العقل والحرية بين الإسلام والمسيحية !

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 18:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

بادئ ذي بدء لابد من الإشارة لأمر مهم وجوهري في الفرق بين الإسلام والإيمان المسيحي في نظرة كليهما للإنسان ؛ الإسلام بشكل واضح وقاطع ينظر للإنسان على أنه خلق لعبادة الله وأنه عبد له مكلف بذلك ؛ فالعبودية للإله في الإسلام شرط رئيس بالعلاقة بين الخالق والمخلوق قولا واحدا لا نقاش فيه ؛ الإيمان بإله غيبي غير ملموس أو منظور أو مشاهد أيضا ركن رئيس في هذه العلاقة !! بل الإيمان بالإله الغيبي وعموم أخبار الغيب شرط مقدم على ركن الإسلام الصلاة !! ؛ فلا مجال للسؤال أو طرحه أو محاولة تخيل الإله أو تشبيهه أو تمثيله لتقريب صورته وكنه لذهن وعقل المسلم ! فالإسلام بهذا الأمر الخطير قطع المسألة وكف العقل أن يبحثها ولو استئناسا فحسب !! ويتضح مما قلناه أن العبودية التامة وتغييب العقل بالمطلق والكلية بشأن نوع وكنه الإيمان والعلاقة بين الخالق والمخلوق في الإسلام تبعا لنصوصه هي ديدنه ومحوره الرئيس !! ؛ لا تسألوا عن أشياء إن تبدئ لكم تسؤكم وحديث إن الله كره لكم القيل والقال وكثرة السؤال !! ؛ بل إن الإيمان برمته خاض لمشيئة الإله في الإسلام إن شاء هدى وإن شاء ضل !! ؛ والأعجب أن العبودية حتى في الاستغفار للخالق بحال فقده مدعاة لأن يهلك الله قوما لا يستغفرون ثم يأتي بقوم غيرهم يستغفرون وعليه الإسلام بهذه العلاقة يتسم بعبودية المسلم بالكامل والتسليم بالمطلق وتغييب العقل بالعموم ؛ في الإيمان المسيحي العلاقة علاقة محبة وشراكة بل وأبوة حانية بين الخالق والمخلوق ؛ علاقة تتسم بالمعرفة والصدق والدفئ والمحبة والشركة والشراكة ديدنها الحرية وتفتيش الكتب لمعرفة الحقيقة والحق ليتحرر الإنسان من العبودية ؛ الإله في الإيمان المسيحي آب سماوي محب ورحوم ومتواضع ؛ والإيمان المسيحي ربط الحرية بالعقل بحيث حث على التعلم والبحث والعلم والقراءة وتفتيش الكتب لمعرفة الحق والحق وحده هو من يحرر الإنسان من العبودية للحرية ؛ الإيمان المسيحي ربط الحرية بالبحث بإعمال العقل بتفتيش الكتب ليجد الإنسان الحياة الحقة المفعمة بالكرامة والحرية وليكون حبيب للخالق وهو وجماعة المؤمنين يدعون أحباء وليس عبيدا ؛ فلا عبودية ولا نصوص بيعة وطاعة عمياء ولا تغييب للعقل ولا جهل بحقيقة الإله كما هو حال نصوص الإسلام إياها !! بل الإيمان المسيحي أوكل شؤون الحياة للإنسان نفسه ! فمثلا لم يطلب منه ألا يبات وهو ليس في عنقه بيعة لبشر !! لم يأمر الإنسان بالخضوع والذل والقهر والجبر من باب ملازمة الجماعة وعدم شق الصف !! ؛ بل أعطاه كرامته وحريته الكاملة وبالمطلق بأن يسير حياته في هذا العالم وفق رأيه ومصلحته وحريته الكاملة فطالما هو حبيب الله وابنه وهو حر وشريك في الإيمان والعلاقة معه فلابد أن يكون حرا في عقله وفكره ورأيه وحياته وفق ضوابط القداسة وقوانين المجتمع وهذا ما يخالف ويناقض مبدأ العلاقة والعبودية للخالق من المخلوق في الإسلام وإلزامه بكم هائل من نصوص ترسخها وترسخ استعباد غيره له بذرائع الجماعة والطاعة والعبادة !!! .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات