مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 02:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في زيارة الى المستوصف الطبي اضطررت الى انتظار الطبيب لمدة تزيد على نصف ساعة ، قضيتها اتفرج في لوحة الاعلانات و قراءة اعلانات المستوصف ، احدها كان عن الانفلاونزا وضرورة الوقوف خارج المستوصف وعدم الدخول والتحدث بواسطة الهاتف الخارجي مع الممرضة لكي تتخذ الاجراءات اللازمة وتدخل المصاب بالانفلاونزا الى قاعة خاصة خالية من المراجعين الاخرين كي لا يصاب أحد بالعدوى .
ورأيت إعلانا آخر اثار استغرابي ، فاعدت قراءة عنوانه عدة مرات ، كان العنوان مثيرا ، شككت اني لا افهم المراد منه ، ولربما كنت متوهما ، يقول :
هل تريد ان تصبح أباً لـقطة
تطلعت الى العنوان فوجدته صادرا عن جمعية ترعى القطط السائبة .
فالامر لا شك فيه ... وان القطة هي محور الاعلان ... واصلت القراءة :
هناك من يترك قطته في العراء ليتخلص منها لعجزه عن تربيتها ، او ان هناك بعض القطط التي تضيع من اصحابها حين تخرج من البيت او تقفز من سياج الدار وتذهب خلف صيد او بحثا عن رفيق من القطط فتضيع ولا تستطيع العودة الى البيت .
تذكرت صديقي ابو عريبي المتزوج من امراة اجنبية ، لها قط ، اسماه صاحبنا مرزوق ، والمشكلة ان صاحبنا لم يأخذ القط الى الطبيب لكي يزيل له الغدد الجنسية ، فظل مرزوق يترك البيت ليلا ليذهب في الحديقة القريبة بحثا عن قطة يقضي معها وطره ، مما يضطر صاحبنا ابو عريبي ان يخرج ليلا وينادي باعلى صوته مرزوق .. مرزوق .... فيسمعه القط و يعود ادراجه احيانا واحيانا اخرى يعود مع خيوط الفجر الاولى .. ولكنه في احدى المغامرات الليلية خرج ولم يعد ... ولم تنفع صاحبنا ابو عريبي صياحه لعدة ليالي في الحديقة مرزوق ... مرزوق ......
وعودا على بدء .. قرأت الاعلان فعلمت انه يطلب من يرغب في تبني قطة ان يتصل بالهاتف المذكور في الاعلان لكي يجلبوا له القطة الى البيت ويعلموه في دورة قصيرة كيفية العناية بالقطط ان كان لا يعرف ، ويساعدوه في منحه اللوازم المطلوبة من اناء شرب الماء واناء الطعام وآنية الفضلات والحصى الضروري للقطة ... الخ
عجبت لهذا الاعلان وتذكرت الاف الاطفال الذين يعانون في بلدنا ولا احد يسأل عن طريقة لتقديم المساعدات اليهم .
أدعو جميع الجمعيات في المهجر الى فتح باب التطوع لرعاية الاطفال وان يتبنى كل من يستطيع في المهجر وعلى الاخص في اوربا احد الاطفال في العراق ويقدم ما يستطيع لرعاية طفل او اكثر من الاطفال الصغار الذين بامس الحاجة الى الرعاية والملابس والتجهيزات والمساعدات الانسانية .
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