|
آفاق الصراع في الشرق الأوسط
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 23:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدى ان الحلف الغربي في صراع مصالح ولكنه مقنن على ذات الأهداف التي ينشدها ولكن بواجهات جديدة ، وأذا لم يكن قد حقق اهدافه بالطرق السابقة كما حصل في ليبيا فأنه يبحث عن منفذ أوسبيل مختلف لتحقيقها ، وهم يتحدون في شئ واحد دائما ً هو صراعهم وحروبهم معنا التي يقننونها بمسميات شتى ،كالدفاع عن مواطنينا وحقوقهم ،او محاربة الأرهاب على ديارنا وداخل بيوتنا ،ولكن ثقتنا بهم اصبحت هباء وبدأنا نفهم أنهاتصب في اتجاه واحد هو خدمة مصالحهم،أنها تشابه نداء أجدادهم ( جئناكم محررين لا فاتحين ) ولكنهم مع الأسف، رغم تكرار التجارب ومرور السنين لايزالون يخدعون البعض منا . في لقاء اجرته معه مجلة “نيويوركر” الأمريكية انتقد الرئيس الأمريكي اوباما بعض الدول في منطقة الشرق الاوسط التي لم يسميها لإذكائها للطائفية بين السنة والشيعة ، واصفا بعض زعماء دول المنطقة بأمراء حرب ومجرمين وقتلة يتنازعون على النفوذ في المنطقة . ووصف اوباما النظام السوري بالتسلطي والوحشي، ومستعد لأن يفعل أي شيء للتعلق بالسلطة ، مشددا : صعب جدا ان نتخيل سيناريو يمكن فيه تدخلنا في سوريا ان يؤدي الى نتيجة أفضل، الا اذا كنا مستعدين لبذل جهد مماثل لما فعلناه في العراق . ولانرى ان وصف الأمراء المجرمين والقتلة الذي ذكره اوباما ينطبق في منطقتنا على غير أصدقاءه ومن يتبناهم بالدعم والأسناد رغم انهم أنظمة رجعية عفى عليها الزمن وتجاوزتها الحياة ،ولا نتخيل أبدا ً انهم يتمكنون من كل هذا القتل والتخريب بدون الضوء الأخضر من امريكا ،ان كل الماكنة الحربية التي تدور رحاها في منطقتنا بتمويل من انظمة متحجرة يدعمها الغرب وتسندها قواعده العسكرية المنتشرة على اراضيها ،استمرارا ً لمصالحه في منطقتنا . ان هذا مفهوم وواضح للعيان ولكن استراتيجيتهم في ذلك تأخذ طابع متشابه حيث يبتدئون بأثارة شعوب المنطقة المقهورة بالفقر والتسلط رغم أن لبعضها ثروات كبيرة ، والتي سئمت الكبت ، وترغيبها وايهامها بالجنة الموعودة ،وهكذا تبدأ الشعوب بالغليان طامعة بالحرية والأنعتاق والحياة الأفضل ولكنها ترى الويلات في الطريق الذي يختطه الغربيون بحيث ينهك كل شئ في البلاد فيبادرالغرب بما يمتلك من امكانيات الى افتراس البلاد المنهكة التي تكون اشبه بالفريسة التي لاتقوى على الحراك ،ويكون تحت تأثير نهمه بالحصول على ثروات تلك البلاد أو تحقيق اغراضه بمختلف الطرق . مؤتمر جنيف : واليوم لايعرف على وجه الدقة الفائدة التي كسبتها المنطقة من هذا المؤتمر الذي روجت له الأدارتان الأمريكية والروسية ، فهل يمكن لعاقل ان يصدق ان صنيع الغرب ما يعرف بالجيش الحر هو الممثل الحقيقي للتيارات والرايات التي تقاتل في الساحة السورية الأن ،وإذا كان الجواب واضحا ً وهو ان الجيش الحر اصبح قوة ثانوية امام المنظمات التكفيرية والمعلن ارتباطها بما يسمى تنظيم القاعدة والذي هو التنظيم الأرهابي المعلن لجماعات ارهابية غير واضحة الجهات الساندة والممولة لها والتي