أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - حوار مع الأديب الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي الفاعل- من - بؤرة ضوء- - الحلقة الثانية عشر - الجزء الثالث-1















المزيد.....

حوار مع الأديب الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي الفاعل- من - بؤرة ضوء- - الحلقة الثانية عشر - الجزء الثالث-1


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 4631 - 2014 / 11 / 12 - 16:52
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار مع الأديب الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي الفاعل- من - بؤرة ضوء- - الحلقة الثانية عشر - الجزء الثالث-1


14. ما كرنولوجيا مفهوم فن البرهان والإقناع عند فلسفة ماركس "المادية الجدلية " ؟
الجواب :

في شترالاو ، دأب ماركس الشاب على تعميق أفكاره تصاعدياً بصدد قناعاته الفلسفية الثورية الجديدة ، كما تطورت أكثر علاقته مع الهيجليين الشباب : الفيلسوف "فيورباخ" ، و الصحفي "موزز هيس " ، و كذلك - بشكل خاص - مع الأستاذ المحاضر بجامعة برلين في مادة اللاهوت : "برونو باور" الذي حبب إليه الحصول في أقرب وقت ممكن على شهادة الدكتوراه ليشتغل أستاذاً جامعياً ، بعد أن ترك دراسة القانون أثر الوفاة المفاجئة لوالده في مايس من عام 1838. كتب ماركس رسالة الدكتوراه خلال الفترة من بداية عام 1839 إلى بداية عام 1841 ليحصل على الدرجة العلمية من جامعة "ينا" في العام الأخير ، و هو في الثالثة و العشرين من العمر . و في الرسالة المذكورة ، أعاد ماركس الإعتبار للفلسفة الأغريقية التي كان هيجل قد اعتبرها فلسفة "إستيعابية" و ليست "فكرية" . و في مقارنته بين منهج ديموقراط و أبيقور في تدريسهما لنفس مادة "فلسفة الطبيعة" ، أبرز ماركس أهمية تركيز الدرس الفلسفي على إكتشاف الحقائق الضرورية و الكلية ، مع ضرورة تجاوز الفلسفة للنظرية الخالصة لكي تلتصق عملياً بالواقع ؛ و من هنا جاءت مقولته الخالدة حول وظيفة الفلسفة كمُغيِّر للعالم و ليست مجرد تفسير له . و لكن منصات التدريس للجامعات البروسية الرجعية المنحى في حينها لم تكن لتستوعب محاضرات الفلاسفة الأحرار المتحمسين من طراز الثوري الشاب ماركس ؛ فاتجه الأخير للصحافة محررا لمجلة " راينشه تساينونغ" ، متخذاً إياها منبراً للنضال من أجل تحرير ألمانيا فكرياً عبر المطالبة باطلاق الحريات السياسية و حرية الأديان بإشهار سلاح النقد الثوري البناء ضد الحكم الرجعي . و لقد آمن ماركس بأن الثورية تعني الإلتزام بالحقيقة ؛ و إن الإلتزام بالحقيقة يتطلب الإلتزام بالنقد . و بإمكان القارئ الكريم المطلع على أعماله اللاحقة ملاحظة أهمية سلاح النقد عند ماركس من خلال واقع تثبيته له في عناوين العديد من كتبه ، و بضمنها أعظم مؤلفاته طراً : "رأس المال ، نقد الإقتصاد السياسي" (Das Kapital, Kritik der politischen Ö-;-konomie) . و في ميدان النقد البناء ، لا غنى للناقد الثوري عن توظيف المنهج الجدلي ، لكي " يجعل الأوضاع المتحجرة ترقص عبر غنائه لها المعزوفة الخاصة بها " (1844) ، اي التغني بمعزوفة : ضرورة تغيِّرها .
خلال عامي 1842-3، طوَّر ماركس منهجه الجدلي الذي قاده لإكتشاف المفهوم المادي للتاريخ ، ليشق بعدها مسيرته المثمرة التي جمع فيها بتفرد بين دور الفيلسوف ، و عالم الإقتصاد ، و عالم الإجتماع ، و المؤرخ ، و الصحفي ، و الإشتراكي الثوري .
في عام 1843 ، أضطر ماركس ، بسبب مضايقات السلطات البروسية له ، للجوء إلى باريس ، ليلتقي هناك برفيق نضاله الوفي فردريك إنجلز (الناجح في كل عمل من أعماله) ، لتبدأ ، و من ثم تتواصل بثبات ، مسيرتهما معاً - حتى بعد وفاة ماركس عام 1883 - لغاية وفاة إنجلز في الخامس من آب ، عام 1895 . و على حد علمي المتواضع ، فلم يشهد تاريخ البشرية برمته صداقة مثمرة فكرياً و ثورياً لكليهما و للبشرية جمعاء مثل صداقة ماركس و إنجلز .
بقيت كلمة واحدة لا بد لي من قولها قبل الإنتقال إلى مسح تطور البرهان الماركسي ، إلا و هي عبقرية ماركس الفذة . فبالإضافة إلى التزامه بتكريس كل طاقاته لخدمة الإنسان عن طريق نشدان و نشر الحقيقة في العلم و الطبيعة و التاريخ و المجتمع و الفلسفة ، فقد إنماز ماركس بامتلاكه قدرات عقلية جبارة نادرة لا إمتراء فيها ، و التي شهد له بها العديد من معارفه المنصفين . فمثلاً ، نجد أن الصحفي الإشتراكي : " موزِز هيس " (1812-1875) يكتب لصديق له في أيلول من عام 1841، بعد لقائه بماركس بوقت قصير ، قائلاً :
" إن ماركس هو أعظم فيلسوف أصيل على قيد الحياة الآن ، و لعله الأوحد ... و لن يمضي طويل وقت ، حالما يبزغ للعيان (إما من خلال مؤلفاته ، أو من على منصة المحاضرات) ، حتى تتسمر فيه أعين ألمانيا ... إنه يُوحِّد بين أشد الذكاء حدةً مع أعمق الجدّية الفلسفية ؛ فَكِّر بروسو و فولتير و هولباخ و ليسنغ و هاينه و هيجل مُتَحِدين ، أقصد منصهرين معاً ، و ليسوا مُجَمّعين سوية - و ستحصل على الدكتور ماركس ."
ثلاثة مناهج لعلم المنطق


