أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - الإنسان -مُمَثِّلٌ-.. هذه هي -حقيقته التاريخية-!














المزيد.....


الإنسان -مُمَثِّلٌ-.. هذه هي -حقيقته التاريخية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4630 - 2014 / 11 / 11 - 16:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جواد البشيتي
"المُمَثِّل" و"التَّمثيل" و"التَّمْثيلية" و"المسرحية" و"الدَّوْر" و"المسرح" و"خشبة المسرح"..
إنَّها جُمْلَة من المفردات والمفاهيم الفنِّيَّة التي إنْ تَمَثَّلْنا معانيها، وتأمَّلْناها، نَفْهَم على خير وجه "حقيقة" الإنسان، أكان فَرْداً أم جماعة؛ فما الإنسان، في ظَرْفَيِّ "المكان" و"الزَّمان" الخاصَّيْن به، إلاَّ "مُمَثِّل"، يُمَثِّل، أو يؤدِّي، "دَوْراً ما" على خشبة "مسرح التَّاريخ"؛ وإنَّه لخَلَلٌ منطقي في طريقة التفكير والنَّظَر إلى الأمور وفَهْمِها نراه، ونَقِف عليه، في كلِّ سَعْيٍّ (ولو أُلْبِس لبوس العِلْم) إلى كَشْف واكتشاف حقيقة الإنسان الأزلية، الأبدية، الثَّابتة، في خارِج "الدَّوْر" الذي يؤدِّيه، وبمعزلٍ عنه؛ فلا فَصْل، ولا انفصال، أبداً بين الإنسان، بـ "حقيقته التاريخية والاجتماعية" وبين "الدَّور (الذي يُمَثِّله ويؤدِّيه)" على خشبة "مسرح التاريخ"؛ وهذا "الدَّوْر"، الذي مِنَ السُّخْف بمكان أنْ نبحث عنه، ماهيَّةً وخصائص وعناصر..، في "التَّكوين الطبيعي الحيواني" للإنسان، هو نُتَاج وثمرة "البيئة (التاريخية والاجتماعية)" التي وُجِدَ فيه إنسان ما، و"التربية" التي تلقَّاها؛ ويستطيع هذا الإنسان، بجهده الذَّاتي، أنْ يُدْخِل شيئاً من التَّعْديل على ظروف عيشه الموضوعية، وأنْ يتغيَّر هو نفسه بَعْدَ وبفَضْل ذلك؛ لكنَّه لن يستطيع أبداً أنْ "يَخْرُج مِنْ جِلْدِه"، أيْ أنْ يَسْتَبْدِل ظروف عيش موضوعية جديدة بظروف عيشه الموضوعية القديمة، مهما بَذَل من جهد ذاتي؛ فإنَّ لـ "التَّعْديل (أو التغيير)" حدوداً لا يُمْكِنه تخطِّيها، في مكانه وزمانه.
الإنسان، بمعناه هذا، أو بمعناه الحقيقي هذا، يشبه، لدى مجيئه إلى الدنيا، إناءً فارِغاً تماماً، يُمْلأ، في استمرار، بخليط من "السوائل البيئية والتَّرْبوية"؛ وهذه "السوائل" هي "النَّص الروائي" الذي ينبغي لهذا الإنسان تمثيله، وتأديته، على خشبة المسرح (التَّاريخي ـ الاجتماعي).
وهذا الإنسان نفسه، يشبه، مِنْ وجهة نظر أخرى، السَّائِل الذي شَكْله مِنْ شَكْل الإناء الذي يُوْضَع، أو يُسْكَب، فيه؛ وأَعْني بـ "الإناء" جُمْلَة ظروف عيشه الموضوعية، التي وَجَدَ نفسه فيها، بمعزل عَمَّا يرغب فيه، أو عنه، وعَمَّا يريد، ويُفضِّل، ويتمنَّى (وإنْ صارَع بعد ذلك إلى "إصلاح" ما يُمْكِنه إصلاحه منها).
