أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبا مطر - تاريخ معطل بالاحزان














المزيد.....

تاريخ معطل بالاحزان


صبا مطر

الحوار المتمدن-العدد: 4637 - 2014 / 11 / 18 - 15:30
المحور: الادب والفن
    


وجدته حزينا منهوك القوى في ذاك الفراغ العاتي يتصفح ما بقي من اوراق هرمه صفراء ... يتمتم بصوت متقطع حزين ... ما كان لك ان تكون ... ما كان لك ان تكون .
اعتلاني فضول غريب للتعرف عليه .
من يكون هذا الغريب؟؟
كيف قادته الدروب الى مساراتي؟؟
ربما اظل الطريق؟؟
ربما استبد به الجوع والعطش؟؟
اقتربت منه اكثر ... استشعر وجودي .. رمقني بنظرة غريبه .
عينيه لا تشبه عين البشر وهامته هي الاخرى منحنيه متاكله .. يتوكا على عصا مصنوعه من مشانق عملاقة .
استفزني شكله القميء وتساءلت في سري عمن يكون هذا المخلوق .
جسد بالاف العيون والافواه ... راس تعلو قمته فروه كثه من الجماجم .. تسيل بغزاره على كتفيه ...تغزو الارض التي يقف عليها ... اصوات طقطقاتها وهي ترتطم بالارض تثير في نفسي الرعب .
يداه غابات جرداء عجوز... اصابعه حراب وسيوف .
بطنه الكبيره مطعونه بملايين السهام والاقلام .. دمه الازرق ينهمر كشلالات من خوف على ارض سحريه ما تلبث ان تبتلعها وتطلب المزيد .
اصوات صرخات البشر والخيول والطائرات والدبابات هديرا يغلي في عروقه العتيقة جدا.
اذناه وديان سحيقه تبتلع المارين في دروبها ... شرايينه بحار ومحيطات مسكونه بالغضب.
ساقاه عجوزين هرمين ترتسم على ملامحهم ازمنه لا اعرف بوصلتها كانا قد اتينا منها ولا يعرفان سبيلا للرجوع.
اوراق عمره تتساقط من كل الاتجاهات ... عبثا يحاول لملمتها ... تسقط هي الاخرى في وديانه السحيقه .. تلك التي يتساقط فيها ملايين البشر.
انتابني خوف هائل .. حاولت ان اجمع بقايا صوتي المرتعش ... كان لا بد ان اطرح عليه السؤال.
من تكون ؟؟
سالته ... لكن على ما يبدو ان صوتي اختنق من ذاك المشهد المرعب .
عيناي هي الاخرى استحالت الى بلورتين من صقيع .. فما استطاعتا السؤال .
اردت الهرب .. اردت الخلاص من ذلك المشهد... اردت ان اصرخ خوفي فما استطعت !!
قلت يجدر بي الهرب ... لم اقدر على لمله بقاياي فما زلت تحت تاثير الصدمه .. وهو يرمقني بعيونه الخرافيه .
يتردد على مسامعي صوته الهرم .. لا تخافي لن اوذيك ... انا مثلك مغلوب على امري .. انا متعب ... انا متعب .
بكى طويلا ففاضت من عيونه انهارا من الاحداث والصور.
سالت على جسده الاف المعارك والسجون .
رقصت على لحيته البيضاء المقابر وحانات المجون .
تمايلت على اذيال ثوبه الاف الملكات وتشظت على خصورهن ازمانا مذبوحه بالاقدار.
صاح صوته المجنون انا التاريخ ... قد مر على صفحاتي كل البشر ...مسخوني بجنونهم وتعاويذهم
.لا تخافي يا صغيرتي ... تعالي الي ... تصفحي اوراقي . .. داوي جراحي... .مزقي خذلاني ... حرريني من سجني.
تعالي وحرري شموسي المحبوسه في عزلتي الابديه ... اوقفي هدير الازمان الصاخبه في شراييني ... اسجني فصول العبث ... مزقي فصول الالم ... احرقي فصول الهذيان ... اقتلعي السنه الزور المتدليه من افواهي وازرعي بدلها السنابل .
ابدلي عكازي البليد بشعاع فجر يغزلني كوشاح يطير في سماوات الحريه.
ارسمي لي وجها جديدا .. واهديني ملامح اجمل .
ارسمي لي اجنحه واجعليني احلق بعيدا عن احزاني.
تعالي الي وتصفحي بعضا من اوراقي الجميله المنقوشه بدماء الابطال والفلاسفه والانبياء.
صاح باعلى صوته ليوقظ ابطاله الراقدين في جحيم الاحداث ... عبثا يحاول !!
كان صوته هرما متعبا ... تردد صداه في سماء المكان.
تكسر الصدى شظايا ... وتكسر هو الاخر على هاويه النسيان.
تشرق شمس النهار وتمليء غرفتي زقزقه عصفور يبلله الندى ... افتح عيني واترك ورائي ذاك العبث .. ها قد تركت التاريخ سجين صفحاته الممزقه .. وحلقت في سماء الحريه .



#صبا_مطر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشرة الاخبار
- حكاية حرب وموسيقى
- الى وطن في القلب يمشي بخطى من نور
- حقائب سفر
- امنيه العام الجديد
- هذيانات نثريه
- اشتياق


المزيد.....




- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...
- الوراقة المغربية وصناعة المخطوط.. من أسرار النساخ إلى تقنيات ...
- لبنان يحظر عرض «سنو وايت» في دور السينما بسبب مشاركة ممثلة إ ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبا مطر - تاريخ معطل بالاحزان