازه
-
حسن الظن بامريكا جهل
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|