أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوان خليل عكاش - فنتازيا السجن الإنفرادي - أرواح طائشة














المزيد.....

فنتازيا السجن الإنفرادي - أرواح طائشة


جوان خليل عكاش

الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 14:13
المحور: الادب والفن
    


الرائحة النحاسية الواخزة مع صوت جرس الإنذار أطلقت الجميع من فراشهم، بتدافعٍ غريزي ركضوا إلى الزاوية خلف الخط المرسوم بالطباشير، من خلف الباب كان الوميض الأزرق المتقطع ينعكس على أرضية وسقف المهجع، وبين الفينة والأخرى انعكست الكواشف عن الزجاج الخارجي، السائل اللزج بدأ بالتسلل على الأرضية لكن المنشفة التي وضعها أبو لامي تشربت قسماً منه ومنعته من التدفق إلى داخل الغرفة.

تحرك قفل الباب وسمعت قرقعة المزلاج وبمجرد أن شق الباب اندفعت ستة يرقات مشعرة لتصطف على المدخل كسجادة، ومن ثم دخل ضبعان لهما سبعة رؤوس برقابٍ لا تزيد سماكتها عن الاصبع، هذه العملية كانت كالعادة سابقةً لدخول مدير المصح طلعت محفوظ، رأسه الكبير لا يكسوه سوى غشاءٍ رقيق وتحته تبدو العروق البنية واضحة وتحتها مجموعةٌ هائلة من الأسلاك تنتهي إلى جسمٍ يومض، أما جبينه فيكاد يكون مستمراً حتى أرنبة أنفه، حيث يمتد شاربان عظيمان مجدولان بعناية، أما الشفتان فهما متدليتان إلى الأرض، لينسدل من الرأس جلدٌ عسلي تشوبه بعض المضرجات السوداء والوردية مما يحجب جسده فيبدو الرأس متصلاً بالأذرع المملوءة بالديدان، الأذرع الثمانية المفتولة كزنود مصارعي السومو وتنتهي كلٌّ منها بذراعٍ بثلاث أصابع.

مد ثلاثة أعضاء لحمية للأمام من تحت ردائه الجلدي، رأيت أبو لامي وأبو جرير وأبو باسل يركضون بسرعة ليلتقطوها، الضوء الضعيف المنعكس من النافذة خلفي أجبرني على تغيير زاويتي لأعرف ما الذي يحصل، كان الثلاثة منهمكين بمص تلك الأعضاء، لكن أبو لامي الذي يعرف مدير المصح منذ أيام تدمر الغربي بداً خبيراً وهو ينزع طقم أسنانه ويدخل العضو في فمه ويمسك يما بقي خارج فمه بكلتا يديه، فجأةً تهدل شاربا طلعت وانحسرت الأعضاء من أفواه الثلاثة ومد زندين ليجذب أبو لامي، اختفى أبو لامي تحت الرداء الجلدي، وسمعت صوت ضراط ... ركض أبو جرير وأبو باسل لزاويتنا نظرت إليهما فغمزني أحدهما وقال لي: ابن القحبة أبو لامي أناني وسيأكل خراء طلعت لوحده.

وقبل أن يخرج الجميع عاد أبو لامي ملطخاً باللون البني المحروق، اليرقات زرعن شيئاً ما في معصرة شرجه، ورغم أن اللون الأزرق كسا وجهه إلا أنه عاد راكضاً وأدى بضع حركاتٍ مقلداً الراقصين الروس.
بعد اغلاق الباب وعودة الأنوار والهدوء، عصر أبو لامي المنشفة بحذرٍ داخل عبوة سائل جلي فارغة كان قد خصصها لهذا الغرض، وضعها بعد أن أحكم اغلاقها خلف وسادته، ونظر إلى زبرا سعيداً وهو يهز قبضته ذهاباً وإياباً، زبرا هو الآخر جمع يديه وصنع بالسبابتين والابهامين شكل فرج وحرك لسانه حول المعيَّنِ، ومد يديه إلى صدره العاري ودعك حلمتيه، المخبر أبو جرير ركض وصفع جبرا وامتطى ظهره وهو يشد شعره ويكرر له: اليوم دوري ما حزرت.

في الليل كنت أسمعهم ينيكون زبرا، وبعد كل دورٍ كان زبرا يهتف للرئيس، فيقف الجميع دقيقة صمتٍ حداداً على أرواح أبطال حماس وحزب الله، ومن بعد يستمر أبو جرير في تكرار كلماته نفسها، عن السيد في لبنان، والقيادة الحكيمة، وككل مرة عندما يصل الحديث إلى العفو المرتقب، كان أبو لامي يقفز صارخاً: صلوا على الحاضر، دوري زبرا.


عن وساوسِ الخوفِ
كحِلْفِ قُرصانٍ وداعرةٍ
تغدُر بإيلاف الفوضى
لأُنظُّمَ جُحْراً بِقشِّ الأصابع
كحجّامٍ يَشُقُ أظلافَ الأنوثة
بدون كيشوتٍ قَرَّعَ الحُمْقَ، فنما له اخطبوطٌ مُتَحَجِّر
لهُ أذرعٌ من كهرمان، وخليلةٌ من ياقوت
ينقصه كرسيُّ العرش
ليُدَلِّيَ أرْتالَ السمكِ ويقتصَّ من الصيادين
ويخصَّ كل أرملةٍ بذراعٍ...
قرصانٌ وداعرة
اخطبوطٌ وخليلةٌ من ياقوت
هذه هي الإلياذة بعد المُنَمْنَمات.



#جوان_خليل_عكاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنتازيا السجن الانفرادي - مهبل أفروديت
- فنتازيا السجن الانفرادي - مساحة الشرق
- فنتازيا السجن الانفرادي - الحلم الراقص
- فنتازيا السجن الانفرادي
- اللغم اليوناني ...يبتر حلم السوريين نحو أوروبا
- د . ماريا كاللي: العالم تعامل مع المآسي البشرية كنوع من البز ...
- أوهام حرية الخلافة -على نهج مهدي عامل-
- سجن حلب المركزي : سجناء الرأي والسجناء السياسيون - من حقنا ا ...
- غاليسيا ... كاتالونيا .... الباسك- للخوف والعزلة فيلقٌ في أو ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوان خليل عكاش - فنتازيا السجن الإنفرادي - أرواح طائشة