أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - لاتظن عند العراقي ديانه ولاتصدق لو سمعت آذانه














المزيد.....

لاتظن عند العراقي ديانه ولاتصدق لو سمعت آذانه


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 15:36
المحور: كتابات ساخرة
    


حين سمعت بهذا البيت (صار بخاطري) من قائله وكان أستاذي الفاضل أبو سولاف الخبير الستراتجي في أمور المجتمع والذي عمل ثلاثون سنة كمدعٍ عام وقاضٍ ورئيس محاكم الجزاء والبدائة , سبق أن سمعته منه بصيغة أقل شمولية فقد كان يردده حين تواجهه حالة (نشاز) يرى فيها غلبة الشر على مفهوم الخير بحكم عمله وكثيراً ما كان يغيّر فيه بحسب عائدية الحالة , فأذا جلبوا أمامه شخص وتبين أنه مجرم كاذب يستحق العقاب لكنه يفلت بمجموعة من الحيل اللاأخلاقية التي تجعل القاضي مشلولاً أمام الوقائع المكتوبة في أوراق القضية كونها مفبركة لا تقرب للواقع بأي علاقة , يسأله (من أين أنت), فإذا أجابه (على سبيل المثال) أنا من البصرة , يواجهه بهذا البيت (لاتظن عند بصراوي ديانه و لاتصدق لو سمعت آذانه ) وهكذا يفعل مع البغدادي و العفجاوي والعمارجي والمصلاوي ليشمل خلال الأيام الأخيرة كل العراقيين في بيته الموسوم أعلاه الذي صار أقرب الى فرمان منه الى شهادة , وهكذا يا أحبتي صار العراقيون بنظر أبو سولاف جماعة (حلّافة كذّابة همّازة لمّازة) لايؤمن جانبهم حين يتعلق الأمر بالصدق و النزاهة , فلم يسلم أحد من شموله بلطخة (اللامباديء) تلك التي توصمنا جميعنا بسبب شخص واحد (من الحثالة) , لم أسكت عما سمعت فقد شعرت بالأهانة فبادرت الأستاذ قائلاً :
عذراً أستاذي فأنا لم أقتنع بكلامك , فليس من المعقول أن تعمم الوصف السيء ليشمل شعب كامل من زاخو لراس البيشه وحصيبه وزرباطيه وحتى شثاثه , إن خليت قلبت عمي , فهناك من يلتزم بالأخلاق كنتيجة لألتزامه (الديني -القانوني- الفكري - العائلي -العشائري - أو أي مباديء أخرى) تصب في حماية المجتمع من رجاحة الباطل على حساب الحق الذي يعتبر معياراً للحفاظ على العدالة فهو بالتالي يحافظ على بقاء مفهوم الدولة بمرتكزاتها الثلاثة - أقليم - شعب - نظام سياسي - وبما أن الدولة موجودة فمعناها أن الخير أكبر من الشر ولو كان العكس لتلاشت , وذلك عكس الواقع فنحن نقبض رواتب , على بختك أستاذي !
أجابني وكأنه بهلول زمانه : وليدي أنت متعرف , بأن المجتمع يحمي نفسه بنفسه بتطبيق العدالة فإن تساهل في ذلك خرج منه أؤلئك التدميريون الذين لايتورعوا أن يفعلوا أي شيء مقابل أن يبقوا أقوى من القضاء وخارج نطاق تطبيق العدالة , فطبعهم أن يعيشوا على الأرتزاق بالكذب والتحايل , واحد منهم يكفي أن يعلم مئات غيره والمئات يعلمون الآلاف وهلم جرّاً لتشيع المثالب وتتحول الى عادات وتقاليد تنتشر كما السرطان لتطيح بالمفاهيم التي تجعلنا موجودين فالأشرار في كل المجتمعات , حتى المجتمع الياباني أو الأميركي أنموذجاً فيه أنتهازيو الظروف ممن يركبون أي شيء لأجل مصالحهم البالغة الدنائة , علينا أن نسبق الأسوأ بمحاربة السيء , وألا فأننا سننقرض على أيدي الرعاع ممن يقسمون على الزور ويتلاعبون بأجراءات القضاء ويقيمون الدعاوى الكيدية تلك التي يستخدمونها أدوات للخلاص من العقاب وإرغام الناس على التنازل عن حقوقهم , وصدقني أن المجرم لم يكن يجرؤ على مجافاة الحقائق وقلبها رأساً على عقب لولا وجود عناصر مفسدة في المجتمع تسهل له ذلك , سواء في منظومة تطبيق القانون أو بالدعم من العشيرة أو العائلة التي يأتي أفرادها ليشهدوا للمجرم على أنه بريء رغم أنهم وعلى رأي الممثل عادل أمام (شاهد مشافش حاجة )
لو رأيت ما رأيت لوافقتني فيما أقول في هذا البيت , فمانراه من شهادات الزور و إرهاب الضحايا وتسعيرات الأفلات التي يفرضها بعض المحسبوين على مؤسسات القضاء والمحاماة والشرطة , (كان ما صار بخاطرك) , (عمي أحنا دا ننحدر كمجتمع والدليل أن البعض لايخافون كلام الله ) يقسمون به وكأنه شيء لاقيمة أعتبارية له , أستمر القاضي بأقناعي حتى وصل الى خاتمة الحديث القيّم الذي ينهيه عادة بنكتة وطلب مني أن أقترب منه بعد أن ألتفت يميناً وشمالاً :
شوف أستاذ لو كان الأمر بيدي لطلبت أن يوضع المصحف الذي نحلّف به المتهمين في صندوق حديدي يتم ربطه بالكهرباء لأتمكن من التحكم به من زر تحت يدي , وكلما أقسم أحدهم بشهادة الزور وأنا العارف بها بحدسي وخبرتي , أضغط على الزر وأجعله (يرعص) صدقني أنه سيعلن توبته ويتحول الى ناشط حقوقي وربما يبرع ليصل الى مراتب حمورابي الذي أسس قوانين الدنيا أو ينذر روحه للعدالة والسلام مثل نيلسون مانديلا ... أشرب جايك وروح كمّل بحثك , مابقى شي على مناقشتك , فيما الله .. فيما الله أستاذي .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من تحت الماء الى بشوش السلف
- سنبقى رغم مابيننا من خيط رفيع
- هوب هوب طفّي
- النجاة بالملح - يوميات عراقية جداً
- أعطوهم كي لاتبتلون
- لقاحات للديماغوجية في البلاد العربيّة
- حكايات أهل العراق
- الدولمه بين كرات النار وكرات الثلج
- في ذكرى حرب تشرين
- هل أتاكم حديث الأسحاقي
- فرج آيدول وحرب الخليج الثالثة
- لغز الموازنة ولطم شمهوده
- بيتنا وبيت أبونا والغربه فرهدونا
- العراق وحرامي البيت الأخطر من أمريكا
- الهالووين ينقذ بلاد الرافدين
- في ذكرى هادي المهدي كوكب العراق
- جنّه بالهوسات ما تسوى فلس
- جماجمُ قومٍ عند قومٍ قلائدِ
- بيان نگرة السلمان
- سبايكر وبزونة حلب وين أهل الغيرة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - لاتظن عند العراقي ديانه ولاتصدق لو سمعت آذانه