أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصر بين الوهم العروبى و(حقيقة أفريقيا)















المزيد.....

مصر بين الوهم العروبى و(حقيقة أفريقيا)


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 14:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مصر بين الوهم العروبى و(حقيقة) أفريقيا

طلعت رضوان
حضرتُ بالأمس – 15 نوفمبر2014- مؤتمرًا فى اتحاد كتاب مصر، بعنوان (أفريقيا بعيون مصرية) ورغم أننى لا أتفاءل بمثل هذه المؤتمرات (نتيجة الخبرة السابقة طوال سنوات) فإنّ العنوان جذبنى وانتصر على ترددى فذهبتُ ، وكما توقعتُ سمعتُ غزلا فى العروبة والإسلام فى مؤتمر يتناول علاقة مصر بأفريقيا ، وامتد الغزل ليشمل نبى العروبة (عبد الناصر) الذى خطط وشجّع انفصال السودان عن مصر، لدرجة دفع الرشاوى لمؤيدى الانفصال من السودانيين ، وأقام وحدة مشوّهة (فماتتْ سريعًا) بين مصر وسوريا ، ولم يُفكر فى إقامة وحدة مع أية دولة أفريقية ، ولا حتى إقامة نوع من التعاون الاقتصادى الجاد والعلمى مع دول حوض النيل . وفى المؤتمر سمعتُ (أغانى) الميديا الناصرية/ العروبية/ الإسلامية من نوعية ((نحن عرب وأفارقة)) فى تنافض تام لحقائق التاريخ وما أثبته علم الأنثرولوجيا ، من أنّ لكل شعب خصائصة الثقافية القومية ، ولا يوجد أى تشابه بين شعب وشعب فى تلك الخصائص . وفى الاستراحة بين فقرات المؤتمر، قابلتُ الصديق مُـقرّر المؤتمر الذى اختار أسماء المصريين للمشاركة بأبحاثهم وسألته : إنتَ مش عارف اهتمامى بأفريقيا وكتاباتى اللى قلت فيها إنْ مصر أفريقية مش عربية ؟ فقال ((طبع ن عارف يا أستاذ)) فقلتُ له ((طيب ليه ما فكرت ش تتصل بىّ وتطلب منى المشاركة ببحث عن علاقة مصر بأفريقيا؟)) اعتذر بأدب وأبدى تبريرات غير مقنعة ، ورفضتُ الضغط عليه أكثر حتى لا أسبب له المزيد من الحرج ، ولكنه أضاف : إنت معانا طول اليوم ومن حقك إنك تعمل مداخله. فقلت له : يعنى عاوزنى آخذ دقيقيتن (زى ما بيحصل) ورئيس الجلسة يحرجنى ويقول لى ((خلاص يا أستاذ وقتك خلص اتفضل اقعد؟)) فلم يرد علىّ وانشغل بحديث مع آخر، فابتعدتُ عنهما ودخلتُ القاعة لأسمع باقى النشيد (الوطنى/ الناصرى/ العروبى/ الإسلامى) وكان البحث الوحيد المُـتفرّد (للأمانة) هو بحث الأديبة والمُـترجمة (ابتهال سالم) بعنوان (الميثولوجيا الأفريقية : تجذر وامتداد . وكذلك دراسة د. محمد أمين عبد الصمد بعنوان (قراءة فى الفلكلور الأفريقى)
000
السدود التى تبنيها أثيوبيا لتحرم مصر من مياه النيل، تـُثير علاقة مصر بأفريقيا. ليس النيل ولا الامتداد الجغرافى وحدهما رابطة مصر بإفريقيا ، إنّ ما يربط مصر بتلك القارة الساحرة أعمق من هذا بكثير. وأعتقد أنّ جوهر العلاقة هو البُعد الثقافى المُتمثل فى خصائص ثقافية كثيرة جمعتْ بين شعبنا ، وشعوب القارة الأفريقية. من بينها ولع شعبنا وشعوب أفريقيا بالفن ، وهو ما تأكد من خلال علم الآثار، حيث التشابه الكبير بين الفن المصرى خاصة ، والفن الأفريقى عامة، فمن يتأمل التماثيل (سواء لملوك أو لفلاحين) سيُدرك هذا التشابه بسهولة ، ولمن يريد التأكد من ذلك عليه الاطلاع إلى مجموعة الصور التى نشرها المفكر السنغالى (شيخ أنتا ديوب) فى كتابه (الأصول الزنجية للحضارة المصرية) ترجمة حليم طوسون – دار العالم الثالث – عام 1995. نفس الشىء يجده الباحث على الرسومات المنقوشة على الجداريات ، حيث روح الفن واحدة : الملامـح ، نظرة العيون ، الصلابة ، الخطوط ، الألوان إلخ .
