أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حلوة زحايكة - نجاسة وطهر














المزيد.....


نجاسة وطهر


حلوة زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 21 - 09:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نجاسة وطهر

1990

الساعة الرابعة بعد الظهر، انهيت دوامي انا وزميلتي احكام الدجاني، وغادرنا مكاتب صحيفة الفجر المقدسية، كان الجو دافئا، ولكن السماء ملبدة بالغيوم، سرنا في شارع، نابلس وزميلتي تحثني ان نسرع قبل ان يسقط المطر، لكنني أجبتها أن الطقس جميل، ودافئا حتى لو سقط المطر، وأنا أعشق الأمطار عندما يكون الجو دافئا مثل اليوم، كان في زاوية الشارع بجوار مدرسة شميدت مقابل باب العمود رجل في بداية الستينات يقف كل يوم يضع غازه وطناجره وأوعيته، ويقوم بعمل العوّامة - نوع من الحلويات- وكنا كل يوم نعرج اليه ونشتري منه، تقدمنا منه وبدأنا نراقب كيف يقوم بتقطيعها بسرعة فائقة، كان هناك عدد كبير ينتظر دوره، لكنه باعنا قبل الجميع، لأننا نشتري كل يوم منه ويعرفنا، حملنا كيسنا وبدأنا نأكل ونضحك مثل عادتنا ونحن نتمازح على أكل الحبات، وصلنا محطة باصات باب العامود، وافترقنا لتتوجه كل منا في طريقها الى بيتها، قطعت الشارع الى الاتجاه المقابل من محطة الحافلات، فبلدتنا لم يعد هناك حافلات رسمية تنقل اليها، فأصبحنا نستقل سيارات الفورد والبيجو الخاصة لأبناء بلدتنا، التي تقوم بنقل الركاب، وهروبا عن أعين الشرطة، كنا نعاني الأمرّين ذهابا وإيّابا، فتلك السيارات لا تكفي اهل البلدة، والشرطة بالمرصاد، وكان الناس يتكدسون فوق بعضهم عندما تأتي أية سيارة، وبينما أنا واقفة، جاءت سيارة فورد بيضاء، أعرف سائقها، فهو من أبناء بلدتي، أو بالأصح أعرف جميع السائقين لأنني كل يوم أركب معهم متوجهة الى مدينة القدس، أو عائدة منها، وما أن فتحت الباب وبدأت دخول السايارة، حتى قال لي اغلقي الباب بسرعة الشرطة بدأت تلاحقتي، هرب بسرعة، ولكن هيهات، استطاعوا اجبار السائق على الوقوف بعد ما تجاوز المدرسة الرشيدية بالقدس، انقض الجنود على السائق، وانقضت المجندة عليّ، سحبونا ودفعونا باتجاه سور القدس، أجبرونا على رفع أيدينا ومباعدة القدمين، عندما سحبتني المجندة من ياقة بلوزتي، قامت بجرح رقبتي فصارت تنزف دما، بدأوا بتفتيشنا بالكامل، وقامت بافراغ كل ما في حقيبتي على الأرض، وعندما لم يجدوا شيئا حرّروا مخالفة للسائق، وتركونا، اعتذر السائق لي عمّا جرى، فقلت له لا عليك، وصعدنا السيارة وعاد الى البلدة، فهو لن يستطيع تحميل الركاب اليوم، فالشرطة والجنود في كل مكان، يتربصون للجميع، بينما نحن في الطريق نزل المطر منهمرا، وبدأ يدق نوافذ الحافلة بغزارة، وسارت مياه السيول تغرق الطرق، وصلت الى آخر محطة قريبة من بيتي، ونزلت، سرت بجوار سور المستوطنة الممتد على طول الطريق، قلعت حذائي من قدمي، طويت طرف بنطالي الى الأعلى، واسدلت شعري على ظهري، فتحت يديّ أمدّهما كالمصلوب والتف حول نفسي بالشارع، حتى اجعل الامطار تغسل جسدي وتطهره من تلك الأيادي النجسة التي لامستني بأمطار بلادي النقية.



#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -زوّار- الصّباح
- رقابة عسكريّة
- حواجز عسكرية وتصنيفات
- في الجامعات
- قوافل الشهداء
- بين حانا ومانا
- في المعتقل
- عرس الشهادة
- تجربة في الشهر الكريم
- فنون الاغراء
- هدوء المخاوف
- الزي الشرعي ليس للأستعراض
- سقى الله أيام زمان


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حلوة زحايكة - نجاسة وطهر