أ. المنطق الشكلي (الصوري)
معلوم أن الفلسفة ترتبط منهجياً بعلم المنطق ، الذي توضح آلياته للبشر كيفية استخدام عقولهم في التفكير السليم ، و خلق المفاهيم ، و بناء المقولات منها ، و الحكم على الأشياء ، و من ثم كيفية استخلاص الإستنتاجات الصحيحة من تلك الأحكام . و تعود أساسيات هذا العلم إلى الفيلسوف الأغريقي الشهير : أرسطو ( تقريباً 384-322 ق . م ) الذي وضع لأول مرة في التاريخ قوانينه الشكلية الثلاثة الأولى في ست مقالات شهيرة جمعها شراحه بعد موته منذ القدم في كتاب واحد أسموه : الأورغانون ، أي "الأداة" التي يتم بها العلم ؛ رغم أن أرسطو نفسه لم يستخدم في مؤلفاته هذه الكلمة أبداً ، و رغم عدم تضمين شراحه لمقالة سابعة مهمة له ترتبط بمقالة "الموضوعات" (topics) الموجودة فيه ، و عنوانها "rhetoric" ، أي البلاغة ، و جوهرها أدوات المنطق الفاعل في إقناع عامة الشعب . و علاوة على هذا ، فإن الكتاب يتضمن قوانين منطقية أخرى لم تنل نفس الشهرة ، منها تلك التي تخص الموقفية (Modality) إزاء كل مقولة (هل أنها : أكيدة ، محتملة ، واجبة ، ممكنة ، مستحيلة ، ضرورية ، و بالعكس ـ إلخ) ؛ و كذلك ما يسميه أرسطو بـ "الديالكتيك" ، و هو الإسم الذي يطلقه على المعارف المقبولة بالحدس (أو ، اللقانة : intuition) عند البشر إعتماداً على تجاربهم الحسية المكتسبة من الطبيعة سابقاً .
القوانين الثلاثة للمنطق الأرسطي الشكلي المعتمدة للبرهنة على التطابق المفترض بين المسميات و أوصافها في المقولات المفردة بصدد الوجود هي :
قانون الهوية : ( أ هو أ ) . كل شيء هو نفسه و يختلف عن غيره . مثال : الرأسمالية هي الرأسمالية ؛ الماء هو الماء ؛ الطيور هي الطيور . (هذا القانون فارغ المضمون ، و لكن ما يليه يستلزمه .)
قانون عدم التناقض : ( أ هو ليس : لا – أ ) . كل شيء هو ليس نفيه . مثال : الرأسمالية هي ليست الإفلاس ؛ الماء ليس صلبا ؛ الطيور ليست لبائن . (بموجب هذا القانون فإن التناقض هو أمر غير منطقي .)
قانون الوسط المرفوع (أو المستبعد) : ( أي س هو : إما أ ، أو لا – أ ) . كل مقولة إما أن تكون هي الصادقة ، أو أن نفيها هو الصادق . مثال : إما الرأسمالية هي ليست الإفلاس ، أو أنها ليست الرأسمالية ؛ أما الماء ليس صلباً ، أو أنه ليس الماء ؛ أما الطيور هي ليست لبائن ، أو أنها ليست طيور .
و بالإستناد إلى القوانين الأولية أعلاه ، يمكن إشتقاق عدد من القوانين الثانية التي تحكم آلية الإستدلال الصحيح بصدد حقيقة الأشياء . كما تفترض هذه القوانين دالة قيمية نستطيع أن نحكم بموجبها بصدق أو كذب كل مقولة وجودية . و كل دالة حكمية (صادق / كاذب ؛ أو صح / خطأ) تتساوق مع العالمَين الممكنين نموذجياً للمقولات المعنيّة ؛ و هي تساعد في الفصل بين العناصر المؤلفة لعضوية المجموعة المعينة - تُعطى القيمة : واحد (1) - و بين العناصر غير المنتمية لنفس المجموعة - تُعطى القيمة : صفر (.) . و لكون هذه المقاربة ثنائية القيم (1، 0)، لذا فإنها تُدعى بـ " المنطق ذي القيمتين " الذي يقدم إجابات قاطعة (نعم ، أو : لا) بخصوص عضوية كل مجموعة من طرف أي عنصر مُعطى .