فإذا ما انتقلنا من فن النحت والفن التشكيلى إلى فن الموسيقا ، فإنّ الدارسين المُتخصصين لهذا الفن أجمعوا على وجود الكثير من العناصر المُتشابهة بين الموسيقا المصرية وموسيقا الشعوب الأفريقية. كذلك يتوقف الباحثون أمام ظاهرة ولع شعبنا المصرى (منذ أقدم العصور حتى لحظتنا الحاضرة فى الألفية الثالثة) بالرقص والغناء، وهو ذات الولع لدى الشعوب الأفريقية.
أما إبداع الأساطير فهو المجال الخصب الذى يؤكد الكثير من التشابهات بين شعبنا المصرى وشعوب أفريقيا ، حيث قصة خلق الكون ودورالطبيعة (الشمس والقمرإلخ) فى الميثولوجيا وكذا خلق الإنسان من طين تكاد تتشابه فى الجوهر العام. وما معنى أنْ يتسمى عدد كبير من ملوك أفريقيا باسم ( آمون)؟ وهوالأمر الذى أكده (شيخ أنتا ديوب) فى كتابه حيث نصّ على (( إنّ الآنو(الزنوج) حقيقة تاريخية وليسوا مجرد تخيُل أو فرضية للعمل بها . ولنلاحظ أيضًا أنه يوجد حتى أيامنا هذه شعب الآنو فى ساحل العاج الذى يسبق أسماء ملوكه لقب آمون)) وكتب أيضًا إنّ آمون الإله الأعظم ، الزنجى فى السودان (بما فى ذلك فى النوبة) وبقية أفريقيا بأسرها ، هو الإله ((المصرى الصرف ... ومن الممكن أنْ نواصل تفسير كافة السمات الأساسية المُميزة للروح الزنجية وحضارتها انطلاقـًا من الظروف المادية فى وادى النيل )) (ص 128، 136)
وإذا انتقلنا من علم الأساطير إلى علم اللغويات ، نكتشف صلة القرابة بين اللغة المصرية القديمة واللغات المختلفة التى تتكلمها شعوب أفريقيا ، وفى هذا السياق ذكر(شيخ أنتا ديوب) أنه ((بقدر ما توجد صعوبة فى إثبات علاقة بين اللغة المصرية القديمة واللغات الهندو- أوروبية والسامية ، بقدر ما يسهل إثبات رابطة الوحدة الوثيقة بين اللغة المصرية القديمة واللغات الزنجية. وقد خطرتْ فى ذهن عالم شاب مُتبحر هو السيد( ن. ريش) فكرة المقارنة بين بعض أصول الكلمات باللغة المصرية القديمة وأصول بعضها الآخر التى لا تزال تستخدمها الشعوب الزنجية فى وسط أفريقيا أو النوبة. وقد أثبت بلا مشقة كبيرة أنّ هناك تماثلا تمامًا بينها)) وهذا الرأى أيّدته الباحثة (هو مبورجر) التى أكدتْ على وجود صلة قرابة بين اللغة المصرية القديمة واللغات النجرو- أفريقية فى الفصل الثانى من كتابها ( اللغات النجرو- أفريقية) واهتمتْ بالأساس على التأثير المصرى على اللغات الزنجية. وللتأكيد على أهمية صلة القرابة بين اللغة المصرية القديمة واللغات الأفريقية ، فإنّ شيخ أنتا ديوب لم يكتف باطلاق العبارات الإنشائية ، وإنما بحث ما يربط بين اللغة المصرية خاصة والأفريقية عامة من خلال علم اللغويات فكتب (( إنّ المقارنة بين اللغات الأفريقية واللغة المصرية القديمة لا تـُفضى بنا إلى علاقات غامضة ، بل إلى تطابق فى قواعد الصرف والنحو على نطاق واسع ، بحيث لا يمكن أنْ يكون ذلك مجرد صدفة)) ثم ضرب بعض الأمثلة مثل التشابه فى استخدام حرف النون فى التعبير عن الماضى ومثل تصريف الأفعال والضمائر، وأنّ حروف الإشارة واحدة فى اللغتيْن ، والمبنى للمجهول تـُعبّر عنه نفس البداية (أو) فى اللغتيْن . ويتم إحلال ( اللام ) فى لغة ( الوُلوف ) محل (النون) فى اللغة المصرية القديمة للانتقال من الكلمة المصرية إلى الكلمة فى لغة ( الوُلوف ) بنفس المعنى :
