أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هشام القروي - أوروبا تتراجع واميركا تهدد وايران تتحدى














المزيد.....

أوروبا تتراجع واميركا تهدد وايران تتحدى


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1301 - 2005 / 8 / 29 - 06:40
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يعتقد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أنه لا فائدة في التقرب الى واشنطن , وستعتمد حكومته الجديدة سياسة خارجية "تقوم على التهدئة فيما تستبعد نهائيا أي علاقة مع اسرائيل أو الولايات المتحدة". وقد تجد طهران في مرونة الأوروبيين تجاهها دعما لموقفها المتحدي في ما يخص الملف النووي وسواه.
ويبدو أن الأوساط السياسية الأوروبية تميل الى ايجاد تسوية مع ايران, في الوقت الذي تلوح فيه أميركا يسياسة "العصا لمن عصى". نجد تعبيرا عن الموقف الأوروبي المرن في حديث السيد فرانسوا جيري ، رئيس المعهد الفرنسي للدراسات الإستراتيجية, الى الإذاعة و التلفزة الإيرانية, في شهرايار/ماي الماضي, والذي يقول فيه ان طهران لم تنسحب من التزاماتها حول اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية، بل تسعى بشكل شرعي إلى الدفاع عن حقها في الحصول على البرنامج النووي للأغراض المدنية، دون أن تتناسى عواقب الاستئناف المحتمل لبرنامجها الخاص بتنضيب اليورانيوم. ويضيف أنه " بالنسبة للذين لم يتابعوا الملف النووي الإيراني في تلاحقه، أريد أن أقول أننا كنا قبل ستة أشهر في موقف جد خطير. ثم خف التوتر لأن المفاوضات أحرزت تقدما. بينما الآن، من المؤكد أن ثمة عددا من المشاكل، في نفس الوقت الذي نتقدم فيه من وضع محدد. هنالك قطعا هذه الصعوبة، و هو الأمر الذي كان رهانا في هذه المفاوضات، حق إيران، بصفتها عضوا في اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية (TNP)، لخوض كل النشاطات النووية ذات الطابع المدني، و أنها تستطيع شرعيا الانسحاب من هذه الاتفاقية التي وقعت عليها. ثم، من جهة أخرى، هنالك إرادة الولايات الأمريكية بوقف كل نشاطات نووية في إيران، و في الوسط يوجد الأوروبيين الذي يسعون لإيجاد تسوية مقبولة. في هذا الإطار، ثمة فكرة أنه لن يكون من الممكن ممارسة أي نشاطات نووية مدنية و من المستحسن أن تتوقف إيران عن تنضيب اليورانيوم. لهذا السبب جاء الموقف الإيراني ليقول طيب، نوافق لكن نرغب في أن يكون لنا برنامجا محدودا لتنضيب اليورانيوم، و الذي استقبل بالرفض من قبل الدول الأوروبية الثلاثة و هو ما صنع وقتيا صعوبة لن اسميها بالانسداد. لأني أعتقد أن ثمة مكانا واسعا لتحسين الوضع و لإيجاد تسوية. بالفعل، أنا من الأشخاص المتفائلين فيما يخص المفاوضات. أعتقد أن الوضع الذي سنصادفه هو وضع الدقيقة الأخيرة. لأنه في الحقيقة، نحن قريبون من موقف يقبل به مجموع الشركاء."
