أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بدر السلام الطرابلسي - المنصف المرزوقي.. الحقوقي والعلماني المعتدل؟















المزيد.....

المنصف المرزوقي.. الحقوقي والعلماني المعتدل؟


بدر السلام الطرابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 4633 - 2014 / 11 / 14 - 22:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


نجح رئيس الجمهورية التونسية المؤقت محمد منصف المرزوقي، إلى حد ما، في الترويج لصورته في الداخل كمثقف وحقوقي مستشرس في الدفاع عن مبادىء حقوق الانسان، وفي الخارج كعلماني معتدل قادر على التوفيق بين السلفيين المتشددين والاسلاميين "المعتدلين" من جهة، وبين الليبراليين واليساريين والعلمانيين "المتطرفين"(حسب وصفه لهم) من جهة أخرى، ولهذا وذاك ترى فئة من التونسيين أن المرزوقي الأجدر بقيادة تونس في الفترة القادمة.
غير أن الوقائع على الأرض تخلف شكوكا حقيقية حول مدى مصداقية هذه الدعاية، ومدى مطابقتها لما أتى ويأتي به المرزوقي من أقوال وأفعال خلال فترة حكمه التي تنتهي بالانتخابات الرئاسية أواخر شهر نوفمبر القادم.
حقيقة المثقف الحقوقي
هنالك فئة من التونسيين تعتبر أن المنصف المرزوقي رجل مثقف ذا علم كثير، وحقوقي مبدئي لا يتوانى في الدفاع عن المظطهدين وعن مبادىء الثورة وأهدافها.
في الحقيقة، لا يمكن انكار أن المنصف المرزوقي كان، خلال حقبة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، حقوقيا شرسا ما فتىء يدافع عن المساجين السياسيين وعن انتهاكات حقوق الانسان، ولا ينكر أحد أيضا أنه كان من أول الداعين للعصيان المدني عبر منبر قناة الجزيرة في فترة حكم بن علي، لكن هذه المسيرة الوردية في الدفاع عن حقوق الانسان في تونس تغيرت عندما اعتلى المرزوقي سدة الرئاسة، فصار مشهدا عاديا مثلا أن نراه يستقبل في قصر الرئاسة أقطابا من السلفية الجهادية أبرزهم "الشيخ" خميس الماجري، والذين ما فتئو يحرضون أنصارهم على العنف ضد خصومهم، ويحرضون الشباب التونسي على السفر إلى سوريا من أجل ما أسموه "الجهاد" ضد النظام السوري، اضافة إلى تحريضهم ضد الأمن والجيش الوطني في تونس بوصفه بــ"الطاغوت" ، وهي ذات الكلمة التي استعملها المرزوقي مؤخرا في حملته الرئاسية، وقد ساهم خطابهم التحريضي في حمل فئة من الجهاديين وانصار الشريعة السلاح ضد الدولة التونسية وقتلهم أبناء وطنهم بتهمة الكفر وخدمة الطاغوت.
علاقة المرزوقي بهذه الفئة، توضحت أكثر باستشراسه في تعطيل قانون مكافحة الارهاب في المجلس التأسيسي الذي لو صدر وقتها لجنب المؤسستين الأمنية والعسكرية الكثير من الخسائر في الأرواح، خاصة وأن الكثير من العناصر "الجهادية" فلتت من المحاسبة القضائية في غياب هذا القانون الرادع.
هذا دون أن ننسى اشرافه المباشر على ما يسمى "لجان حماية الثورة"، التي بالرغم من تاريخها القصير الأسود في العنف والاقتصاص من الخصوم، وبالرغم من حلها قانونيا، لازال المرزوقي يوظفها في حملته الانتخابية من خلال انتداب البعض من عناصرها المعروف عليهم بالبلطجة والتحريض على العنف والقتل لأجل الترويج والدعاية له.
القرائن والدلائل كثيرة على تنكر الرئيس التونسي المؤقت لمبادئه الحقوقية وتوظيفه لها لما يخدم مصلحته الشخصية ومصلحة الأطراف القريبة منه، فقد رأيناه يستبسل في اثارة انتهاكات حقوق الانسان عندما يتعلق الأمر باعتقال المشبوهين بتهم ارهابية في حين نراه يسكت مثلا على مقتل أحد منتسبي حركة نداء تونس من عناصر "لجان حماية الثورة" ولا يطلب حتى بفتح تحقيق قضائي.
ولعل أخطر خطأ ارتكبه المرزوقي في هذا المجال هو سكوته عن تسليم البغدادي المحمودي من قبل رئيس الحكومة حمادي الجبالي ساعتها من خلال صفقة مع اسلاميي ليبيا، وهو يعلم جيدا أن ليبيا لا توجد فيها الضمانات الحقوقية الضرورية لمحاكمة عادلة.
حقيقة العلماني المعتدل
بعض الاوساط الدولية تعتقد، بسبب نقص في المعلومات لديها أو لأن ما يصلها من معلومات يأتي من شبكة واحدة، تعتقد أن الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي يقف على مسافة واحدة بين الاسلاميين والعلمانيين في تونس.
ما غاب عن هذه الأوساط أن قرب المرزوقي للاسلاميين بمختلف اتجاهاتهم لا تضاهيه أية مسافة يقفها من الحداثيين والعلمانيين وأصحاب التوجهات المدنية، فالرجل لا يتوانى عن استغلال أي فرصة سواء في الداخل او الخارج للتعبير بشكل مباشر او غير مباشر عن دعمه للاسلاميين على حساب من من المفروض أن يكون معهم في نفس المعسكر الفكري، وأذكر في هذا السياق تصريحه الخطير من مدينة مسراته الليبية خلال اجتماع مع متشددين اسلاميين ليبيين، والتي لام فيها العسكر الجزائري لأنهم أخرجو الاسلاميين من السلطة في حقبة التسعينات، مما كاد يخلق أزمة كبيرة لولا حكمة الشقيقة الكبرى الجزائر، وهذا خطأ دبلوماسي خطير ولكنه ليس الوحيد.
لا يمكن الانتقال من هذا المحور دون الاشارة أيضا لتعامله مع خصومه السياسيين الذين "وبالصدفة" ينتمون جميعهم للمعسكر العلماني الحداثي المدني، حيث لا يتوانى عن تصفية حساباتهم معهم أينما حل داخل تونس او خارجها وهو متقلد لمهامه كرئيس الدولة ما يفرض عليه واجب التحفظ والحياد، إلا انه لا يتوانى عن انتقادهم أينما حل ووصفهم بــ"العلمانيين المتطرفين" خلال حوار مع قناة الجزيرة وبأنه سيعلق لهم المشانق إذا حاولوا الانقلاب عليه، ووصفهم بـ"الطاغوت" خلال اجتماع مع أنصاره في ولاية القيروان، وهو المصطلح الذي تستعمله التنظيمات الارهابية لوصف الانظمة العربية واجهزة الأمن والجيش لتبرير شن العمليات الارهابية ضدهم.
هنالك الكثير من الشواهد تثبت بما لا يدع مجالا للشك زيف الدعاية المظللة التي تقول باعتدال المرزوقي وتوفيقه بين مختلف الأطراف التي تؤثث المشهد السياسي في تونس، ولعل أهم واكبر دليل على ما أقوله هو رفض حزب المؤتمر من اجل الجمهورية الذي ينتمي إليه المرزوقي، رفض المشاركة في الحوار الوطني للخروج من الأزمة السياسية الخانقة التي كانت تهدد باسقاط البلاد في الفوضى اثر الاغتيالات التي حدثت لسياسيين بارزين وهما الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
السياسة تستوجب الحكمة والرصانة، وإدارة الشأن العام تستوجب التسامي على الخلافات ومسك العصى من الوسط، الأمر الذي فشل فيه المرزوقي.
ربما لم يصدق أنه رئيسا لكل التونسيين وليس لحزبه وحلفائه فقط، ربما تراءى له أن الجمع بين الحقوقي ورئيس الدولة في خلطة واحدة سيضمن له النجاح، ربما أن وهم العظمة صوّر له أن كل ما يفعله سيكون صوابا لأن له تاريخا نضاليا ولا يحق لأحد محاسبته، بل وعليهم انتخابه ثانية للرئاسة! ولكن مهما كانت أفكاره وتناقضاته الداخلية ومصالحه الذاتية، كان الأجدر به تغليب مصلحة الوطن ووحدته ومصالحة بعضه على بعضه، فتونس تعيش تحديات كثيرة بعد الثورة وفي أمس الحاجة لمن يوحدها لا لمن يشتت شملها ويؤلب عليها الأمم.
*صحافي تونسي مقيم في الدوحة.