كلمات مصرية كلمات من لغة الوُلوف
ناد = يطلب لاد = يطلب
ناه = يخفى ، يحمى لاه = يخفى ، يحمى
نت = ضفيرة ، يضفر لت = ضفيرة ، يضفر
بن – بن = منبع بل – بل = منبع
فون = مؤكد ، منتظم ، أصيل فولا = مسلك محترم ، أو مستقيم
ووصل تواضع هذا العالم السنغالى إلى أنْ ذكر أنه اعتمد فى دراسته على كتاب عالم اللغويات الكبير(جاردنر) عن النحو الكلاسيكى (المصرى) وكذلك كتاب (قواعد النحو المصرية) تأليف د. ديرون ( لمزيد من التفاصيل : أنظر الصفحات من 176- 226)
000
قسّم اليهود الشعوب إلى (حاميين وساميين) وفقا لأسطورة عبرية لا علاقة لها بلغة العلوم الإنسانية ( أنثربولوجى ، لغويات ، مصريات ، آثارإلخ) وخلاصة ذاك التقسيم الأسطورى أنّ إله بنى إسرائيل انحاز للساميين ضد الحاميين والسبب كما ورد فى العهد القديم أنّ ((نوح شرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه. فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه وأخبر أخويه. فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء فلم يُبصرا عورة أبيهما . فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير فقال ملعون كنعان . عبد العبيد يكون لإخوته. وقال مبارك الرب إله سام وليكن كنعان عبدًا لهم)) (تكوين 9من 20- 27) هكذا تحكى الأسطورة أنّ الإله العبرى سخط على (حام) لأنه رأى عورة أبيه ورضى عن (سام) الذى غطى العورة ولم ينظر إليها ، ونتج عن ذلك أنّ ( الحاميين ) لابد أنْ يكونوا مجرد عبيد ل ( الساميين ) وإذا كان الساميون (اليهود والعرب) تمّ تصنيفهم ضمن العبريين و( الحاميون) هم سكان أفريقيا ، بذلك يكون الرب العبرى مع الساميين ضد (الحاميين) سكان أفريقيا ، لذا كتب العالم السنغالى أنّ الساميين من اليهود والعرب كانوا يعتبرون المصريين من الزنوج (ص 18) وذكر تحت عنوان فرعى (ما قيمة شهادة التوراة؟) ((من هو الشعب اليهودى؟ كيف نشأ ؟ وكيف أنشأ ذلك الأدب المتمثل فى التوراة ، والذى جاء فيه أنّ اللعنة حلــّتْ بذرية حام سلف الزنوج والمصريين . دخل مصر اليهود الجهلة جزعين ، طردتهم المجاعة من فلسطين واجتذبتهم تلك الجنة الدنيوية المتمثلة فى وادى النيل.. إنّ الشعب (اليهودى) المُكوّن من رعاة بلا صناعة أو تنظيم اجتماعى ، ما كان يستشرف أى رد فعل إيجابى إزاء تفوق الشعب المصرى تقنيًا)) ورغم خرافة التقسيم بين (سام وحام) والانحياز للأول ضد الثانى ، فإنّ حام هذا ((يُصبح أبيض كلما جرى البحث عن أصل الحضارة ، لأنه متواجد فى هذا البلد الذى كان أول بلد متحضر فى العالم)) (ص 26) ولأنه يحترم لغة العلم ذكر إنّ المصريين كانوا يكرهون الرعاة الآسيويين بكافة أنواعهم ، وكانت لا تعوزهم النعوت المهينة للإشارة إليهم ويُسمونهم الآسيويين الخسيسين وأطلقوا على الغزاة اسم هيكسوس أى الرعاة)) (ص86)
