سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 15:37
المحور:
القضية الفلسطينية
حرب 1948 لم تنتهى!
سليم نزال
يكرر الاسرائليون بين حين و اخر عبارة ان حرب 48 لم تنتهى .قالوها فى حروب غزة فى الاعوام الماضية, و يرددوها مع كل جولة من جولات الصراع. و تكررت فى الاونة الاخيره.
و اعتقد ان الاسرائيليون محقون فى هذا التعبير .الصراع مع اسرائيل ليس صراع لاجل ازالة اثار العدوان, بل من اجل ازالة العدوان نفسه . و ازالة كيان العدوان , هو ما يجب ان يظل محط التفكير و طريقة التربية و السلوك السياسى الاستراتيجى .
و هذا الامر لاحظه الصهاينة منذ امد بعيد . ففى العام 1923 قبل اعوام طويله من قيام الدولة الصهيونيه , كتب جابوتسكى و هو من منظرى اليمين الصهيونى, انه لا يوجد فى التاريخ شعب من الشعوب الاصليه, من سلم بالامر الواقع للمستعمرين .و طالما ظل هناك امل بطرد الغزاة سيظل الشعب الاصلى يقاوم .
يورى افنيرى و هو من متنورى الصهاينة, تحدث عن اهمية قوة الفكرة .و يعتبرافنيرى انه طالما بقيت فكرة ازالة اسرائيل قوية و راسخة بين العرب ستظل اسرائيل مهددة بالخطر.
فى العام 1948 حصل نصر ساحق للصهاينة, و اعتقدوا انه اسس لواقع جديد لم يعد من الممكن تخطيه . و فى كل حرب من الحروب التى شنوها لاحقا و كانوا ينتصروا فيها كليا او جزئيا, كان يسود الاعتقاد لديهم انها ستكون الحرب التى تنهى كل الحروب . و لكن الايام اثبتت ان هذا الاعتقاد واهم, و لذا لم يعد احد فى دولة اسرائيل يردد هذا الكلام.
لكنهم عادوا اليه من مقاربة مختلفه, حين طرحوا فكرة كى الوعى الفلسطينى ,و التى تتركز على جعل الفلسطيننين يفقدون الامل بفكرة الانتصار على الصهاينة .و لكن الصراع استمر و اصبحت فكرة كى الوعى الفلسطينى و هم او امنية اسرائيلية غير قابلة للتحقق.
و لذا فان عودة الصهاينة تكرار عبارة انهم ان حرب 1948 لم تنتهى, هو اعتراف بلا مواربة بفشل الصهاينة فى تدمير فكرة الامل لدى الفلسطينين بالانتصار على الصهاينة .و هى فكرة لم تزل قوية رغم مضى 65 عاما من التشرد و المعاناة و الاحتلال .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