|
27 يوماً في بغداد - ج3
محمد ابداح
الحوار المتمدن-العدد: 4631 - 2014 / 11 / 12 - 14:06
المحور:
الادب والفن
27 يوماً في بغداد - ج3
تطلب الأمر حوالي سبع ساعات للوصول للعاصمة العراقية بغداد ، حيث تعد المسافة الفاصلة بين الحدود الأردنية وبغداد حوالي اربعمائة وخمسين كيلومتر ، مررنا خلالها ببعض القرى والمدن والمحافظات العراقية ، وقد تمكنت من قراءة الشاخصات الزرقاء التي تشير لمكانها، كطريبيل والرطبة ، والفلوجة ، والحبانية مرورا بمحافظة الأنبار ، والتي تعد أكبر محافظات العراق من حيث المساحة، وهي ذات طبيعة صحراوية ، فلا يرى الناظر على جانبي الطريق سوى الصحراء وبعض القرى الصغيرة والخيم لبعض البدو الرحل ، والمتناثرة والمتباعدة عن بعضها، كما ترى رعاة الغنم يتجولون بماشيتهم في الصحراء، ويمكن أن يلفت انتباهك كثرة الإطارات السوداء المهترئة ، والملقية على جوانب الطريق، وأحيانا في الطريق الدولي نفسه ، مما يشكل كوارث بيئية كبيرة ، كما تستطيع أن ترى العديد من الحيوانات النافقة على ذات الطريق او على جوانبه كالكلاب الضالة والحمير والخراف ، نتيجة تعرضها للدهس من قبل السيارات والباصات المسافرة . والأمر يختلف كلما اقتربت من ضواحي العاصمة بغداد، حيث تشاهد زيادة ملحوظة في عدد القرى والإستراحات ومطاعم المشاوي ومحطات المحروقات والجسور والطرق الفرعية والإلتوائية ، والموجودة على طول أطراف الطريق الدولي المؤدي للعاصمة العراقية ، والتي تؤدي للمزيد من المدن والقرى العراقية، كما يمكن مشاهدة بائعي المحروقات يعرضون منتجاتهم على الطرقات ، وهي عبارة براميل بلاستيكة متوسطة وصغيرة الحجم ، تحوي البنزين أوالديزل أوالكاز، كذلك يمكن مشاهدة بسطات الخضار والأطعمة والفواكه، كالرّقي (البطيخ) والشمام والرمان وسلات التمور وغيرها ، ومنظرها يبدو جميلاً ، ولكن ما يلفت الإنتباه حقاً هي تلك الهندسة المعمارية العراقية ، والتي تتميز بها المنازل العراقية المستقلة ، حيث تحتوي المنازل العراقية على واجهات مرتفعة نسبياً ، ويكاد يكون ارتفاع الطابق الواحد ستة أمتار ، وتبدو مثل القصور مع أنها ليست كذلك، وذلك على خلاف ارتفاع أسقف المنازل المستقلة في الأردن ، والتي لاتتجاوز ثلاثة أمتار ونصف ، أي نصف الإرتفاع تقريبا ، وتحوي واجهات معظم تلك المنازل العراقية على أربعة أعمدة رخامية أو اسمنتية مزخرفة ، على طول واجهة المنزل ، وبواقع إثنان من الأعدمة على كل جانب من واجه المنزل، والتي يظهر للعيان كأنها أعمدة لمعابد بابلية قديمة ، ويبدو واضحاً أن فكرة إنشاء هذه الأعمدة في واجهات المنازل العراقية، هي فعلاً مستمدة من وحي البناء الهندسي للمعابد البابلية القديمة ، والتي نزاها في المباني الأثرية العراقية والتابعة للحضارة البابلية. عند دخولنا للعاصمة العراقية بغداد ، يمكن القول بأننا داخل خلية نشطة للنحل ، فكل شيء تقريباً يتحرك ، ابتداءا من عبورنا لجسر ضخم فوق نهر دجلة ، ترى مياه دجلة الزرقاء ، والقوارب مختلفة الأشكال والأحجام والألوان ، والتي تسير في نهر دجلة كما تسير