|
رجال الدين و بيوت الدعارة ؟
مهدي مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 11:18
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
يظن الدعاة ان الفتيات و النساء اللاتي يمارسن الدعارة و ويبعن اجسادهن و يرتمين في أحضان عشرات الرجال يفعلن ذلك بدافع التلذذ و الاستمتاع، و ان الاموال اللاتي يتقاضونها مقابل بيعهن اجسادهن يصرفونها في تكبير اثداهن و اردافهن كما تفعل الشريفات النقيات، ياليت هؤلاء الشيوخ قبل ظنونهم الخبيثة يزورون بيوت و مساكن هؤلاء العاهرات و يشاهدون ما فعلته مخالب الفقر و الجوع و العوز بهن و باطفالهن و عوائلهن، تركت فيهم اثار و آلام و جروح مليئة بملح قهر الحياة و غدر الزمان و الانسان. اذا اراد هؤلاء الشيوخ ان يساعدو النساء العاهرات الفاجرات الزانيات و يخرجونهن من الرذيلة و المهالك، فالمسألة سهلة جدا و الحلول فورية ايضا، و الذي نحتاجه عزم و جزم و ارادة صادقة من هؤلاء الشيوخ: 1 – تكلفة انشاء قناة فضائية اسلامية تبلغ في حدها الادنى ما يقارب 5 مليون دولار، طبعا هذا المبلغ يشمل كل ما يتعلق بالقناة من اصغر شيء الى اكبر شيء، و ما شاء الله لدينا العشرات من هذه القنوات و هناك المزيد منها في الطريق، اظن ان تكلفة قناة واحدة لا بل حتى ربع التكلفة يحل مشاكل كثيرة و ينتشل مئات العاهرات و الزانيات من براثن الرذيلة. و صرف هكذا مبلغ في هكذا مجال يدخل في مضمار الدعوة الاسلامية المباركة. و لن يؤثر في نقص منابر الصراخ و البكاء و العويل. 2 – ان يتجه هؤلاء الشيوخ الى الامراء و الرؤساء و رجال اعمال المسلمين و يبكو امام ايديهم و يذكروهم بالله و عذاب النار و عذاب القبر،لا ان يتجهوا صارخين زاعقين الى نسوة و بنات مساكين بطش بهم القدر و ارداهم الى ارذال الحياة. و امنيتي ان ارى مقاطع فيديو لهؤلاء الشيوخ و هم يغزون قصور الامراء و الرؤساء مطالبينهم ببعض الاموال لمساعدة العاهرات الزانيات. 3 – ان يوفر هؤلاء الشيوخ لمدة شهر المبالغ التي يصرفونها في الولائم و العزومات التي يضيفون فيها بعضهم البعض، و ماشاء الله لدينا شيوخ و دعاة بالالاف في ربوع الاقطار الاسلامية، و هذا في صالحهم ايضا اذ انهم سوف يبتعدون عن تناول الاكلات الدسمة من امثال (الكبسة) الملعونة و تنزل كروشهم و بطونهم، و تطهر اجسادهم من الكوليسترول و الدهون الخبيثة المضرة، اعاذنا الله منها. 4 – ان يبيع كل شيخ من هؤلاء الشيوخ سيارة من سياراته، او جزء صغير من عقاراته، او شيء يسير من مجوهرات احدى زوجاته الاربع، زاد الله و بارك هؤلاء الشيوخ معظمهم متزوج من اربعة، و من المؤكد انهم سوف يجمعون مبلغا كبيرا لانتشال البغايا من منزلق البغي. ما ذكرته بضعة حلول بسيطة و سهلة جدا لا تحتاج الى مجهودات و اوقات كبيرة لتطبيقها و تنفيذها، و من المؤكد ان لدى كل قارئ آخر حلول تعد بالعشرات. هل من الممكن ان نرى في الايام المقبلة مقطع فيديو لاحد الشيوخ مطبقا احدى الحلول؟ *** مشكلة هؤلاء الشيوخ المتقين المؤمنين انهم يعيشون مع زوجاتهم الطاهرات العفيفات و اولادهم الصالحين الابرار في عالم غير العالم الذي يعيشه الرجال الفاسقين المجرمين مع زوجاتهم الزانيات العاهرات و اولادهم العاقين الفاجرين، آن الاوان ان ينزل هؤلاء الشيوخ من بروجهم و قصورهم و افكارهم المثالية الى الواقع المرير الذي يعيشه الناس، و ان يفعلوا اكثر مما يقولوا. و لا يظنن هؤلاء الشيوخ ان امتلاء المساجد و الجوامع في ايام الجمعة و اصغاء الناس لهم، هو من اجل سواد عيونهم او حلاوة و طراوة احاديثهم، كلا و الف كلا. بل هو لاسقاط واجب شرعي ديني و هو فروضية الجمعة على كل مسلم بالغ. الناس يحدقون و يتسمرون في الشيوخ، و تفكيرهم في مكان اخر كيف سيكسبون لقمة العيش، و الحكم و المواعظ المثالية الغير منطقية التي يلقيها عليهم الشيوخ تدخل من اذنهم اليمنى لتخرج من اليسرى. الناس يريدون كلاما يدلهم كيف يوفرون القوت لاطفالهم و لنسائهم، يريدون كلاما يساعدهم على العيش حينما يبلغون ارذل العمر حيث لا معيل و لا نصير لهم، كلام يساعدهم في توفير الدواء و الغذاء، زمن الزعيق و الصراخ و الويل و الثبور و الحكم و المآثر و البكاء التمساحي قد ولى، هذا زمن الكلام العملي. هناك سؤال يطرحه شيوخ الاسلام دائما: لماذا الامة الاسلامية العظيمة تدحرجت و انتشر فيها الفقر و العوز و الحرمان؟ يا ايها الشيوخ انظروا الى بطونكم المنتفخة و بطون ولاة الامر و الرؤوساء الذين يغدقون عليكم بالمال، كنه الجواب يكمن فيها. و السلام على كل امراة دفعها الفقر و العوز الى ان تبيع جسدها كي توفر لنفسها و لاطفالها رغيف الخبز و ثمن الدواء، و اللعنة على كل صاحب بطن و على كل حرامي و كل لص ينهب و يسرق اموال الفقراء و المساكين.
#مهدي_مجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تضامنا مع ياسر محمود محمد
-
منظمات حقوق الانسان و الناشط العراقي محمد عبدالقادر
المزيد.....
-
بيان حملة 16 يوم لإنهاء العنف ضد النساء: ثلاثون عامًا على مت
...
-
اعتقال دعاء الأسدي…وملاحقة نساء الانتفاضة
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
الاعتداءات الجنسية ضد النساء في العراق تسجل أرقاما مرعبة
-
الشباب.. مفتاح مكافحة العنف ضد النساء
-
الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج
...
-
سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال
...
-
المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال
...
-
وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع
...
-
المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|