أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -الصهيل- علي حسين خلف















المزيد.....

-الصهيل- علي حسين خلف


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4633 - 2014 / 11 / 14 - 22:39
المحور: الادب والفن
    


"الصهيل" علي حسين خلف

هذه المجموعة القصصية الثانية التي نتناولها لكاتب، فبعد مجموعة الغربال، والتي تحدث فيها الكاتب عن أوضاع الفلسطينيين بعد الشتات عام 1948، يكمل مسيرة الفلسطيني من خلال الحديث العمل الفدائي، فهنا لم يعد هؤلاء المشردين مجرد أناس ينتظرون المخلص القادم من الخارج، بل تحولوا إلى أداة فاعلة، يعملون لمستقبلهم المرتبط بأرضهم المسلوبة.
العمل الفدائي له سلبيات، فمن يقوم به، إنسان، ويحمل الجوانب الايجابية والسلبية، وكما هناك ايجابيون يوجد سلبيون أيضا، واعتقد بان تناول الكاتب لبعض الأفعال السلبية في العمل الفدائي كان يمثل اعتراف بالأخطاء التي واكبت العمل الفدائي، وهذا يمثل أمرا ايجابيا، ويحسب للكاتب الذي تحدث بصراحة عن ضرورة التصدي لتلك السلبيات ولهؤلاء السلبيين الذي يعيثون فسادا.
المجموعة تضم ثلاث قصص، تناول الكاتب تفاصيل الشخصيات التي تحدث عنها، وأيضا الظروف التي عاشتها، فأول قصة هي "كفرعانة" التي تحدث فيها عن المرأة الفلسطينية المتعلقة ببلدتها التي هجرتها قصرا "كفرعانة" فما زالت تطالب ابنها بأخذها إلى تلك القرية التي ترعرعت فيها، الابن يعمل في أراضي الثماني والأربعين، وهو متزوج يقوم بواجبه اتجاه أمه، لكن طبيعة الأم تريد ابنها كاملا لها، من هنا تقول عنه "أما يكون أبني ويأخذني إلى كفرعانة، وأما يتبرأ مني أمام الجميع. ... على عينك يا تاجر! بحط علي وحده، وبسم بدني، وبعدين بروح لحضن زوجته" ص11، هكذا كانت الأم تمارس دور الحماة، فهي تريد أن يكون ابنها ملكا لها فقط، لا يشاركها أحدا فيه، ولا حتى زوجته،
والزوجة أيضا تمارس دور ألكنة التي تريد زوجها لوحدها دون أن يشاركها أحدا فيه فتقول : "أريد أن افهم هل أنت زوجي أم زوج أمك؟
... حط الكيس عند أمه وجاي يرط بأيديه" ص16، أهمية هذه التفاصيل تكمن بواقعها الاجتماعي، ففي المجتمع العربي تحديدا يتعرض الزوج لمثل هذه الإشكالية، كما أنها توضح لنا حالة الضغط التي يتعرض لها الزوج عندما يكون بين نار الأم والزوجة، لكن في حالتنا هذه يكون الوضع على العكس، بمعنى أن الكاتب أراد أن يصور لنا هذا الابن بأنه يتعرض لحالة ضغط، ولكنه لا يشتكي، بل يستمر في عمله الإنتاجي، وأيضا بواجباته الاجتماعية والوطنية، فيكون عليه عبء إضافي يتمثل بكلام الزوجة عليه: "ـ وفوق هذا وكله عامل نفسك فدائي!
... والمواسير اللي بتجيبها.. خير انشا الله فاتح ورشة!
...ـ وهذا الزفت الرصاص اللي تحت المطوى" ص17، كلام الزوجة جاء حرصا على حياة زوجها فهي تعلم بان مثل هذه الأشياء الممنوعة التي يجلبها الزوج ستكون وبالا عليها وعلى أسترتها، من هنا نجدها تظهر هذا الخوف من خلال المواجهة مع زوج
نعود إلى الأم التي تطلب طلبا من ابنها يكاد يكون أمنة فتقول: "ـ الله يهديك يما يا بشير ما بدي منك حجة لمكة، خذني لبيتنا القديم، لقبر اليافاوي والشيخ محمد المدلل، لبير دار الشيخ حسن وبيارة العبد حامد!" 19، اعتقد بان صوت الأم هنا يحمل ثنائية المعنى، بمعنى أنها الأم الفعلية لبشير، وأيضا تحمل رمز الأم الأرض، التي تطالب أبناءها بالعمل لتحقيق أمنيتها، فهنا تحمل الأم الرمز بالإضافة أيضا إلى واقعيتها في القصة.
الكاتب يصف لنا حال الأم عندما تعود إلى قريتها، فيقول : "مسحت دمعة على خدها فتعثرت، ولمحت من بعيد بقايا المنازل، قلبها دق بقوة، وصار جسدها خفيفا، فركضت، آلمها الحذاء فخلعته وصرخت في البرية "يا يافاوي! يا شيخ محمد المدلل! شي لله يا رفاعي"ص 28 بمثل هذه العاطفة يلتقي الفلسطيني بوطنه، مشاعر تصل إلى حد الجنون، عاطفة لا يمكن السيطرة عليها، امرأة أمست جدة تركض في البرية، وتصرخ منادية على أشخاص ماتوا وشبعوا موت، لكن الكاتب أرد منا أن نعيش حالة اللقاء بين الأحباء، أكثر من عشرين عاما دون لقاء، كانت هناك حدود وعسكر، والآن تم إزالة الحدود، والعسكر لم يعودوا يمنعوا أحدا من عبور الحدود، فكان لقاء الإنسان مع الأرض، الوطن، الماضي، البدايات، الفرح الأول، بهذا الشكل المجنون.