السيارات في شارع عام مكتظ ، منظر طيور النورس البيضاء ، مسدلة أجنحتها لنسيم النهر وكأنها معلقة في الهواء ، كغيمات بيضاء صغيرة الحجم، وكذلك ترى أسراب الحمام العراقي الجميل ، تطير معاً بانسجام تام ، قاطعة ضفتي النهر ، وكأنك أمام فرقة أوركسترا عالمية تعزف سيمفونية ساحرة ، من وحي طبيعة خلابة تأسرك للأبد، مشهد تتحد فيه زرقة السماء ، مع بساتين أشجار النخيل فارعة الطول ، والتي تبدو كعارضات أزياء ضامرات الخصر، يرقصن على أنغام نسيم نهر دجلة العظيم ، حقاً إنه لمشهد يأسر فؤادك ، ويجعلك تؤمن بالحب من النظرة الأولى . لم يمض وقت طويل على عبورنا لأحد جسور نهر دجلة ، حتى وجدنا أنفسنا في وسط أسواق بغداد ، وحدائقها الغناء ، أخذت أشاهد كل ما تقع عليه عيناي فرحاً ، بكل ما للفرح من معنى ، محال تجارية وأسواق شعبية ، وخلقٌ كثير، أمواج بشرية تكتظ بها الشوارع ، رجال وشيوخ ونساء وأطفال وعساكر وشرطة، عمارات وأبنية قديمة وحديثة، منازل ذات شرفات ونوافذ خشبية محفورة ومزخرفة بشكل رائع ، كبعض أبنية مدينة القاهرة، وخصوصاً تلك التي تزخر بها شرفات المنازل القديمة بأسواق باب العتبة ، بجوار ميدان رمسيس في العاصمة المصرية، والتي صنعت على طريقة الحفر بالخشب ( الأرابيسك )، لكن يلاحظ أن النوافذ العراقية تنتهي من الأعلى بأقواس نصف قطرية أي نصف دائرية، وذلك بخلاف النوافذ الخشبية المصرية في القاهرة والتي تكون مربعة الشكل ، وعلى أيه حال ، فالناظر حقاً يشعر بأنه وسط حضارة جديدة قديمة زاخرة وعامرة بأهلها وبتراثها، وأرضها وثقافتها وحضارتها الراسخة ، كتلك الأعمدة الرخامية القوية والطويلة. توقف الباص أمام مكتب شكرة السفريات ، في أحد أحياء العاصمة العراقية بغداد ، وعلمت فيما بعد أنه يدعى حي ( البتاوين ) كما أذكر، ( تقرأ التاء بالضمة المشددة)، وقد جاءت تسمية البتاويين من كلمة "البته" وهي قرية من قرى الحلة ببغداد ، وقدهجرها بعض اهلها ليستوطنوا ويعملوا في بساتين هذه المنطقة كبستان "مامو" أوبستان " الخس" و التي كانت قديما خارج اسوار بغداد وكان يطلق عليها منطقة البتّاويين نسبة الى اهل البته الذين سكنوها ومارسوا الزراعة على ارضها فيقال لمن سكنها هذا بتّاوي وسمي الحي بحي البتّاويين او البتّاوين. وقد كان حياً شعبياً جداً تكثر فيه الأزقة الضيقة والمباني الأثرية ، فضلا عن المقاهي والمطاعم الشعبية الرخيصة لحسن الحظ ،لأنني لم أكن أعلم بأني سوف أقيم في هذا الحي الرائع ، لمدة شهر تقريباً. ترجلنا من الباص متعبين ، وبأطراف تكاد تكون متصلبة من طول فترة الجلوس في مقاعد الباص ، ثم أخرجنا أمتعتنا ، وكنت قد قمت بمساعدة أم علاوي وابنتها في إخراج أمتعتهم من الباص ، ومن ثم ساعدتهم بحملها ، وركنها بجانب رصيف الشارع المقابل لمكتب السفريات ، ثم وقفت السيدة وابنتها بانتظار سيارة أجرة ، كي تقلهم لمقر سكنهم في العاصمة بغداد على ما يبدو ، شكرتني أم علاوي قائلة : شكرا ليك ابني ، ثم أكملت: خلاص ما في داعي تتعب روحك ويّانا أكثر ، الله يبارك فيك ، هسة تيجي سيارة التاكسي ، فقلت