وعن الفرق الحضارى بين مصر وغيرها من شعوب العالم القديم كتب (( لا يوجد فى سوريا ولا فى بلاد ما بين النهريْن أى أثر للإنسان القديم قبل عام 4000ق.م ما عدا بعض المواقع من العصر الحجرى الجديد فى فلسطين لم يُعرف عهدها بدقة. وفى ذاك التاريخ كان المصريون على وشك الدخول فى العصر التاريخى للحضارة. وعليه يكون من الملائم أنْ يُنسب تطورهم هذا المُبكر لعبقرية سكان مصر الأوائل وللظروف الاستثنائية التى هيّأها وداى النيل. وليس هناك ما يُثبتْ أنّ ذاك التطور يعود إلى غزو أجانب أكثر تحضرًا)) وعن التقويم المصرى ذكر أنه أقدم تقويم عرفته البشرية بيقين حسابى دقيق وتساءل فماذا نجد فى بلاد ما بين النهريْن؟ وأجاب (( لا شىء يمكن تحديد تاريخه بشكل مؤكد : فقد كان البناء يتم فى بلاد ما بين النهريْن بلبنات نيئة تـُجففها الشمس وتحولها الأمطار إلى كتل من الطين)) وعن آثار بابل ذكر (( لقد تحولتْ بقايا الأبراج البابلية إلى تراب فى أغلب الأحوال نظرًا لعدم صمود اللبنات المُجففة فى الشمس التى أستخدمتْ فى بنائها )) وعن الفرق بين مصر وبابل فى مسألة (التدوين) كتب ((فى مصر تستند دراسة التاريخ على نطاق واسع ، إلى وثائق مُسجّلة مثل حجر (بالرمو) ولوحات أبيدوس الملكية وبرديات تورينو الملكية. وحوليات مانيتون . ويُضاف إلى كافة تلك الوثائق الصلبة مجموع ما شهد به كتـُاب قدامى بدءًا بهيرودوت حتى ديودور، وكذا متون الأهرام وكتاب الموتى وآلاف الكتابات المنقوشة على الجدران. أما فى بلاد ما بين النهريْن فمن العبث البحث عن شىء مماثل ، فاللوحات المكتوبة بالخط المسمارى تتعلق عمومًا بحسابات تجار. ولم يتعرض القدامى لحضارة ما بين النهريْن المزعومة السابقة على الكلدانيين . وكان هؤلاء الكلدانيون بالنسبة للقدامى مجرد طائفة من الكهنة الفلكيين المصريين ، أى زنوج)) (ص 122، 123)
وعن حقيقة أنّ مصر كانت أقدم دولة فى التاريخ القديم كتب ((كانت مصر موحدة فى مملكة واحدة على يد ( نعرمر) قبل مولد المسيح ب 3200سنة. ولن تجد شيئـًا مماثلا فى آسيا الغربية : فبدلا من مملكة متحدة وقوية تجد مدنـًا مثل سوز وأور إلخ دلتْ عليها أحيانـًا مقابر أصحابها مجهولى الهوية. وتقرر بلا أى دليل أنها مقابر ملكية)) (ص125) وأشار إلى أنّ الفينيقيين أخذوا اسم إله الحكمة ومخترع الآداب والعلوم (تحوت) ونسبوه إلى أنفسهم باسم (طوط) (ص133) لذا كتب ((كانت مصر مهد الحضارة طوال عشرة آلاف سنة ، بينما كانت بقية دول العالم غارقة فى ظلمات الوحشية.. وظلتْ تـُلقن لأمد طويل شعوب البحر الأبيض المتوسط (الإغريق والرومان وغيرهم) التنوير الحضارى . وظلتْ طوال التاريخ القديم الأرض الكلاسيكية التى تحج إليها شعوب البحر الأبيض المتوسط ، لتنهل منها منابع المعرفة العلمية والدينية والأخلاقية إلخ التى كانت أقدم ما اكتسب البشر من معارف فى تلك المجالات )) (ص 28) ركز المفكرالسنغالى فى كتابه على الأصل الزنجى للحضارة المصرية فكتب ((إنّ الشعب المصرى كان زنجيًا بالأساس فى عهد ما قبل الأسرات)) (ص151) رأيتُ الإشارة إلى كتابه لسببيْن: 1- اختلف كثيرون من العلماء حول ما ذهب إليه شيخ أنتا ديوب 2- لأسمع آراء القراء واجتهاداتهم فى هذا الشأن .