#بدر_السلام_الطرابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زياد الهاني: أحد ضحايا دكتاتورية الاخوان الناشئة
- الطاهر الحداد وجوهر المشروع الحداثي التونسي


المزيد.....




- مصر.. رئيس غرفة الدواء لـ CNN: الشركات حصلت على جزء من مستحق ...
- ناشطة أوكرانية: الوضع في الجبهة أسوأ من أي وقت مضى
- حادثة هزت الشارع الموريتاني في سابقة غير مألوفة أغتصاب جماعي ...
- سكان الضاحية الجنوبية في بيروت يعيدون بناء منازلهم بعد الهجم ...
- سكان كيبوتس -عين هاشولشا- يعيدون بناء المنازل التي تم تدمير ...
- شولتس يرفض التكهنات بشأن وجود قوات ألمانية في أوكرانيا
- من حرّض ترمب للتهديد بـ-جحيم- في الشرق الأوسط؟.. إعلام عبري ...
- بيتر نافارو يعود للبيت الأبيض
- المرشح الرئاسي الأوفر حظا في رومانيا يتعهد بوقف المساعدات ال ...
- فوائد مدهشة لشرب القهوة يوميا!


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بدر السلام الطرابلسي - المنصف المرزوقي.. الحقوقي والعلماني المعتدل؟