مليكة مزان
الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 19:32
المحور:
الادب والفن
ينتهي الحب ...
تتحول قصائد الشوق إلى عواصف جامدة ...
باقات الورد إلى قبائل بائدة ...
قبلاتنا بالأمس إلى تمثالنا البارد ...
والسؤال : " هل أحببتني يوماً ، حقاً ؟ " ..
إلى هذه الرسائل المفجوعة !
***
ينتهي الحب ...
تغلق أنتَ ، بعنف ، وراءكَ الباب ...
أعود أنا إلى ذاك السرير ...
أعود لتتمدد أمامي ، طاغية ً ، لحظة الذهول ...
حينها فقط أدركت أن لم يكن هناك بيننا غير فرق كبير :
أنت ، تماماً ، كلصوص الكنوز ، كنت فقط تشتهي جسدي ...
أنا ، تماماً ، كنت ذاك الجسد الذي يبحث فيكَ عن ضمير ...
عدتُ .
إلى ذاك السرير عدتُ .
إلى حيث فوضى كانت ما تزال تشهد على جولة إضافية من ذاك الصراع عدتُ .
عدتُ ، لكن كان يكفي أن أنتبه لهول فراغ صار يهددني به هذا الشوط الإضافي من غضبكَ فرحيلكَ ، شوط حدست أنه ربما كان ، في هذه الحرب القديمة / الجديدة بيننا حول مفهوم الحب ، شوطهما الأخير .
***
دفعاً مني لكل إحساس مؤلم بعدك بالفراغ ...
أملاً مني في إقناعك ، في استرجاعك ...
أسرعت إلى أوسع أبوابي ، إلى أشهى نوافذي ...
أسرعتُ ، لكني ، وأنا أرى طيفكَ يبتعد شيئاً فشيئاً بنفس الجحود ونفس العناد ، لم أجد بداً من الاستغاثة بصلابة امرأة كنتها حتى ذاك الشوط ، صلابة ذكرتني بأن حباً كذاك الذي كان قد تجدد بيننا من الأفضل له أن يموت ، بل ومن الجنون ربما هي كل محاولة لإدخاله أي غرفة من غرف الإنعاش الباهظة التكاليف .
قلت معتذرة لآخر نوافذي :
ـ غفرانكِ ، نافذتي ، أبداً لن ألاحقه منكِ بعد اليوم ، ليذهب إلى الجحيم !
أجل ، ليذهب إلى الجحيم هو وكل مفهوم رديء لديه للحب !
***
عدتُ .
غير أن أقصى ما استطعته ، بعد رحيلك ، هو مواصلة ملاحقتك مدفوعة كالعادة بذاك الاشتهاء .
ذاك الصنف الرائع الملهم من الاشتهاء ...
ذاك الذي كان ، وما يزال ، عليك يحرضني ...
ذاك الذي ، في غيابك كما في حضورك ، أبداً سيمضي يسكنني .
ذاك الصنف هو ما لن أتجرأ أبداً على إطفاء شعلته .
كيف أطفئ شعلته وشياطين الجسد أبداً يصرخون :
ـ إطفاء شعلته خيانة في حق الوطن ، بل هو من أقبح حالات الجنون !
#مليكة_مزان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