أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا درغام - الصراع الحزبي الأرمني في مصر-1















المزيد.....


الصراع الحزبي الأرمني في مصر-1


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4631 - 2014 / 11 / 12 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتسمت الحياة الداخلية الأرمنية المصرية بالصراعات المعقدة العميقة التي تبلورت في أحزاب ومؤثرات حزبية . وقد رمي الطاشناق من وراء هذا الصراع إلي احتلال كافة كنائس المهجر الأرمني التابعة لإيتشمادزين – المركز الروحي بأرمينية – وتأسيس آلية جديدة رفيعة المستوي تصير عدوا لأرمينية السوفيتية.
أجريت انتخابات أعضاء المجلس الملي بمصر لأول مرة بعد الحرب العالمية الأولي في 5 مارس 1922. ففي القاهرة عندما شعر حزب الطاشناق بهزيمته نأوعز إلي عملائه باقتحام الدوائر الانتخابية وتمزيق القوائم وسرقة الصناديق. ثم أعيدت الانتخابات في 29 أبريل 1923 ونجح فيها حزب الرامجافار الليبرالي بمؤازرة حزب الهنشاك.
بيد أن الطاشناق قد احتج علي النظام الانتخابي والتمس من الحكومة المصرية النظر في العملية الانتخابية ووضع أسس جديدة لها . وظلت هذه المسألة معلقة حتي أقرت الحكومة إجراء الانتخابات وفقا للنظام المتبع آنذاك . وفعلا جرت الانتخابات نصف الدورية بالقاهرة في 28 فبراير 1926 وأضرب الطاشناق عن الاشتراك فيها.
وصوت "733" من إجمالي "940" لصالح الرامجافار. وخلال هذه الدورة الانتخابية انحازت قلة من حزبي الهنشاك إلي الإضراب الطاشناقي ، بينما أيد الباقون الرامجافار، ووزع حزب الطتشناق منشورا أعلن فيه أن الأخيرين صاروا الخادم المطيع للرامجافار.
أما انتخابات الإسكندرية ، فقد كانت ذات طابع حاد . وتنافس الحزبان هناك بصورة غير لائقة دعت الحكومة المصرية أن تتدخل غير مرة وترجيء الانتخابات يوم 28 مارس 1926، ولكن الرامجافار أضرب عنها ، مما أفسح الطريق أمام الطاشناق كي يستأثر بالمجلس السكندري تحت قبضته، بيد أن هذا المجلس الطاشناقي قد انقسم علي نفسه بسرعة إلي تيارين متناحرين. وقد بلغ هذا الانقسام حد استخدام القوة بينهما. ففي مساء 21 أكتوبر 1927، بينما كان مجلس الإدارة منعقدا في مقر المطرانية ، اقتحم ما بين "30-35" طاشناقيا من أنصار الفريقين قاعة الاجتماع وأحدثوا ضربا وكسروا أثاث القاعات المبنية حديثا وأسالوا الدماء بين الجانبين. عندئذ ، تدخلت الشرطة المصرية ، وقبضت علي مثيري الشغب وأغلقت مطرانية الأرمن الأرثوذكس بالشمع الأحمر.
وفي اليوم التالي ، نجح أعضاء حزب الطاشناق بالمجلس الملي في الحصول علي تصريح من الشرطة بعقد جلساتهم.
بيد أن المسألة لم تنته عند هذا الحد. فقد نركت أثرا سيئا في نفوص الشعب الأرمني. ولذا ، اجتمع منهم مابين "500-600" شخص في 30 أكتوبر 1927 في فناء كنيسة بوغوص بدروس للاحتجاج علي الفوضي الواقعة داخل إدارة الجالية ونادوا بإقالة السلطة غير الشرعية . ولذا ، شكل المطران الأرمني توركوم كوشاجيان لجنة مؤقتة لإدارة الشئون الأرمنية بالإسكندرية لحين انتخاب مجلس قانوني.
وحتي يخرج حزب الطاشناق من هذا المأزق الحرج، وجه ضربة مضادة. ففي 6 نوفمبر 1927 ، تجمع أعضاء الحزب في فناء المطرانية الأرمنية بالإسكندرية واحتجوا علي حل المجلس الملي. وقام خطباء الحزب بتحريض المتجمعين علي احتلال المطرانية . بيد أنهم أخفقوا في هذا .
