أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - ملامح محنة العرب السنة















المزيد.....


ملامح محنة العرب السنة


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتسع يوما بعد آخر الرقعة الجغرافية لاستهدافات داعش، هذا الإرهاب الذي بدأ فردياً لكسب مزيد من الأنصار والولاءات، وإنتهت بحرب حقيقية على أوساط قبلية واجتماعية واسعة. إذ تركز استهداف التظيم في الأشهر والأسابيع الأخيرة على قبيلتي الشعيطات وشمر في سورية، لتطال لاحقا قبيلتي البونمر والجبور في العراق.
المجزرة التي ارتكبت بحق أبناء عشيرة الشعيطات العربية السنية في ريف شرقي محافظة دير الزور، قبل عدة أشهر، كانت مفجعة وصادمة لكل السوريين، على الرغم من أن الاعلام العربي لم يولي الحدث -المجزرة أهميته.
تعد عشيرة الشعيطات فرعا من قبيلة العكيدات، أحد أكبر التحالفات القبلية العربية في وادي الفرات، شرقي محافظة دير الزور، ويتمركز الشعيطات في بلدات (أبو حمام ،الكشكية وغرانيج). بعد سيطرة داعش على الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، وازاحة فصائل المعارضة لأخرى وخاصة الجيش الحر، لجأت الى فرض أسلوب المبايعة، لتثبيت الهيمنة على كامل المنطقة. وعلى مايبدو لم تسير إجراءات مبايعة ومساندة داعش من قبل أفراد الشعيطات كما أراده أمراء داعش، فتم اعتقال ثلاثة من أبناء الشعيطات في بلدة الكشكية، نهاية شهر تموز 2014، ما أدّى إلى اشتباكات بين داعش وعشيرة الشعيطات، نتج عنها مقتل خمسة عناصر من التنظيم واعتقال آخرين.
الا ان الكارثة حلت لاحقا عندما أراد تنظيم داعش إرهاب كل ريف ديرالزور لترسيخ سيطرتها، إذ قامت بحملة اعتقالات وقتل رهيبة، طالت المئات، حيث تم محاصرة بلدات كشكية وكرانيج، لمنع دخول المدنيين إليها أو الخروج منها، فأصبح بين (700-800) شخص في عداد المفقودين، سواء قتلا أم اعتقالا. وأشارت مصادر عديدة وخاصة المرصد السوري لحقوق الانسان، أن العديد من الجثث تركت في الشوارع، وأن (300) رجل أعدموا في يوم واحد في بلدة غرانيج، ليبلغ في المحصلة عدد الضحايا السبعمائة، كتقدير أولي في نهاية آب 2014. إضافة الى هذا العدد الكبير من الضحايا مازال مصير نحو (1800) من أبناء الشعيطات مجهولا.
في الجانب الاخر من الحدود وضمن مقاطعات "الدولة الاسلامية" التي اعلنتها داعش، جرت أحداث مرعبة، ومجازر حقيقية ضد عشيرة البونمر، التي تنتمي الى تحالف الدليم، أحد اكبر قبائل العراق. هذا وكانت عشيرة البونمر قد تصدت لـتوسع تنظيم داعش منذ مطلع تشرين أول/ أكتوبر 2014، لكن التنظيم فتك بالمدنيين. أشارت المصادر العثورعلى مقبرة جماعية في منطقة قرب "بو علي الجاسم" شمال الرمادي، كانت تضم قرابة مائتي جثة من أبناء البو نمر، على الأرجح قد أعدموا من قبل عناصر داعش، الذين إقتادوهم قبل أيام قليلة إلى منطقة "خنيزير" بإتجاه بادية الأنبار. وبحسب مصادر أمنية عراقية تمكن مسلحوا داعش من الدخول
الى زاوية البونمر في ناحية الفرات، حيث تم إعدام أكثر من (35) شاباً كانوا منتسبين لأجهزة الأمن والصحوات. هذا وقد أجبر داعش السكان على ترك منازلهم والتوجه إلى قضاء الحديثة سيراً على الأقدام. جدير ذكره أن عناصر من تنظيم داعش قد حاصروا (500) عائلة من هيت وقاموا مؤخرا بإعدام أكثر من (46) شخصاً في المدينة المذكورة. وظلت مئات العائلات محاصرة ومهجرة في بادية الأنبار، تعاني نقصاً في المواد الغذائية والطبية الى ان زودتهم الطائرات الأمريكية بالغذاء في الأيام الماضية. لم تولي الأوساط الاعلامية الأهمية لهذه المجزرة بحق أبناء البونمر، والتي ترتقي الى مستوى المجازر الجماعية، خاصة بعد أن ثبت ان عدد الضحايا قد تجاوز الخمسمائة شخص. وقد أبدى النائب والسياسي العراقي محمد الكربولي عن أسفه لعدم تحرك الحكومة المركزية في بغداد لدعم البونمر وتركهم ضحية لهجمات داعش.
بصرف النظر عن عدد ضحايا ابناءالقبيلتين، سواء كانوا ألفا أم ألفين، تدل هذه المجازر على تحول وتوحش مطرد لممارسات تنظيم داعش، إذ لم تعد موجهة ضد الشيعة والكورد ، العلويين والمسيحيين، أوغيرهم، وإنما بات التنظيم يستهدف بأفعاله وجرائمه كل الأطراف، ويبدو للمراقبين ان مجازر قبلتي الشعيطات في سورية والبونمر في العراق مؤشر جديد وشديد الوضوح على أنه لاحدود لهجمات داعش، ومن الصعوبة التكهن بمدى خطورته ووحشيته، وتحديد بوصلته بأي اتجاه ستنطلق، لذلك لايمكن لأي جهة، أو وسط إجتماعي أن يتجنب مخاطر هذا التنظيم المعقد والمنفلت من كل ضابط.
في هذه المناخات الدامية، آن الأوان لأخذ بعض الدورس واستخلاص بعض النتائج الأولية من خصوصية الأحداث والمجازر الأخيرة، خاصة تلك التي طالت أبناء القبائل العربية السنية الأصيلة، لأنها تدل بوضوح على أن غزوة داعش ليست بالضرورة موجهة ضد الكورد فحسب، وإنما طالت عمليا كل المكونات الاجتماعية والقومية والدينية في سورية والعراق، ولاينبغي لأحد ان يحاول أن يصور داعش على أنها قوة عربية تقاتل الكورد وتغزو كوردستان، فعدد الفرنسيين داخل التنظيم يتجاوز عدد السعوديين، على سبيل المثال لا الحصر.
أخيراً يبدو ان محنة العرب السنة ستكون أكبر من محنة الأطراف الأخرى، فمحنتهم كبيرة ومركبة نتيجة لسياسات وممارسات داعش المباشرة، لأن داعش باتت مشكلة داخلية بالنسبة لمناطق العرب السنة في سورية والعراق. فقد إحتل التنظيم ديارهم وأرغم الكثير من أهاليها على مبايعته، وأجبروا آخرون على دفع أبنائهم نحو ساحات الموت والإعدامات، سواء لمن إنخرط في صفوف داعش، أو من عارض ذلك، فهم في الحالتين يدفعون ثمنا باهظا لوجود داعش وسلطتها.
من منظور خارجي تتعرض وستتعرض مناطق العرب السنة - تحت خطة محاربة داعش -الى تخريب للبنية التحتية، وتوقف الحياة الاقتصادية، وتراجع التعليم فيها.
لكل ذلك فمن الخطأ والخطورة التصور بأن العرب السنة هم مستفيدون من داعش، أو قد يتخيل للبعض على أنه يمكن استثمار وجود داعش لتثبيت مكاسب سياسية.
أخير لا يمكن لي إلا وان اذكر وانبه النخب السياسية والثقافية العربية السنية الى مخاطر مستقبلهم السياسي، فلم يعد كافيا مجرد تسليحهم، كما حصل قبل عدة أيام في قاعدة عين الأسد في الأنبار، وانما على الجميع التفكير بإيجاد مخرج سياسي دائم من أسوأ أزمة تتعرض لها مناطق العرب السنة منذ قرون، كما آمل من النخب الكوردية في الوقت نفسه، أن تعلن وتعمل في سياق مقاومة ومحاربة داعش على مد يد العون لإخوتهم وجيرانهم العرب السنة، من أبناء القبائل التي تعرضت للمجاوز أو تلك التي تواجه الخطر. فثمة حقيقة لابد تكرارها، خلافا لما يعتقده البعض، تتلخص في أن مناطق العرب السنة تتعرض لأكبر كارثة سياسية في تاريخهم المعاصر، ولا مكاسب في الأفق. فليتم أولا تجنب الخسائر الكبرى، وتثبيت حق الضحايا وذويهم في توثيق هذه الجرائم وملاحقة القتلة والمتسببون وإن طال الزمن.