جعلتها تجول وتصول في الساحة الدولية مثل داعش والنصرة وغيرها ،فهل ان الدول الكبرى والأمم المتحدة قد أحضرت ممثلين عن هذه الجماعات الأرهابية لتدريبهاومن ثم زجها في الساحة السورية ،وان كان الجواب نعم فهي كارثة تعم السلام العالمي وامن دول الدنيا ،وبوادر لسيطرة الأرهاب على العالم ،وإن كان الجواب بالنفي فأن النتائج سيكون محكوم عليها بالفشل كون هذه المنظمات هي التي تمسك الأرض الأن و لن تعترف أوتخضع لما تقرره واشنطن وبالتالي الحكم بفشل مثل هذه الخطوات منذ البداية . بدون النوايا الصادقة من الدول المشاركة في توفير بيئة سلمية بعيدة عن قعقعة السلاح واصوات المدافع ، يمارس فيها الشعب السوري حقه الطبيعي وبدون أي تدخلات خارجية ، فيبقي او يستبدل الحكومة الحالية في ممارسة ديمقراطية بأشراف الأمم المتحدة ومنظماتها ،ومساعدة الحكومة التي يرضاها شعب سوريا على التخلص من جميع عناصر الأرهاب المنتشرة اليوم ، بدون ذلك لن تصمد حلول للأزمة السورية . واليوم حملت الأخبار وعلى المكشوف ان امريكا ستقوم بتدريب 2000 مقاتل على الاراضي التركية لزجهم في النار القائمة على الأراضي السورية ،ثم بعد ان يتمرسون بالأرهاب والقتل تعود لتظهر وكأنها ستحارب الأرهاب وترسل الطائرات والجنود لتحاربهم مرة اخرى ! انها دوامة سئمتها شعوب المنطقة التي لم تحصد ومنذ انفراد امريكا بقطبية العالم سوى الخراب وسيل الدماء وفقدان الأمان وانتشار الأرهاب وتبدو الأدارة الأمريكية لاتملك استراتيجية واضحة للمنطقة سوى انها تعمل بوحي من ايحاءات الصهاينة ومصالحها الآنية ،وهذا ما ظهر بصورة جلية على الأرض العراقية .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف توسعت داعش
-
العراقيون على مشارف حصار اقتصادي جديد
-
السعادة
-
النفط يتخلى عن الصدارة
-
وعد بلفور والتكفير عن الذنب
-
حلف امبراطورية داعش العظمى
-
هل الأنسان جاء من الفضاء
-
المعلوماتية بديل لطلب الكفيل
-
يا لعار شهداء الأنغماسية
-
الوهابية المنحرفة والفكر الحر
-
الهجرة ... انطلاق الامة الاسلامية
-
الدين عبر التاريخ
-
الرد على التحديات
-
الجنائن المعلقة اجمل العجائب
-
اعتذار بايدن وذيول امريكا
-
ما لم ينجزه ملك قبلي قمت بأنجازه
-
حسن الظن بامريكا جهل
-
اسرار كنوز سومر
-
الحلفاء يرتدون ثوب داعش
-
العراق الشغل الشاغل لأمبراطورية امريكا
المزيد.....
-
ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية.. كيف يؤثر ذلك على المستهلك؟
-
تيم حسن بمسلسل -تحت سابع أرض- في رمضان
-
السيسي يهنئ أحمد الشرع على توليه رئاسة سوريا.. ماذا قال؟
-
-الثوب والغترة أو الشماغ-.. إلزام طلاب المدارس الثانوية السع
...
-
تظاهرات شعبية قبالة معبر رفح المصري
-
اختراق خطير تكشفه -واتساب-: برنامج قرصنة إسرائيلي استهدف هوا
...
-
البرلمان الألماني يرفض قانون الهجرة وسط جدلٍ سياسيٍ حاد
-
الرئيس المصري: نهنئ أحمد الشرع لتوليه رئاسة سوريا خلال الم
...
-
إسرائيل.. تخلي حماس عن السلاح أو الحرب
-
زكريا الزبيدي يتحدث لـRT عن ظروف اعتقاله
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|