000
النيل والامتداد الجغرافى هما القشرة الظاهرة لعمق مصر الأفريقى ، أما الجوهر الكامن تحت السطح فهو البُعد الثقافى ، بمعناه القومى ، أى أنساق القيم ، من عادات وطقوس ومظاهر احتفالية وسلوك يومى والموقف من الفن والمرأة وانتاج الأساطير إلخ وهذا الجوهر هو ما تغافلتْ عنه الثقافة المصرية السائدة البائسة، خاصة بعد كارثة أبيب/ يوليو52. فرغم ما جاء بالميثاق عن الدوائر الثلاث (الإسلامية/ العروبية/ الأفريقية) ظلتْ الدائرة الثالثة شعارًا أجوف ولم يتم تفعيلها ، إذْ إهتم النظام العسكرى/ الدينى/ الناصرى بالدائرتيْن الإسلامية والعربية ولم يعط أفريقيا حقها ، ولم يطرح أى مشروع جاد للتنمية الثقافية والاقتصادية مع أفريقيا. ولعلّ الموقف المأساوى المتعلق بمياه النيل وحصة مصر، أنْ يكون الدليل على هذا التفريط فى العمق الأفريقى لمصر. ومن الحمق نسبة هذا التفريط إلى الحاضر، لأنه بدأ مع نظام يوليو1952(من عبدالناصر إلى مبارك) والنظام الناصرى هو الذى شجّع انفصال السودان عن مصر. وإذا كنتُ أحترم رغبة الشعب السودانى فى الاستقلال ، فكان المنتظر أنْ يكون البديل إقامة وحدة اقتصادية (على الأقل) مع السودان بدلا من الوحدة التى وُلدتْ مشوّهة مع سوريا فماتتْ سريعًا. سوريا (حتى على المستوى الجغرافى تقع جنوب غرب آسيا) بينما مصر أفريقية وتقع فى الركن الشمالى من قارة أفريقيا يحف بها من الشمال البحر المتوسط وفى الشرق فلسطين وخليج العقبة والبحرالأحمر. وفى الجنوب خط عرض 22درجة شمالا ويمثل الحدود بينها وبين السودان . وفى الغرب خط طول 25درجة شرقــًا وهى إلى حد كبير بينها وبين ليبيا . فما علاقة هذا الموقع الجغرافى بسوريا ؟ لا علاقة على الاطلاق ، ولكنها إرادة البكباشى العروبى/ الإسلامى عبد الناصرالذى خرّب مصر روحيًا وثقافيًا وتنمويًا من أجل العروبة والإسلام. وأرجو من العروبيين تأمل الموقف من سد أثيوبيا الذى تموّله بعض الأنظمة العربية مثل السعودية وقطر باعتراف ماركسى عروبى كبير د. حلمى شعرواى (جريدة الوطن 31/5/2013) وعندما قبل عبد الناصر مبادرة روجرز بعد هزيمة بؤونة / يونيو67هاجمته الأنظمة العربية ، وكان فى مقدمتها الأنطمة التى وصفها الإعلام الناصرى ب (التقدمية) واليوم بعد أنْ سيطر الإسلاميون على مجمل الثقافة المصرية السائدة ، يبدو المشوار طويلا وشاقـًا حتى تعود مصر لعمقها الإفريقى .
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تابع تفسير القرآن وأسباب النزول (5)
- تابع تفسير القرآن وأسباب النزول (4)
- تفسير القرآن وأسباب النزول
- لماذا يكره الأصوليون باب أسباب النزول ؟ (2)
- لماذا يكره الأصوليون باب أسباب النزول ؟
- بشأن منح جائزة ابن رشد للغنوشى
- العلاقة بين الإرهاب والغزو والنهب
- الأصولى وتوقف النمو العقلى
- بشر يحاكمون الحيوانات والحشرات (3)
- بشر يُحاكمون الحيوانات والحشرات (2)
- بشر يُحاكمون الحيوانات والحشرات (1)
- دراما حياة ومقتل عثمان بن عفان
- الجمل وصفين وبحور الدم
- القرآن والأحاديث والسيرة والغزو
- هامش على أحاديث وسيرة (نبى) العرب (3)
- أحاديث (نبى) العرب محمد (2)
- قراءة فى أحاديث (نبى) العرب محمد (1)
- مغزى تعدد أسماء الآلهة
- الجسد بين الإنسان والوطن إبداعيًا
- العلاقة بين الواقعى والغرائبى فى (ماكينة الأحلام)


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصر بين الوهم العروبى و(حقيقة أفريقيا)