أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار الكعبي - على نفسها جنت براقش .... مأساة معاصرة على مسرح الدماء والدولار














المزيد.....

على نفسها جنت براقش .... مأساة معاصرة على مسرح الدماء والدولار


عبد الستار الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4630 - 2014 / 11 / 11 - 16:36
المحور: الادب والفن
    


على نفسها جنت براقش .... مأساة معاصرة على مسرح الدماء والدولار
براقش قبيلة عريقة تمتد قديما في عمق التاريخ وهي من اوائل التجمعات البشرية التي نظمت نفسها ووضعت سنن واعراف سبقت زمنها بكثير تسير عليها بالتزام وبنت لها القلاع والحصون رخاءا لافرادها ودفاعا عن نفسها ضد الاعداء الهمج وهم كثر على مدى الزمان فعاشت هذه القبيلة سنين طويلة بعز ورخاء ورفاه ونظام بالقياس الى من حولها فكانت الواجبات والحقوق معروفة للجميع والعلاقات بين افرادها وشيوخها تسير حسب السنن الموضوعة ولكن حياتها لم تكن خالية تماما من الصعوبات والمشاكل الا انها سرعان ما تعود الى صفائها واستمرت حياة قبيلة براقش على هذا الحال دهورا طويلة .....
ولكن سنن التاريخ جرت على هذه القبيلة فشاخ عليها الضعفاء وتصارع على زعامتها الوجهاء فانهارت صروحها وتفككت روابطها واستطاعت القبائل المجاورة والبعيدة ان تغزوها وتاخذ منها الغنائم والسبايا وتسرق خيراتها وتقتطع من اراضيها ودام هكذا وضعها ألوف السنين تنهض احيانا وتستعيد امجادها عهودا وتستسلم لظالميها عهودا اخرى وكثيرا مامرت القبيلة بفترات تسلط ابناؤها العاقين السفاحين على رقابها وحرموا اهلهم الطعام والماء واعملوا سيوفهم في شبابها وقتلوا من خيرة ابنائها ورموا آخرين منهم في محرقة كبرى احترق فيها الاخضر المثمر ومددوا الكثيرين احياءا في شقوق الارض بافواههم الصائحة وعيونهم تطلب الرحمة . وكله إشباعا لنزواتهم وتعبيرا عن انحرافاتهم وتحقيقا لرغبات اسيادهم وكذلك من اجل الحفاظ على زعامة القبيلة ودوام السيطرة عليها والحصول على النفوذ والمال فجاعت القبيلة ومات الكثير من رجالها ونسائها بين مريض لم يجد الدواء وسجين في خيام عفنة نجسة وبين من اطعمهم الشيخ الهدام لكلاب جائعة فماجت الارض وثار الجياع والتائبون والمطالبون بكرامة مسلوبة وشارك في الثورات حتى المهزومين الذين دفعهم الشيخ لتصفية حسابه مع شيخ قبيلة صغيرة مجاورة فغزوها بعقر دارها ولكنهم فروا مدحورين . وتوالت السنون طوالا على قبيلة براقش بهذه الصباحات المظلمة الى درجة ان الكثيرين من ابنائها تمنوا ان ينقذهم الاغراب من هؤلاء الشيوخ ......
وشاءت الحياة ان ياتي هؤلاء الاغراب من الطين والتراب ومن البحار والاجواء يركبون البغال والحديد ويرمون السهام والنار وتزحف معهم القرود والكلاب وينفخون في ابواق الدم حاملين معهم الامل والفرح ممزوجة بالاكاذيب والخراب وداخلين من حمى القبائل المجاورة من الاعراب التي تشترك مع براقش بالدم البدوي ولكنها تفترق عنها بالحقد عليها بسبب نزاعات الشيوخ وبسبب الغيرة منها لجمال اهلها وحصونها وخوفا منها ان تستعيد امجادها فتنشر لهم الحب والخير والقلم والقرطاس فيعم نورها على ارضهم ويمحو ظلامهم ويمحق حق براقش باطل تلك القبائل التي تكاتفت مع الاغراب من اجل ان تحقق رغباتها المدفونة بتدمير براقش وسرقة خيراتها وتمزيق وحدتها ....
ومن هنا بدأت الاضواء التي كانت نائمة في وعي الارض الحبلى بالآلام تنير المسرح الباكي وتظهر عورات غالبية الممثلين من مختلف الملابس والادوار ،في الجبال والاهوار ،المجاهدين منهم والثوار ،من يفرقون الطماطة عن الخيار ، وحتى (المتقين) والفجار .وما نجى منهم الا الاحرار ومن حفظه الله الجبار وصان نفسه عن الانهيار .....
واول ماظهر من القبيلة ان الكثيرين من اهلها خرجوا الى الشوارع وكل منهم يمد جيبه ليسرق مافيه ويخرجه ملوحا به وفرحا بما سرق من نفسه !
فبان زيف القبيلة واكذوبة وحدتها وبكى شرفائها على حالها ولعب بالقبيلة شيوخها وتحزب رجالها ونساؤها ومالت افخاذها كل بزعامة وجيه منها الى اخوالها وتخلت عن اعمامها ورفعت رايات حرب لها ونسب كل منهم شجرته الى امه واهلها وتركوا انتسابهم لبراقش فصار البعض من اهل اليمين واخرون من اهل الشمال وانحاز بعضهم للغربية وتنادى اخرون لقبيلة جنوبية وعشعشت بينهم قبائل الجوار فاقتتل البراقشيون على الدينار وتنافسوا على حرق الاشجار وتدمير الديار وذبح الاخيار وبيع بناتهم بالدولار ....
وجاءت الآمال بصيحة الصناديق مدوية رفعتها عمامة المرجعية ورددها القوم بعفوية وانتخوا بالقيم العربية والاصالة البراقشية من اجل القبض على الشيوخ والافندية الذين دمروا المدنية والخيام القروية ولمعت عيون البنات باللعب وفرح الصغار وانتظرت العجائز حفلة الصناديق ..
ولكن الذين ذهبوا لتزيينها بالورود لكي يوفوا بالوعود نقضوا كل العهود واعادوا الاقفال والقيود ولطخوا الوجوه بالعار لانهم اكملوا مسيرة عرجاء وصوتوا لشيوخ الفتنة والفساد واعادوا الفاشلين الى كراسي مشيخة القبيلة من اجل ان يستمروا بتدميرها ونهبها وبعدها رفعت القبيلة صوت نحيبها على مأساة واقعها وتقصيرها كما في كل مرة وكإن مسؤوليتها هي ان تمارس دورها المستمر بصناعة الكراسي للفاشلين والفاسدين وبعدها تبكي لانها اجلستهم عليها ...
ومابين كرسي وكرسي وصندوق وصندوق واجب القبيلة هو النواح سواءا بالكتابة او باللقاءات او غيرها لاحساسها بانها جنت على نفسها / هذه هي الحقيقة فمتى تصحوا القبيلة على حالها ...
فلا تتألمي براقش على حالك
لان المأساة دوما هي خيارك
عبد الستار الكعبي
بغداد 11/11/2014