ويذكر السيد فرانسوا جيري باتفاقية باريس، حيث كان هنالك مبدأ توقف النشاطات الخاصة بالتنضيب. هذا التوقيف، كان وقتيا في فكر المتفاوضين الإيرانيين، بينما شكل في فكر المتفاوضين الأوروبيين شكلا من أشكال الخطوة الأولى نحو توقف التنضيب. كان هنالك دائما سوء التفاهم، أو لنقل، صعوبة التفاوض على هذا المستوى.ويقول :" المشكلة التي نتناولها أكبر بكثير، لأن ما ادخله الأوروبيين لا يوجد في اتفاقيات باريس. هذه هي مشكلة تحويل ذرور اليورانيوم إلى غاز ثلاثي الذرات، الذي يمكن استغلاله في الارتكاس. هنالك اليوم حظرا في هذا المجال، لأن الأوروبيين أدمجوا مطلبا بإيقاف هذا النوع من النشاط، الذي يتم مسبقا في دورة الوقود النووي". ثم يضيف موجها كلامه للايرانيين : "من الطبيعي إن كنتم ستوقفون هذا النشاط، بما فيه الإنتاج عبر الارتكاس، إنه كما لو كنتم توقفون التنضيب. نحن اليوم، إزاء اتفاقيات باريس، قبالة صعوبة جديدة. أعتقد أن اتفاقيات باريس كانت لها صبغة واسعة و مؤقتة. لكن اليوم، دخلنا في التفاصيل و التفاصيل في المفاوضات جد صعبة. هنا، أعتقد أننا نلمس عمق الموضوع."
وعندما يسأل السيد جيري عم سيكون موقف الأوروبيين في حالة استئناف إيران التنضيب، يجيب قائلا: "إن حدثت معاودة التنضيب، فمن الواضح في الحالة الراهنة، أن يقود ذلك إلى قطع المفاوضات. انه موقف تبنته الحكومات الثلاثة. لكن هؤلاء يقومون بكل ما هو في وسعهم كي لا نصل إلى هذا الانسداد. و إن كانت الحكومة الإيرانية تعتبر أنها في موقف يسمح لها باتخاذ هذا القرار، فيجب طبعا اعتبار أن المفاوضات في مرحلتها الأولى قد فشلت، و انه يجب العمل على تحديد شروط المرحلة الثانية، و هو ما سيجعل المسألة صعبة. باعتبار أن الولايات الأمريكية ستضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليمر ملف إيران أمام مجلس الأمن الدولي. "
ويمكننا أن نلاحظ أن هذا هو فعلا ما يجري اليوم. ان وصول رئيس جديد الى السلطة في طهران, يتميز بأنه من المؤيدين العلنيين لاستئناف البرنامج النووي الايراني في كل الحالات, اضافة الى كونه من المتشديين الذين - عكس الرئيس السابق خاتمي - لا يرون كبير فائدة في التقرب من الولايات المتحدة, قد يعيد "الكرة الى ضربة البداية" , ملغيا كامل الشوط السابق من المفاوضات. وهناك الآن حديث متصاعد عن خطط واشنطن لضرب ايران, وقد بدأت طبول الحرب تقرع, قبل حتى أن تعطى الدبلوماسية فرصة "للترقيع".



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد الانسحاب من غزة؟
- الارهاب يتجاوز الحدود
- العلاقات السودانية - الأمريكية : العالم ليس أبيض وأسود
- عن الانسحاب من غزة
- تقرير دويلفرعن خطة صدام لحرب العصابات
- على سوريا أن تحمي كبار مثقفيها من المتطاولين
- من انقلاب الى آخر
- مشكلة الغرب النووية مع ايران
- ما وراء فك الارتباط في غزة
- شاتهام هاوس : عملية لندن سببها العراق
- هل نعود الى -حق الأقوى- ؟
- الاعتذارعن الأذى لا يبطل نتائجه ينبغي التعويض
- تصعيد أمريكي- ايراني
- من نتائج رفض الدستور الآوروبي الازمة بين لندن وباريس
- الإسلام السياسي والغرب
- 2/2لماذا عرقل الاسرائيليون خارطة الطريق؟
- مقارنة بين امريكا والامبراطوريات السابقة 2 من 2
- تقرير غربي يميز أنواع الاسلاميين
- مقارنة بين امريكا والامبراطوريات السابقة 1 من 2
- هل كل هذه الاعمال -استفزاز أقلية-؟


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هشام القروي - أوروبا تتراجع واميركا تهدد وايران تتحدى