لها : لاشكر على واجب ، ولكني حابب أطمأن عليكم حتى تطلعوا في التاكسي ، وفعلا ، لم تكد تمضي لحظات حتى حضرت سيارة الأجرة وساعدتهم بتحميل أمتعتهم ، صعدت السيدة أولاً في المقعد الخلفي ، ثم تبعتها ابنتها مباشرة ، وقبل صعودها نظرت لي مبتسمة ، بعينيها الواسعتين واللتان لازلت أذكرهما حتى اليوم ، وكأنها تشكرني ، ثم أنزلت يدها خلف ظهرها ، وناولتني زهرة الجورية الحمراء ، ثم أغلقت الباب . كانت تلك لحظة توقف فيها الزمن حقاً ، ولم أشاهد أي شيء يتحرك من حولي سوى سيارة الأجرة ، وتلك العيون التي نظرت إلي من خلف زجاج المقعد الخلفي ، وأخذت تلك العيون تبتعد رويدا رويداً ، حتى غابت واختفت وسط الزحام ، تنهدت بعمق، ثم قطعت الشارع ، وعدت لمقر مكتب السفريات وابتعت لنفسي تذكرة سفر للكويت . وكنت قد علمت بأن موعد انطلاق الباص في الساعة الثانية عشر ظهراً، وكانت الساعة حينها العاشرة والنصف صباحاً ، مما يعني امتلاكي وقتاً كافياً لتناول طعام الغداء. قمت بتأمين أمتعتي في مكتب الإستعلامات ، ثم خرجت للبحث عن وجبة تشتهر بها مطاعم بغداد ، وهي وجبة الكباب المشوي ، لم أبتعد كثيرا عن مكتب السفريات ، فقد كان ثمة مطعم بجانب المكتب مباشرة ، فتوجهت إليه وطلبت وجبتي ، وأضفت إليها صحن ( تمّن )، ويعني أرز باللهجة العراقية، وصحن ( تشريب ) ، أي مرقة اللحم ، وقد كان المطعم عامراً بالزبائن ، ولاحظت بأن المطعم يقدم أكلة شعبية ندعوها في الأردن ( الفوارغ ) ، وهي راس الخروف وأرجله المسلوقة ، وكذلك أمعائه المحشية بالأرز واللحم، وهي أكلة مشهورة في الأردن ، وهي بالتأكيد دسمة جداً ، ولكني لا أفضلها عموماً ، وعلى أية حال أنهيت وجبتي ، وتجدر الإشارة إلى أن ثمن تلك الوجبة كان قد بلغ عشرة دنانير عراقي فقط ، وهي تعادل الوقت نصف دينار أردني في ذلك ، أي يمكن القول بأنها وجبة شبه مجانية مقارنة بسعر ذات الوجبة في الأردن ، والتي يصل سعرها في ذلك الوقت إلى ثمانية دنانير أردنية ، وبعدها سرت قليلاً بين المحلات التجارية ولم أبتعد عن موقع مكتب السفريات، وما لفت انتباهي حقاً، وآلمني بعض الشيء ،هو انتشار محلات الخمور بشكل كبير ، فقد تمكنت من احصاء خمسة محلات لبيع الخمور فقط في محيط مكتب السفريات ! ، فقلت في نفسي عندها : يا إلهي .. يبدو أن الشعب العراقي يحب الخمور كثيراً ، ولا أخفي تعجبي الشديد من هذا الأمر ، ولكني علمت لاحقاً بأن تجارة الخمور في العراق ، تعد تجارة رائجة ، وتواجه طلباً شديداً ومتزايداً ، وخصوصاً بين عموم السياح الخليجيين ، والذين يقصدون هذه الأحياء الشعبية، كما أن سياسة الحكومة العراقية آنذك لم تكن متشددة نحو هذا الأمر ، بل تترك المجال لمن يريد ، بأن يبقى في حالة سكر دائم. مضى الوقت سريعاً ، وعدت لمكتب السفريات ، وقبيل الوقت المحدد لإنطلاق الباص ، قمنا بتحميل الحقائب ، وقد كان الباص كسابقه ، طويل ، يتسع لخمسين راكباً، أو ربما أكثر ، ولكن لم يكن ثمة أرقام للمقاعد ، فحيثما رغب الراكب يمكنه الجلوس، صعدت وجلست في مقدمة الباص ، ثم تبعني راكب آخر وجلس بقربي ، أخذت نفساً عميقاً ، وأسندت ظهري للمقعد ، ثم أغلقت عيني ، وانتظرت لحظة انطلاق الباص . ويبدو بأني غفوت برهة من الوقت ، فقد أيقظني صوت تشغيل محرك الباص ، وبعدها بقليل تحرك الباص ، وغادرنا حي البتاوية ، ولكني كنت حينها لا أزال أشعر بالنعاس ، ربما نتيجة وجبة الكباب الدسمة والتي تناولتها ، فكنت أنظر بعيون تعبة ناعسة ، عبر نافذة الباص ، فتارة أفتح عينياي وتارة أغلقها ، وكنت أرى أشجار النخيل في كل مكان أنظر إليه ، وكنت على وشك الإستسلام للنوم . نظرت للساعة ، وكانت قد تجاوزت الواحدة بعد الظهر بخمسة دقائق تقريباً ، وأذكر تماماً تاريخ ذلك اليوم ، وهي الثاني من آب لعام 1990م ، وهو يوم لايمكن لأي عراقي أو عربي أن ينساه ، أذكر بأن راديو الباص ، كان يبث على موجات الإذاعة العراقية الرسمية ، وقد كان ثمة أغنية شعبية عراقية مشهورة جداً ، كانت لحظتها تبث على الهواء مباشرة ، وهي موجهة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين ، ومن كلماتها : ( نحبك والله نحبك .. يا صدام نحبك .. ) ، ثم فجأة تم قطع بث الأغنية ، وقال المذيع بضع كلمات كانت كالصاعقة حقاً ، حيث قال : تعلن القيادة العامة للجيش العراقي عن إغلاق جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية في العراق ، ثم تحدث عن عبارات النصر ، والجيش العراقي العظيم ، ولم يكن أحد في الباص كله يفهم ما يجري ! ، إلى أن قال المذيع : لقد تم إعادة الجزء إلى الكل ، لقد تم إعادة المحافظة التاسعة عشر إلى الوطن ، وهي الكويت ، ثم أكمل : إن الكويت كانت دائما هي جزء من الوطن العراقي ، وقد عادت أخيراً ، ثم أكمل قائلا : إن سيادة الرئيس القائد صدام حسين يهنيء شعبه بهذا النصر العظيم !! . توقف الباص برهة ، ثم أدار السائق الباص ، عائداً لمكتب السفريات في حي البتاوية ، وسط دهشة جميع الركاب ، وفي الحقيقة لم أسمع أية ملاحظة من الركاب ، والذين كان معظمهم عراقيين ، تدل على فرح أو سعادة أو سرور بتلك الأخبار الغير سعيدة أصلاً ، فمهما كان ، تبقى الكويت دولة مستقلة ذات سيادة ، كما أن شعبها لاذنب له بطبيعة الخلافات السياسية والإقتصادية وتحديداً النفطية، أوحتى الشخصية بين حاكم العراق ونظيره أمير الكويتي ، وعلى أية حال عدنا لمقر شركة السفريات ، ثم ترجلت من الباص ، وأخرجت أمتعتي ، وجلست على إحدى مقاعد قاعة الإنتظار ، داخل مكتب السفريات ، ولم أكن أعلم ماذا سيحصل بعد ذلك، أو على الأقل ماذا سأفعل . مضت ساعة منذ عودتنا لحي البتاوية ، وأنا في حيرة مرعبة من أمري ، ولا أستطيع أن أحصي عدد المرات التي توجهت فيها إلى مكتب الإستعلامات سائلاً عن إمكانية السفر للكويت ، أو حتى العودة للأردن ، وفي كل مرة يجيبني الموظف بأنه لايعرف شيئاً ، وتجدرالإشارة إلى أن ذلك الموظف كان سوداني الجنسية ، وكان يردد بأن جميع المعابر العراقية مغلقة جواً وبراً وبحراً ، حتى السفر إلى الأردن ممنوع ، وبأن علينا الإنتظار حتى نرى ما سيحدث لاحقاً. كان الوقت يمضي بسرعة، وكنت أشاهد المسافرين يحملون أمتعتهم ويغادرون موقع الشركة ، الواحد تلو الآخر، ولم يبق في الموقع سوى بضعة ركاب ، علمت من تحدثي مع بعضهم بأنهم من مصر والأردن وسوريا ، فضلا عن العراق ، وكنت أسال الشخص منهم : ماذا ستفعل ؟ ، فيقول لي مجيباً: لست أدري، ربما أذهب لحجز غرفة في فندق ريثما تفتح الحدود ، وحينها نسافر . كان أول ما خطر لي في ذلك الوقت ، هو أنه كيف سأتدبر أموري المالية كمصاريف الفندق والطعام والشراب ، وخصوصاً إذا ما طالت فترة إقامتي في العراق، فكل ما أملكه من المال يكفي لتغطية مصاريف رحلتي من عمان للكويت ، من مواصلات وطعام وشراب ، باعتبار أن الرحلة ستستغرق يومين فقط ، وكنت حينها أملك ثلاثمائة دينار عراقي فقط ، قمت بتحويلها قبيل موعد سفري من أحد مكاتب الصرافة في عمان، وقد كان معي أيضاً مبلغاً إحتياطياً قدره خمسة وعشرين ديناراً أردنياً ، لم أكن بحاجة لإنفاقه ، لأن والدي كان سينتظرني أمام مكتب السفريات بالعاصمة الكويتية . ولكن الأمر قد بات الآن مختلف ، فأنا لا أعرف كم سأمكث في العراق، وكم ستبلغ تكلفة الإقامة في الفنادق العراقية، لذا فقد جال في عقلي العديد من الأفكار المشوشة والمخيفة، ولم أكن أعلم أي شيء تقريباً عن العراق وشعبه وطبائعه وعاداته وأفكاره ، كنت أنظر للناس تدخل إلى مكتب السفريات ، تسأل موظف الإستعلامات ثم تخرج ، وكنت في كل مرة أنهض من مقعدي بلهفة كي استرق السمع ، لعلي أقتنص خبراً ساراً ينقذني من هذا الكابوس الرهيب ، وفي كل مرة كان ذلك الزول يكرر ذات الكلام : يازوووول ! قلتلك مافي سفر، الحدود مغلقة ، والله ما عندي علم ، فكنت أعود عندها لمقعدي متحسراً مهموماً ، وشيئاً فشيئا لم أعد أنهض كي أستعلم عن أية أخبار جديدة ، بل مكثت قابعاً في مقعدي حتى أوشك اليوم على الإنتهاء. أذكر بأنني كنت مصاباً بصداع رهيب، وليس لدي أدنى فكرة عما سأفعله ، نهضت حينها من مقعدي ، وقد تحدب ظهري من طول فترة الجلوس ، فعدلت وقفتي وتوجهت لذلك السوداني وقلت له حسناً أظنني سأذهب للبحث عن فندق قبل حلول الظلام ، وسألته إن كان يعرف فندقاً قريباً من هنا ذو سعر معقول، فأجابني بثقة وهدوء عجيب: لاتخاف .. الفنادق هنا أغلبها شعبية وأسعارها رخيصة ، فسألته عن معدل تلك الأسعار الرخيصة ، فقال : يعني من عشرين دينار عراقي وفوق ذلك ، فالأمر يعتمد على طبيعة الفندق والخدمات المقدمة فيه ، وأخبرني بأن الحي يمتلأ بالفنادق ولن أجد صعوبة في العثور على فندق رخيص ، فسألته عن إسمه ، فعلمت بأن اسمه ( خيري ) ، فقلت له عاشت الأسامي يا خيري ، ثم غادرت مقر الشركة .
#محمد_ابداح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيرة ذاتية
-
يا جور قلبك
-
احن لعينيك
-
ليته انتظر
-
هذا الفؤاد
-
أشتريك
-
تعبت أهرب من تفاصيلك !
-
ما أريد أحلم
-
متى نصر الله !
-
داعش بيكو !
-
27 يوماً في بغداد - ج2
-
مساء الصمت
-
27 يوماً في بغداد
-
مدن الحقد
-
دونك
-
الطاحونة الخضراء
-
ما وراء الدم ج3
-
ماوراء الدم ج2
-
ما وراء الدم
-
حُكام الديجتال
المزيد.....
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|