#عبد_الستار_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نريد فتوى بحجم الوطن ... النازحون احباب الامام الحسين عليه ا ...
- حكومة الزعماء في العراق من يحاسبها اذا اخطأت
- الدكتور حيدر العبادي وتحديات المصداقية وصورته المرتبكة اعلام ...
- كتلة (التحالف الوطني) هل تمتلك الحق الدستوري بتشكيل الحكومة ...
- الكتلة الاكبر في مجلس النواب العراقي ... دراسة دستورية وتطبي ...
- الزيارة والانتخابات والمرجعيات في المختبر العقلي
- لمن نعطي اصواتنا في الانتخابات التشريعية العراقية المقبلة
- لماذا نشارك في الانتخابات القادمة وهل يتحقق لنا التغيير ...
- ملامح النفاق في تشريع قانون تقاعد الرفاق
- داعش والصحراء ملحمة الغموض والدماء
- بيان العراق .... الوطن يناديكم
- العراقيون جميعا .... صوتنا يقرر حياتنا
- ماذا بعد عاشوراء الحسين ... الاصلاح ثم الاصلاح
- خواطر شعرية لمشاهد حزن يومية على مسارح الدم العراقية
- عيد البؤس والشقاء في عراق الارامل والفقراء
- الدين شريعة رحمة وليس سلاح حروب
- يوم التظاهر العراقي في 31/8/2013 تحليل وتقويم
- دور المرجعيات الدينية في تفعيل ارادة الشعب العراقي وتحريك ال ...
- لهذه الأسباب لن تتكرر الثورة الشعبية المصرية في العراق / 2- ...
- لهذه الأسباب لن تتكرر الثورة الشعبية المصرية في العراق / 1


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار الكعبي - على نفسها جنت براقش .... مأساة معاصرة على مسرح الدماء والدولار