أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد هيهات - من الثورة إلى التغيير














المزيد.....

من الثورة إلى التغيير


أحمد هيهات

الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 23:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


من الثورة إلى التغيير

بناء الدولة الجديدة في مصر أو الجمهورية الثانية بعد التخلص من الحكم الديكتاتوري المستبد لن يأتي عفوا وهينا ولن يستقبل بأحضان مشرعة من قبل المستفيدين المتربحين الذين لا تسمح أنانيتهم ومصلحتهم من الهبة واليقظة الشعبية من نومة أهل الكهف الطويلة والتي سيكون من حتمياتها تجريد هذه الفئة ( الممثلة في بقايا النظام السابق ومن يتحالف معه ضدا على إرادة الشعب ) من الأثداء الغزيرة وكشف حقيقتها والتخلص منها ومما كانت تبثه من سموم وأورام سرطانية في أوصال المجتمع وشرايين المستضعفين من الشعب المصري .
تتطلب صعوبة المرحلة التي تلي نجاح الثورة المجيدة تضافر جهود الفضلاء من النخبة وعموم الشعب من أجا حمل الناس على ما يكرهون في ساعة العسرة هاته وحالة الخوف من المجهول , كل ذلك مع ضرورة الأناة والرقة والترفق بالناس حديثي العهد بالحرية والانعتاق من سطوة الظلم والاستكبار ومعاملتهم بلطف ولين جانب .
الحديث عن الإكراه وما يحمله من من معاني الإجبار والإلزام والإخضاع وتغييب الإرادة يبدو مفارقا ومعاكسا بشكل مطلق لمعنى الرفق والتؤدة والأناة ولكنهما لقيام الدولة المستقلة الحرة القوية متلازمان متكاملان فالأول يستدعي إظهار الحقائق والمصارحة بثقل التركة وهول لمشاكل والمعضلات وحجم الأموال المهربة والعقول المخربة والأوثان المنصبة والفقر والبطالة والعنوسة والأمراض المادية والمعنوية ومن ثم إقناع الناس بالبديل القادم والأفضل .
أما الثاني فيقتضي الصرامة والشدة والحزم في تطبيق القانون على القوي قبل الضعيف وعدم السماح بتفتيت الدولة والمجتمع وذلك استنادا إلى قوانين وتشريعات مناسبة لحساسية المرحلة وخصوصياتها وقضاء مستقل شريف ونزيه فالتغيير المنشود لا بد أن يجمع بين وجهين رفق ورحمة بالمستضعفين المجهلين ودعوة بالحكمة والموعظة الحسنة للمترددين الذين يفضلون الثابت المعروف بأهواله ومصائبه على المتحول المجهول رغم آماله وبشائره والجدال بالتي هي أحسن مع من يبدي حسن النية وصدق الرغبة في في انتشال الأمة من مستنقع الفتنة.
وبالمقابل لا بد من التدافع ومواجهة دعاة الانتكاس والنكوص إلى الوراء وتخويف الناس من المستقبل من خلال العنف والتخريب والافتراء والبهتان والتآمر على الدواة وزرع الأشواك في طريقها وإيواء المتآمرين في مؤتمرات الهدم والتخريب ومحاججتهم والغلظة عليهم ان اقتضى الأمر حتى لا تضيع وحدة الأمة والدولة ويبقى الناس غبارا بشريا خارج سياق التاريخ ينتظر من يكتبه بدلا عنه .
ينبغي للجميع أن ينخرط في المشروع الوطني التغييري من خلال تجنيد كل مكونات المجتمع وتعبئة الفئات المستضعفة وتوزيع المهام على القواعد وتسليم المهام إلى ذوي الخبرة والكفاءة من ذوي السابقة إلى نصرة المستضعفين والدفاع عنهم وذلك بهدف القضاء على التجمعات ذات المصالح والمنافع المستفيدة من جو الفساد العام واجتثاث جيوب مقاومة التغيير المنظمة المدعومة من الداخل والخارج .
وخلاصة المسألة أن التغيير ليس بيد الدولة لما تتوفر عليه من سلطان وأدوات التنفيذ ما دامت بعيدة عن المواطن تفصلها عنه أستار صفيقة وحجب كثيفة وما دام الناس متوجسين من التغيير رافضين أن يغيروا ما بأنفسهم قبل أن يتغير واقعهم وبالتالي فان جهود الدولة بكل مقوماتها ومكوناتها ووسائلها مدعومة باقتناع الناس ورغبتهم لشديدة في التخلص من أغلال الاستكبار والاستعباد والتخلف والتخلص من ذل الاستكانة ومشاركة فعالة من قبل فئات المجتمع المختلفة اجتماع هذه المقومات كلها قادرة على إحداث التغيير المنشود وإنفاذ رغبة الشعب .

أحمد هيهات



#أحمد_هيهات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآكلون على كل الموائد
- أهل الكهف الجدد
- معاناة أبي نواس مع المنهج النفسي - العقاد -
- حج الفقراء
- أسرة التعليم وقابلية الاستصغار
- غزة تقطر دما وعزة
- -ثورة- السيسي وانقلاب أوتشا
- تعليمنا والسكتة القلبية
- محنة القوارير مع فتنة التحرير
- -مسار-إصلاح -مثالي- للتعليم
- التعليم المغربي ورحلة البحث عن لغة
- التعليم قضيتنا الاجتماعية الأولى(2)
- التعليم قضيتنا الاجتماعية الأولى(1)
- الانقلاب الحكومي وغزو جيوب المغاربة
- ثورة الانقلاب العسكري
- -حكومة قيصرية برداء بلشفي-


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد هيهات - من الثورة إلى التغيير