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش بين خيوط اللعبة الأمريكية
- معرفة الأكراد عربيا
- لماذا انحنت القوى العظمى أمام حكام طهران؟
- هل حقا كردستان مستعمرة دولية؟
- مصير مناطق غربي كوردستان بعد محطة تل كوجر
- الانتفاضات العربية: جوع للسلطة وكراهية لللاصلاح
- تركيا وخيارات شراكتها الصعبة
- من المدينة الفاضلة إلى مدينة الكينونة
- دور الحركة الكردية في الانتفاضة السورية خلال عام 2011
- الحركة الكردية ودورها في المعارضة السورية*
- يشار كمال في: سلطان الفيلة
- الاستخدام المُفرَط للتاريخ في الأجندات السياسيّة
- اللغة السيكولوجية في العمارة
- مفتي دمشق ابن فضل الله العمري
- العمارة المعاصرة من النزعة السلفية إلى الحداثة المنسجمة
- الكرديّ الذي يحمل خازوقه -نموذجاً للقسوة والاستبداد-
- أسماء للنسيان رواية لنسيان الأحداث الكبرى
- هل تحتاج تركيا إلى حربٍ دائمة ضد الأكراد؟!
- سحر المكان وطاقته أو فن «الفينغ – شوي»
- سحر المكان وطاقته


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - ملامح محنة العرب السنة