ويضيف الكاتب مشاهد عن هذا اللقاء : "تقدمت عشر خطوات وندت عنها صرخة مفزعة
ـ هنا كان بيتنا.
انحنت على كتل الحجارة والردم وأخذت تقلبها وتتحسس بقايا المعلبات والأحذية، هذا المدماك بناه أبوك "فزعة يا شباب فزعة" وامتلأ البيت، بيوم واحد بنينا شونة الحطب والفرن، وقبل شهر من رحيلنا قصرنا الحيطان وبنينا مدماكين، لم يكن نعرف يا يافاوي أننا نبني لهم !
تعال يا ولدي لنحفر هنا... ربما نجد الخزانة" ص30.
هناك الكثير من هذا الوصف وهذه المشاعر، فكما أنها تأثر في المتلقي ستؤثر حتما على بطل القصة، الذي يقوم بقتل احد المستوطنين، فكأن المقدمة التي وضعها الكاتب عن مشاعر الأم والكيفية التي تصرفت بها أثناء عودتها لقريتها، أعطت مبررا لبشير كي يقدم على عملية القتل، فهو لم يقتل لمجرد القتل، بل بدافع الثأر فلا يمكن له أن يكون شخصا عاديا وعنده أم تحدثه ليل نهار عن البيت والقرية وقبر الأب الذي ينتهك من قبل الاحتلال، ويبقى ساكنا بلا فعل.
القصة الثانية "الصهيل" تحدث فيها الكاتب عن إصرار المقاتل على نجاح مهمته حتى لو حملت مخاطر الموت، "أبو النصر" مدرب يقوم بتدريب الناصر على كيفية زرع الألغام، يقوم بعمله التدريبي، لكن اللغم لا ينفجر فيعود إليه ـ رغم انه يعلم بان هذه العودة يمكن أن تكون نهايته، فيقوم بتصليح العطل، لكن اللغم لا ينفجر أيضا، فيقرر العودة ثانية، رفاقه يثنوه عن العودة لكنه يصر فيعود إلى اللغم لكنه لا يرجع.
هذا ملخص لقصة "الصهيل" الكاتب من خلالها كان يشير إلى طبيعة هذا الفدائي الذي يحمل روحه على كفه فيقول عنه ".. الفدائي بلا مستقبل، افقه مسدود، وعالمه مسكون بالموت، فمن يعطي ابنته إلى هذا الثالوث المرعب" ص41،
القصة الثالثة "الزورق"، تحدث فيها الكاتب عن كيفية دخول بيروت والطريق الطويل الذي يوجب على المقاتل أن يسلكه للوصول إليها، ف"من دمشق إلى بغداد ومن بغداد إلى اثنا، ومن اثنا إلى قبرص، ومن قبرص إلى صيدا، أتحتاج بيروت كل هذا الدوران؟" ص57، كما كانت قوارب الاحتلال تقوم بمراقبة واعتراض كل قادم، ومن ثم اعتقال كل من تشتبه فيه، ومع هذا كان هناك العديد من الشباب يقومون بهذه المخاطرة لكي يقوموا بواجبهم الوطني.
ما يميز هذه القصة طرحها للانتهازية التي مارسها البعض من المتنفذين، مستغلين مراكزهم لتحقيق الثروة على حساب الثورة، فيقول عنهم : ".. بان العراق يصرف تذاكر السفر مجانا للذاهبين إلى لبنان، مع مائتي دولار كمصاريف لكل فرد، أدهشني هذا الصديق، ورغبت إلا أصدقه، فمن المستحيل أن نتحول إلى مادة مناقصة للربح، تماما مثل زجاجات الوسكي وخراطيش السجائر، وعند المغادر أيقنت أن صديقي كان على حقن إذ منحنا عشرين دولار كمصاريف فردية واحتفظ المقاول، قائد المجموعة بثمانين دولار عن كل فرد كاحتياط للمصاريف، وكسب المكتب مائة دولار عن كل رأس" ص58، الجرأة التي يتمتع بها الكاتب جعلته يتحدث بصراحة عن الاستغلال والشخصنة التي يمارسها البعض.
وحسب علمي المتواضع، القليل من كتابنا الذين تناولوا سلبيات الثورة، وهذا ما يحسب لعلي حسين خلف، فمثلا رشاد أبو شاور، كان من المبادرين إلى الحديث عن البيروقراطية في مكاتب الثورة، ففي رواية "البكاء على صدر الحبيب"يعري أبو شاور هؤلاء، وها هو علي حسين خلف يكمل هذا الدور ويفضح دورهم التخريبي والانتهازي.؟
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الغربال- علي حسين خلف
- -مرسوم لاصدار هوية- محمد عبد الله البيتاوي
- -طيور المحبة- يحيى رباح
- الحوار والإثارة
- -سامي لبيب- وخداع القارئ
- فكرة
- فكر القبيلة هو الأساس
- رواية -الأنفس الميتة- نيقولاي غوغول
- -المسكوبية- اسامة العيسة
- هجوم غير عقلاني على مؤسسة ابن رشد
- -ذات مساء في المدينة- مجمد خليل
- مجموعة -الخيمة المحاصرة- إبراهيم العلم
- رواية -كيلا- اسعد العزوني
- مجموعة -بحر رمادي غويط- زكي العيلة
- العرب في مهب الريح
- ديوان -نوم كما أرى- أشرف الزغل
- رواية -الفئران- عباس دويكات
- ديوان -قمر أم حبة أسبرين- محمد حلمي الريشة
- أمي
- -الحكاية الشعبية ودورها التربوي- عباس دويكات


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -الصهيل- علي حسين خلف