يتميز المنطق الشكلي بصرامة تحديده لطبيعة كل شيء في الكون : إما ، أو ؛ و بنفيه لوجود أي شيء معقول كائن بين-بين . و عليه ، فإن مبادئ النسبية و عدم اليقين و التضاد تعتبر غير معقولة (مناقضة لعلم المنطق السليم) وفقاً لآليته ، رغم أن هذه الصفات تتجلى فعلاً في طبيعة الأشياء و المجتمع و الأفكار . كما أنه يفشل في قول أي شيء عن طبيعة العلاقات القائمة بين الأشياء المختلفة ، لاختصاصه في صفات الأشياء المفردة . و بذا ، يستحيل أن نشتق منه صفات العلاقات القائمة بين الشيء و كل شيء آخر كائن حولة من شأنه أن يتأثر و يؤثر فيه . و هو يلغي عامل التغير بفعل الزمن : أ هو أ ، سواء كان رأسمالية الإنتاج الصناعي في القرن الثامن عشر أم رأسمالية المؤسسات المالية (المصارف ، شركات التأمين ، الأسواق المالية) في القرن الواحد و العشرين . و باختصار ، فإن المنطق الشكلي لا يعترف بأن كل شيء في الكون مترابط و له تاريخ و بداية و نهاية ، و لا أن هذا التاريخ للأشياء و الأفكار و الوحدات الإجتماعية هو كمّي و نوعي و مستمر التطور و التغيُّر بلا توقف .
______________________

انتظروني والجزء الثالث-2 من الحلقة الثانية عشر من - بؤرة ضوء- حواري مع الأديب الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي الفاعل-



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شفاهٌ مخملية الدهشة
- حوار مع الأديب الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي ا ...
- حوار مع الأديب الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي ا ...
- حوار مع الأديب الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي ا ...
- أتهجاك بين أضلعي
- تفاصيل نهار
- تهجّد الانتماءات
- يباب بلا لون
- حوار مع الأديب الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي ا ...
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- حوار مع الدكتور الناقد محمد عبد الرضا شياع في- القيم الفاعلة ...
- حوار مع الدكتور الناقد الليبرالي محمد عبد الرضا شياع في- الق ...
- صهوة الكلم
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- وجع الأمنيات
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - حوار مع الأديب الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي الفاعل- من - بؤرة ضوء- - الحلقة الثانية عشر - الجزء الثالث-1