|
القهوة ...المشروب الاكثر شعبية في العالم
عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 02:15
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
القهوة ...المشروب الاكثر شعبية في العالم
بقلم/ عبد السلام الزغيبي
عرفت القهوة العربية الاصليه المخلوطه بالهيل أو الحبهان، التي تقدم في فناجين مخصوصة ، بجانب التمورالتي تؤكل قبل شرب القهوة عادة، منذ خمس قرون تقريبا. ومن الاقوال المأثورة عن القهوة، ان النبي داود عليه السلام هو اول من وقف على خواص ثمار شجرة البن.. وقالوا ان احد الرهبان في دير بالجزيرة العربية قد خرج الى الصحراء ورأى قطيعا من الغنم يرعى بعضها من اغصان شجرة فدب فيه النشاط بعد ان اكل من هذه الشجرة.. أم الاكثر شيوعا فهو ان البن عرف اول مره في الحبشه في وقت مبكر ومنها انتقل الى اليمن. وأنتشرت القهوة في الازمنة القديمة في اليمن على يد رجال الصوفيه، لانها تساعدهم على السهر وقيام الليل، فهاج بعض الفقهاء وحرموها وثار خلاف فقهي كبير بين علماء الدين في حلها وتحريمها. وهكذا كان في مصر التي عرفتها في القرن العاشر الهجري عندما جلبها اليمانيون الى رواق الازهر فكثر عليها الجدل بين الاباحة والتحريم. ومن مصر انتقلت الى القسطنطينية ومنها الى اوروبا في القرن السابع عشر الميلادي، ليفتح اول مقهى في بريطانيا عام 1652. وفي الموسوعة الحره ان القهوة المصنوعة من بذور البن المحمص هي ثاني اكثر السلع تداولا في العالم بعد النفط.،وتعد اليوم من اكثر المشروبات شعبية في العالم. ثم صار في الدول العربية مجالس كالحانات واطلقوا على مشروب البن (القهوة) تندرا على انها خمرة الصالحين لان القهوة من أسماء الخمرة، وقال عنها ابن منظور في لسان العرب: القهوة هي الخمر، وسميت بذلك لانها تقهي شاربها عن الطعام أي تذهب بشهوته. وتقول بعض المصادر ان اشتقاق الاسم "قهوة" جاء من أسم " كافا، وهي مقاطعة موجودة في الحبشة. والقهوة تعني امرين: المشروب التقليدي المصنوع من البن، والمكان الشعبي الذي يجلس فيه الناس لشرب القهوة والتحدث في كافة المواضيع، وكلا المعنيين على صله بالاخر، فقد سميت القهوة عند العامة، لان قهوة البن هي المشروب الاكثر طلبا في المقاهي الشعبية مع الشاهي والقازوزه والشيشه، واذا تم تقديم باقي انواع القهوة الاوروبية والامريكية، ممكن ان يتحول اسم المكان الى كافيتيريا. وقد لعبت القهوة دورا هاما في كثير من المجتمعات على مر التاريخ ، فقد كانت تستخدم في أفريقيا واليمن في الاحتفالات الدينية ، ونتيجة لذلك ، حظرت الكنيسة الاثيوبية استهلاكها المدني حتى عهد الإمبراطور منليك الثاني من اثيوبيا. وقد تم حظرها في في تركيا في القرن السابع عشر( العهد العثماني) لاسباب سياسية. ويلعب فنجان القهوة الذي لايزيد عن بضع نقط من شراب حلو أو مر المذاق، قد يكون سببا في عمليات الصلح وفض المنازعات، واشعال الحروب وانتهائها، وفي مجلس خطبة النساء، في الافراح والاتراح. كما ان الكثير من القرارات المهمّة، وربّما المصيرية، اتخذها أفراد كانوا يجلسون حول طاولة ويحتسون القهوة ويتبادلون الحديث في ما بينهم. و إعداد القهوة العربية والتعامل معها ، عادة عربية بدوية لها احترامها الذي يصل إلى حد الالتزام بها وعدم تجاوزها، لها قوانين، لها أنظمة، لها طقوس، لا يجوز عرفا تجاوزها، أو التمرد عليها، بل يجب احترامها ، والتمسك بها. القهوة العربية لها معنىً خاصا عند البدوي، وتحتل مكاناً بارزاً في المجالس باعتبارها رمزاً للكرم و حسن الضيافة، فهي حاضرة في جميع المواقف والمناسبات. والقهوة لها عادات عند قبائل العرب متعارف عليها بين الناس وكل القبائل، فيجب أن تسكب القهوة للضّيوف وأنت واقف وتمسك بها في يدك اليُسرى وتقدم الفنجان باليد اليُمنى ولا تجلس أبدًا حتّى ينتهي جميع الحاضرين من شرب