أنتَ الآن في هذا المكان، وفي هذا الزمان، تنتمي إلى مجتمع ما، تُعَبِّر عن أفكاركَ ومشاعركَ بلغة ما، تُفكِّر في طريقة ما، تَعْتَقِد بمُعْتَقَدٍ، أو دينٍ، أو فكرٍ، ما، تشتغل بمهنة ما، تسعى إلى أهداف ما، وتَهْتَم بقضايا ما، تَزِن الأمور أخلاقياً بميزانٍ ما، تعيش حياتكَ اليومية في طريقة ما؛ فهل أنتَ تكون على ما أنتَ عليه الآن في كل الأمكنة والأزمنة؟ تخيَّل أنَّكَ وُجِدتَّ في مصر الفرعونية، أو في روما القديمة، أو في اليونان القديمة، أو في "فرنسا لويس السادس عشر"؛ فهل تكون في "الهيئة التاريخية ـ الاجتماعية" التي أنتَ فيها الآن؟ هل تؤدِّي على خشبة مسرح التاريخي (في تلك الأماكِن) الدَّور الذي تؤدِّيه الآن؟ في هذه الأسئلة يَكْمُن من الإجابات ما يكفي لتأكيد أنَّ الإنسان (أكان فَرْداً أم جماعة) يأتي إلى الدنيا مُمثِّلاً، يُمثِّل، ويؤدِّي، دَوْراً، أو أدوار، على خشبة مسرح التاريخ؛ ثمَّ يَذْهَب إلى غير رجعة.
الإنسان، وبمعناه "التاريخي ـ الاجتماعي" هذا، أو بصفة كونه "مُمَثِّلاً" على "خشبة مسرح التاريخ"، ليس نَوْعاً واحداً، ثابتاً، لا يتغيَّر؛ وليس بـ "النُّسْخَة الاجتماعية والفكرية والثقافية والسلوكية.." من "تكوينه الطبيعي الحيواني"؛ إنَّه أنواع، تتجاوَر في المكان، وتتعاقَب في الزَّمان؛ وهذا الإنسان (أكان فَرْداً أم جماعة) يُمثِّل "الذَّات" في تفاعلها مع "الموضوع"؛ وينبغي له أنْ يسعى دائماً في تغيير "الموضوع"، أيْ ظروف عيشه الموضوعية؛ لكن لا تعديل، ولا إصلاح، ولا تغيير، إلاَّ بالمُتاح من القوى والوسائل "الاصطناعية"، والتي هي جزء لا يتجزَّأ من "واقع عيشه الموضوعي".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الربيع العربي- بميزان -التجربة العملية-!
- مَيْل عالمي إلى -القُوَّة الناعمة-!
- مواطنو -اللادولة-!
- عندما يُنْكِر السيِّد حسن نصر الله -مَذْهَبِيَّة- الصراع!
- بروزور مُزَوِّراً للحقائق!
- هكذا تكلَّم أوغلو!
- -النهضة- إذْ خَرَجَت من حيث دَخَلَت!
- عندما يتحدَّث السيسي عن مصر المُهَدَّدة في وجودها!
- ما هو -شكل- الكون؟
- تركيا وإيران.. لِمَ لا تتحالفا؟!
- في الجانب الخفي من الحرب على -داعش-!
- خَطَر عربي وإسلامي وتلمودي يتهدَّد القدس!
- -كوباني-.. ما بَيْن -الحقيقة الواقعية- و-الصورة الإعلامية-!
- استثناء -الحق- من -التَّفاوض-!
- المأزق التركي في كوباني!
- نتنياهو الذي استغبى العالَم في نيويورك!
- -سوريَّة- و-العربي السوري-.. أين هما الآن؟!
- لا تَتَلَهُّوا ب -الهدف النهائي- للحرب!
- حرب جوية تحبل بحرب برية!
- أَهذه هي حقيقتنا الاجتماعية التاريخية؟!


المزيد.....




- شاهد أول رد من رئيس وزراء كندا على فرض أمريكا رسوم جمركية عل ...
- مستغربة طبع السعوديين وأسلوب تعاملهم مع الضيف والسائح ترويها ...
- طائفة سرية أجبرت أتباعها من الأمهات حديثات الولادة على التخل ...
- كيف علقت كندا والمكسيك والصين على فرض ترامب رسوماً جمركية عل ...
- ستارمر يستقبل شولتس في مقره الريفي ويبحث معه حرب أوكرانيا
- الولايات المتحدة.. انفجار وحريق هائل في مصفاة نفطية (فيديوها ...
- قوات كييف تستهدف بلدة في كورسك بصواريخ -هيمارس- أمريكية (فيد ...
- زاخاروفا تقترح تحويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى و ...
- إجلاء 37 مريضا من غزة لتلقي العلاج في مصر
- حاول الهرب فعلق أسفل جسر.. شاهد ما حدث لسارق تطارده الشرطة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - الإنسان -مُمَثِّلٌ-.. هذه هي -حقيقته التاريخية-!