أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - مانيفستو سعدي يوسف...














المزيد.....

مانيفستو سعدي يوسف...


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 20:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مانيفستو سعدي يوسف...

رغم انتقادي لدور المثقفين و الأسس الثقافية بصورة عامة في مقالات متعددة الا انني لم أتعود ان اكتب عن سلوك الأفراد و افكارهم لأَنِّي اؤمن بحرية الفكر و السلوك مع الالتزام بالمسؤولية .... لكننا الان بصدد قصيدة شعر بدأت بانفعال شخصي ... و لكنها تمثل ظاهرة بدأت تتمدد...و تتمدد ردود الفعل عليها حتى كادت ان تصبح قضية عامة في ظل جو التوتر و فقدان التوازن و عدم الثقة بالاخر و تجلياته الدموية في كل شارع و واد...

هذه الظاهرة تتمثل في نوع من الشعر السياسي غير المحدد الأهداف و الحدود في هذه الأيام ... حيث تعيش الأوساط الثقافية العراقية .... ارهاصات زوبعة اخرى من زوبعات سعدي يوسف الكثيرة و المتخذة اتجاهات مختلفة... و الغريب ان بعض تلك الأوساط لا تجد في رد فعلها الا العودة الى لعبة طفولية تاريخانية قديمة .... حرق الكتب... و كأن الأفكار و المعتقدات و الأحاسيس ... يمكن محوها هكذا بحرق بضعة أوراق ... او حتى حرق اجساد و صلبها... و الأمثلة التاريخية كثيرة لنتعلم منها... ان الأفكار لا تموت و المعتقدات ستعيش أبدا في الذاكرة و الأحاسيس تتفاعل اكثر مع الحرارة...

اعتقد ان مشكلة سعدي يوسف .... و الآخرون من الدوائر الثقافية و السياسية... هي ايضا تكمن في انه لا يتفاعل مع التطور الاجتماعي و إنما يحاول بقدر ما وقف عجلة التطور التاريخي للمجتمعات و هذا ما يدفعه الى الشعور بالغربة و الشعور بالمرارة و الهزيمة نتيجة اعتبار كل ما يحدث في المجتمع ... بهذا الاتجاه او ذاك... هو خروج عن صورة نمطية جامدة... ذهنية اكثر مما تكون واقعية و تعتمد على قراءة اختزالية للتجارب التاريخية...

في قصيدته الاخيرة "مصر العروبة... عراق العجم" التي أشعلت نيران ... العراق العربي و العجمي... يعلن سعدي ان العراق اصبح عجميا... و للمقارنة بين ما هو عربي و ما هو عجمي فهو يستخدم مصر كمقياس للمفهوم العربي و يذكر هنا إسماء بعض المثقفين المصريين... و ينسى او يتناسى ... ان بعض هؤلاء كانوا من المنظرين لمشروع الرئيس السادات الذي انقض على مشروع عبد الناصر القومي العربي.... و بعض منهم يبدون الان افتناناً و ولعاً كبيرين بالثقافة العجمية... او الإيرانية و التركية.... و يستلهمون منها "البعد الثالث" لمفهوم الثقافة و التعايش السلمي....

لكن الأهم الذي ينساه سعدي يوسف او يتناساه في هذا الإطار... ان المجتمع المصري ... هو نموذج تاريخي .... للتعدد الثقافي و هذا هو الأساس في طبيعة السماحة الاجتماعية و التعايش السلمي بين المصريين من افارقة و فراعنة و مسلمين و أقباط و نوبيين و عرب و أوروبيين و اتراك و أكراد و شركس و غيرهم كثيرون.... من شعوب و إثنيات و ثقافات مختلفة.... تآلفت على مدى قرون... بل ان ما تشهده خلال السنوات الماضية من احدث مؤسفة و صراعات دموية هي نتيجة محاولة اصحاب المشاريع الضيقة بالتفرد في السيطرة و الهيمنة...

ربما من السذاجة ان نطرح سؤالا علميا عن ماهية تعريف " العربي" و " العراقي" عند سعدي يوسف... فالهدف ليس احراج الرجل في مسائل أنثروبولوجية معقدة... لكن السؤال المهم يظل عن التصورات السياسية عن رمزية هذه المفاهيم في مسار مجتمع حيوي يطور ذاته من خلال التفاعل.... السلبي و الإيجابي... بين مكوناته الاجتماعية المختلفة....