وفي 27 نوفمبر فشلوا أيضا في الهجوم علي مطرانيتي القاهرة والإسكندرية في آن واحد رغم حدوث إصابات متباينة ، ورفعت المطرانية قضية ضد الطاشناق. وبهدف التأثير علي مجري التحقيقات، كتبت هوسابير بأن الكتلة الشعبية تتكون من محبي الشهرة والغوغاء والبلاشفة وبعض البسطاء المنقادين ، كما ذكرت بأن أعداء الطاشناق في منظمة هوج البلشفية.
وعلاوة علي ذلك، نجح حزب الطاشناق في تصعيد الموقف إلي الصحافة المصرية والحكومة عندما قرر المطران الأرمني توركوم كوشاجيان إجراء الانتخابات في 18 ديسمبر 1927 . فقد سعي الطاشناق لدي السلطات لضرب المطران وحزب الرامجافار وتأجيل الانتخابات من ناحية ، ومحاولة إعادة مجلسه المنحل من ناحية أخري، ولتعضيد مسعاه ، استقطب الحزب مراسل جريدة البلاغ بالإسكندرية الذي ما برح يكتب المقالات تلو الأخري المعبرة عن الوجهة الطاشناقية .ليس هذا فحسب ، بل نجح في تجنيد النائب البرلماني الدكتور محجوب بك ثابت لترويج آماله ومساعدته علي تحقيقها.
بداية ، اتهم الطاشناق المطران توركوم بأنه وراء معركة الكنيسة التي وقعت يوم الاحد 27 نوفمبر 1927لانه يناصر حزب الرامجافار الذي يضم كثيرا من المتطرفين. وتفسر البلاغ مناصرة المطران "بأنها رغبة منه في إبعاد حزب طاشناقسكان عن إدارة المعاهد الطائفية وأوقافها والتحكم في شئون الطائفة علي ما يحب ويهوي، وناشد أعضاء حزب الطاشناق- الذين وصفتهم بانهم عقلاء الأرمن- الحكومة المصرية بان تتدخل لتضع حدا لهذا التطاحن.. وتعين رئيس ديني يحوز ثقة الأغلبية ويكون رسول سلام لا رسول خصام".
وإزاء الهجوم ، قرر المطران منع الطاشناقيين من "غشيان الكنيسة". ورد الرامجافار بمنشور وصفته البلاغ بانه " مملوء بالمطاعن " ضد الطاشناق ، كما نشرت جريدة أريف – لسان حال الرامجافار- عدة مقالات دفاعية وصفتها البلاغ بانها " مهيجة من شأنها إيغار الصدور"، ولكن الطاشناق يقابل هذه الألاعيب الخطرة بهدوء ، وتتخوف البلاغ أن يتفد صبر الطاشناق وتتحرج الحالة إذا استمر الحال علي هذا المنوال."
وهكذا ، التهب الموقف بشدة بين الرامجافار والطاشناق، وتراشق الطرفان الاتهامات واستخدام ما في وسعهما من أسلحة مضادة، وسعي الطاشناق إلي تصعيد الموقف إلي أعلي المستويات الحكومية . ففي 5 ديسمبر 1927 تقدم وفد طاشناقي إلي حسين صبري باشا محافظ الإسكندرية لعرض قضية الجالية الأرمنية عليه. وقد حدد الطاشناق لب القضية في " أن انصار المطران طورقوم كوشاكيان استولوا عنوة علي الكنيسة الأرمنية وسيطروا علي أوقافها ومنشآتها وأبعدوا جميع أعضاء المجلس الملي المنتخبين من الشعب عن إدارة المعاهد الأرمنية وأخذوا في إدارتها طبقا لهواهم، وأن هذا العمل يخالف الأنظمة المرعية منذ عهد بعيد ولا يطابق الخطوط الهمايونية التي صدرت في عهد السلطان عبد العزيز." .
كما وصف الوفد الطاشناقي حزب الرامجافار بانه حزب المطران الذي يضم كثيرا من المتطرفين أصحاب المباديء الخطيرة. ويرمي الطاشناق من وراء هذا الوصف اتهامهم بالشيوعية . ولهذا ، فإن أعضاء الرامجافار يحاولون منع معارضيهم من دخوبل الكنيسة وتأدية فروض الصلاة. وأعرب الطاشناق للمحافظ عن تخوفه من أن تتجدد المأساة التي حدثت يوم الأحد الماضي، خاصة وان أنصار المطران قد استأجروا عددا من البدو التابعين لإيطاليا والمسلحين بالهراوات لإيذاء رواد الكنيسة الطاشناقيين.
وجدير بالذكر أن الاضطرابات العنيفة والصراعات الدموية التي خيمت علي الحياة السياسية الحزبية الأرمنية قد خلقت أصداء ناكرة لدي الرأي العام الأرمني. وخوفا أن تتجدد المأساة، استنكر الأرمن بالقاهرة والإسكندرية والزقازيق وطنطا وبورسعيد هذه الاعتداءات المتبادلة، وأرسلوا برقيات الاستنكار والاحتجاج إلي وزارة الداخلية لكي " تضع حدا لهذا التطاحن بحمل الأحزاب الأرمنية علي احترام النظام والسير بمقتضي القوانين واللوائح المعمول بها في إدارة شئون الطائفة من عهد السلطان عبد العزيز ما دامت لم تصدر إلي الىن أنظمة ولوائح تلغيها أو تعدلها ".
ولم يقف الأمر عند حد الشكوي إلي محافظ الإسكندرية فقط، بل سعي الطاشناق لدي النائب البرلماني محجوب بك ثابت نائب دائرة ميناء البصل الذي وجه أربعة أسئلة إلي رئيس الوزراء عبد الخالق ثروت (25 أبريل 1927-16 مارس 1928) بخصوص قضية الجالية الأرمنية. وفي 13 ديسمبر 1927 قابل وفد طاشناقي برئاسة محجوب ثابت رئيس الوزراء عبد الخالق ثروت وعرضوا عليه قضية الجالية ، وطلبوا منه تأجيل موعد الانتخابات التي ينوي المطران وأنصاره إجراءها يوم 18 ديسمبر حتي تتمكن الحكومة من دراسة المسألة بدقة وتقرير نظام انتخابي جديد. كما طلب الوفد إقصاء المطران عن شئون المجلس الملي وجعل الكلمة الأخيرة للناخبين.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرمن المصريون وأرمينية السوفيتية-3
- الأرمن المصريون وأرمينية السوفيتية-2
- الأرمن المصريون وأرمينية السوفيتية-1
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-7
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-6
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-5
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-4
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-3
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-2
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-1
- الجمعيات الأرمنية في مصر-5
- الجمعيات الأرمنية في مصر-4
- الجمعيات الأرمنية في مصر-3
- الأرمن في مصر ( 1896- 1961 )
- الجمعيات الأرمنية في مصر-2
- الجمعيات الأرمنية في مصر
- ضبابية الموقف الأمريكي إزاء الإبادة الأرمنية
- نشاط الأرمن في الصحافة والأدب في مصر - 3
- نشاط الأرمن في الصحافة والأدب في مصر-2
- نشاط الأرمن في الصحافة والأدب في مصر


المزيد.....




- هل يضغط ترامب على مصر والأردن لتنفيذ خطته بشأن غزة؟ حسام زمل ...
- نتنياهو يجيب على سؤال -هل وجود الجيش الأمريكي ضروري- لتطبيق ...
- زملط معلقًا على مقطع لترامب حول ضم الضفة الغربية: يتعين علين ...
- السجن لجندي إسرائيلي أساء معاملة فلسطينيين في سجن -سدي تيمان ...
- شاهد.. هدية نتنياهو لترامب تخليدا لذكرى هجوم إسرائيل على لبن ...
- بعد خطاب ألقته من المنفى.. متظاهرون يهدمون منزل رئيسة وزراء ...
- -غزة أرضنا ولن نرحل-.. فلسطينيون في دير البلح يحتجون على تص ...
- ضربة موجعة للصين: بنما تتخلى عن -طريق الحرير- لإرضاء ترامب
- سلسلة زلازل تضرب جزيرة سانتوريني في بحر إيجة
- مسؤول عربي كبير يحدد طريقة إفشال مخطط تهجير سكان غزة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا درغام - الصراع الحزبي الأرمني في مصر-1