سامان نوح
الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 16:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقول زميل صحفي من مدينة الأنبار التي تشهد كل جبهاتها معارك مدمرة، متحدثا عن أسرار القدرة القتالية لتنظيم الدولة الاسلامية، وعن جحافل المقاتلين الملتحقين بجيش التنظيم، وعن الاقتصاد القوي بفضل عوائد الغزوات المتوالية وتجارة النفط (يباع لتجار في سوريا والعراق واقليم كردستان) والضرائب المستحصلة من على الحدود (300 دولار عن كل شاحنة تمر بمنطقة الرطبة، ومبالغ ممثالة في العشرات من المواقع الأخرى).
داعش يعطي لكل مقاتل في العراق شهريا 800 دولار، واعطى لبعضهم 2000 دولار كعيدية.
ويعطى لمقاتلي الجبهات 1500 دولار شهريا، ولعائلة المقتول منهم 5000 دولار.
ويتكفل بعلاج مرضى التنظيم داخل البلاد وخارجها ان توفرت طرق نقلهم.
هو اعطاهم حتى الأموال لشراء اضاحي في عيد الأضحى.
يقول أحد اقارب الصحفي ردا على انتقاده له لانضمامه لجيش الدولة الاسلامية: انهم يعطوننا السلاح بما يمثله من قوة، ويعطوننا كل تلك الامتيازات المالية والسلطوية وتسألني لماذا انضممت الى التنظيم.
طبعا هذا عدا غنائم الحرب، وهي مبالغ طائلة يحصل على جزء منها افراد التنظيم حين يزحفون على المدن والقرى ويسيطرون عليها ويعتبرون كل مقتنيات الأسر الهاربة غنائم، فينهبون كل ما ذو قيمة باعتبارها اموال مرتدين.
وبحسب التقارير المتواترة، يعرض التنظيم احيانا "حيا كاملا" لبعض التجار والرجال الموالين له، يعرضه في ما يشبه المزاد ببضعة ملايين من الدنانير (فرع كامل بمليونين او خمسة)، ويكون من حق التاجر نهب كل ما تضمه المنازل الفارغة في الحي.
داعش هكذا يكسب المؤيدين ورجال العشائر وطبعا شيوخها الطامحين للمال والسلطة.... وهكذا يدفع داعش السنة لحرب الشيعة والكرد، ويدفع العشائر السنية الموالية له لقتال العشائر غير الموالية له والتي لم تعلن مبايعة الخليفة.
هذا واحد من اسباب كثيرة تمكن تنظيم داعش والموالون له من الباحثين عن المال والسلطة، من القتال بشراسة والتقدم في بعض مدن الأنبار واستمرار السيطرة على مناطق واسعة من العراق وسوريا وذبح اخوانهم فيها تحت راية "لا اله الا الله".
انهم يقنعون الناس بالحصول على رواتب وغنائم وعلى قوة السلطة وطبعا يبشرونهم بـ"جنات الخلد وبالحور الحسان" ان قتلوا في جهادهم الكبير.
#سامان_نوح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