لا ندري ان كان سعدي يوسف عرف من التاريخ ان محمد علي الذي بنى الأسس الاولى لمصر الحديثة لم يكن عربيا بل البانياً..... كما ان صلاح الدين الأيوبي... الذي يتغنى بأمجاده القوميون و الاسلاميون العرب... كان كوردياً... و كذا كان اغلب علماء الحضارة الأسلامية من غير العرب.... فرس و كورد و اتراك و برابرة أمازيغ و اخرون من المسلمين و غير المسلمين...

و لنتساءل ايضا عن اية قومية عربية يريد ان ينظر سعدي يونس.... الا يتذكر ان المفاهيم الاولى للقومية العربية كانت من انتاج مثقفين غير عرب كما كان رواد الماركسية العربية من الأقليات المضطهدة و ان التقليدية العربية قد أنتجت داعش و اخواتها...؟؟؟..

انطلاقا من حسن الظن فان من المؤكد ان سعدي يوسف محب للعراق الى درجة الجنون... و لكن هل من الحب ان يخلق هذا الشاعر الكبير العداء للعراقيين داخليا و خارجيا.... نتذكر زوبعته قبل شهور في الانتقاص من قيمة الشعر المغربي بعد ان منحه المغاربة جائزة الارگان... و هذه جائزة ثقافية ذو قيمة كبيرة كون اسمها يؤشر الى شجرة الارگان التي تعتبر رمزا وطنيا مثلها مثل الأرز في لبنان...

نتمنى ان يكون حظ المصريين افضل من حظ المغاربة و ان تقابل رحابة صدر مصر بوفاء اكثر من المغرب.... ام هل يحاول سعدي يوسف الان ان يخلق أزمة مماثلة بين المثقفين المصريين و العراقيين .... ام يهدف الى زيادة التناحر الداخلي الذي لم يترك زاوية في العراق دون جراح و دماء و احقاد...؟؟؟..

هل يعتبر سعدي يوسف قصيدته الاخيرة رسالة حب و إخاء ... ام انها مانيفستو لبناء جدار جديد بين العراقيين ... و انها... كما هي طروحات الحرق و القتل و التهجير و الاغتصاب.... بضاعة في سوق التكفيريات و لاختزال و الاقصاء الرائجة هذه الأيام ...؟؟؟.. نتمنى ان يساهم المثقفون في صنع السلام بين الناس... حبي للجميع...



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الفلسطينية حقيقة... و لكن...1
- عولمة داعش...3
- رسالة الى صديقتي العاشقة..
- كوباني...أيقونة في زمن التيه...؟؟...
- عولمة داعش....2
- عولمة داعش....1
- المالكي ....غورباجوف العراق...؟؟؟..
- غزة... مرة اخرى... و استراتيجية تأمين الطاقة...
- داعش ... و متاهة الفكر...1
- مريم السودانية....شهيدة ...الاختيار...؟؟؟!!!
- بوتين... و .. - وا معتصماه-... اوكرانيا..
- التغيير... حلم كاذب...؟؟..!!!..
- الفيليون و مفهوم الجينوسايد القانوني...
- جينوسايد قانوني ...؟؟!!..
- المرأة و اشكالية إلانا السياسية....
- دولة المنتصرين...1
- العسكر و الديمقراطية...
- السلطان والانتخابات ... لعبة دموية..؟؟!!..
- مانديلا ... و الدرس الواقعي..
- الشعب يريد بناء الوطن...


المزيد.....




- محكمة روسية تحكم بسجن مواطن أمريكي 15 يوما لهذا السبب
- ضابط أمريكي سابق يسلط الضوء على الخطة الأمريكية الخبيثة ضد ا ...
- روسيا تعلن -الطوارئ- وتعيد قوات لصد التوغل الأوكراني
- نتانياهو ينفي التحدث مع ترامب بشأن مفاوضات غزة
- تكتيكات حماس تحت قيادة السنوار: تفاوض دون تنازل وضغط نحو خطة ...
- حماس تتغيب عن جولة مفاوضات جديدة في الدوحة اليوم، وتشكك في ...
- في المانيا.. مذكرة احتجاج ضد تعديل قانون الأحوال الشخصية في ...
- مصدر: القضاء على 5 من قوات الإنزال الأوكرانية بمقاطعة كورسك ...
- مراسلنا: قتلى وجرحى جراء قصف إسرائيلي جديد لغزة وخان يونس
- وسائل إعلام: نتنياهو ينفي أي مباحثات له مع ترامب حول غزة


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - مانيفستو سعدي يوسف...