القهوة، بل وأحيانًا يُستحسن إضافة فنجانٍ آخرٍ للضّيف في حال انتهائه من الشّرب خوفًا من أن يكون قد خجل من طلب المزيد، فإن هز الضيف فنجان قهوتـهِ، فقد اكتفى من الشرب. للقهوة انواع او اسماء وهي تقدم ساخنة عادة، ما عدا القهوة الاسكتلندية التي تقدم باردة والقهوة التي تقدم بارده في اليونان وتسمى ( الفرابيه)، والقهوة الامريكية( نسكافيه)، والتركية وهي قهوة ثقيله غامقة،وقهوة الاسبريسو وهي ايطالة خفيفه غامقة، والكاباتشينو وهي قهوة مخلوطة بين القهوة والحليب والكريمه،وهناك الايرلندية والمثلجة وغيرها. والقهوة المعروفة عندنا في ليبيا هي القهوة التركيه التي تعد في آناء نحاسي يسمى (البكرج) وكانت تقدم بلون بني غالبا زمان، اما الان فتشرب في كثير من الاحيان على طريقة اهل الشام سودا داكنة، وكان في الماضي يضاف اليها عند اعدادها في البيوت الليبية، الكسبر المجفف فقط ثم اضيفت المستكة، ثم ادخلت اضافات اخرى مثل الهيل أو الحبهان. وللقهوة اسماء عدة .. قهوة سادة، بدون سكر، وقهوة قد.. قد مابين الحلوه والمره، وقهوه "بالوجه"وهي طبقة من الرغوة على الفنجان. ويفضل غليها على نار هادئه. والقهوة تنبه شاربها وتجعله يقاوم النعاس، والكثيرون لا يستطيعون الخروج صباحا من المنزل للذهاب للمدرسة او الجامعة او العمل، دون ارتشاف رشفات من القهوة، ساده أم مخلوطة بالحليب، وهناك من يحب احتسائها في وقت معين ومكان معين، في السرير في الصالون في المطبخ، او في مقهى معين حتى ان كان بعيدا عن مقر سكناه، ولا يريد أن يغير من هذه العاده، وهناك من يحب شربها مع "سيجاره"، وكثيرون من يحب أن يعدها ويشرف عليها بنفسه.. أنا شخصيا أحب أن اجهزها بنفسي واشربها صباحا، مع كعك معد في البيت، على صوت اجمل الاصوات ( فيروز) سماع صوت فيروز ورائحة القهوة. بالنسبة لي، يعطيني الامل في يوم جديد .. بشير فأل وفاتحة خير. وتشرب القهوة عادة في فناجين صغيرة سادة أو مزخرفة مع صحن صغير.وتمتاز القهوة الجيدة بقوة النكهة، او الرائحة التي يعشقها محبوها، تؤثر في الدماغ أو الرأس ويعرف ذلك بالكيف، وهي تذهب الخمول وتقضي على الكسل وتنشط الذهن.. وفي السنوات الاخيرة ظهرت موضة قهوة " المكياطه"،وهي عبارة عن قهوة اسبريسو يضاف اليها الحليب أو القشدة( الكريمه)، ومشروب الخلطة وهو عبارة عن نسكافيه بالشيكولاتة، ومنتشرة بصورة كبيرة بين الشباب في مدينتي طرابلس وبنغازي. قيل في القهوة الكثير من الاشعار.. إدفع و رد الــــهـم عنك بـقهــوة ... بمــــــذاقها ترنو الى الأخيارِ جازت مدى الأعمار ِ فهيَ كأنها ... عند المذاق ِ تزيد في الأعمارِ وغنت المطربة سميرة توفيق، للقهوة وشاربيها.. "بالله تصبو هالقهوة وزيدوها هيل واسجوها للنشامى عاظهور الخيل"، كما غنى الفنان عمر الجيزاوي مونولوج" اتفضل قهوة". مصادر: القهوة في الثقافة العربية والشعبية.. صلاح عبد الستار الشهاوي نظرة تأريخية للقهوة العربية.. محمد بن فنخور
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بنغازي.. وطن في مدينة
-
ضياع وطن..
-
لليبيون وبناء الدولة المدنية...
-
ليبيا وطني الغالي...
-
الظلاميون يريدون والشعب الليبي يرفض ويقف لهم بالمرصاد
-
يريدون فرض اجندتهم بقوة السلاح بعد أن فشلوا في الانتخابات
-
ليبيا فوق الجميع..
-
ذكريات مسرحية في بنغازي..
-
معركة الشعب الليبي الثانية
-
ليبيا من قاطع طريق الى قطاع طرق..
-
في مواجهة الحشاشين الجدد
-
هل فات زمن الحوار في ليبيا؟
-
ذكريات بنغازية: إذاعة بنغازي.. والزمن الجميل
-
الثوار واحتكار الثورة..
-
سفينة الوطن إلى أين؟
-
اليهود في الفن الشعبي الليبي
-
حكايات بنغازية: المصورون في بنغازي زمان
-
طرائف الأدباء والفنانين..
-
سامحنا يا شهيد...
-
أدخلوها بسلام آمنين...
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|