عن الحب والغيرة الجنسية والرغبة في التملك

حازم مجدي ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4630 - 2014 / 11 / 11 - 16:27
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    

السينيما و الاعلام و الادبيات الملعونة هي التي حولت " الحب " من لعبة قابلة للمكاسب المشتركة " non zero sum game " إلى لعبة تنافسية " zero sum game " لابد ان تنتهي بفائز ومهزوم او على افضل الاحوال : تعادلا سلبيا !
**************
الحب ليس معناه الامتلاك كما صوروه لك .. والغيرة ليست علامة على الحب بل على " أنانية الجين " وهي فطرة غريزية حيوانية وليست صفة انسانية خالصة كما صوروها لك ...
الغيرة المتبادلة تعني امتلاكا متبادلا و تقييدا متبادلا وبالتالي " تعادلا سلبيا " .. اما الغيرة من طرف واحد فمعناها وجود فائز ومهزوم !
على الجانب الاخر فالحب ليس ايضا الايثار المطلق والتضحية بالنفس من أجل الاخر ..
ربما يكون كذلك في عالم الخيال والمثالية الحالمة .. اما على ارض الواقع فالحب يجب ان يكون سعيا نحو " مكسب مشترك " او تعادلا ايجابيا " !
**************
ما المقصود بالمكسب المشترك ؟ وهل يوجد رابح دون ان يوجد بالضرورة خاسر ؟
الخاسر هنا هو طرف ثالث غير الطرفين المحبين ... عندما يحب ذكر انثى فهو يريد اسعادها والسعادة تكون بالمساعدة على تحقيق الاهواء وهي كذلك تساعده على اكتشاف اهواءه وتحقيقها .. كلاهما رابح دون تملك ... كلاهما رابح على حساب اي شخص اخر : أنا او انت او المجتمع ككل
************
عندما يتزواج الذكر بالانثى في عالم الطبيعة فأن الذكر يخشى ان تنجب الانثى من ذكر غيره فتضيع موارده هباءا على رعاية " جينات " ذكر اخر ..
وربما تكون الانثى حاملا دون ان يدري قبل لقاءه بها ثم تنجب له طفلا يعتقد انه ابنه فيعيش واهما لرعايته ..
بعض انواع الفئران تفرز مادة عند اللقاء الجنسي تقوم بعمل " اجهاض احترازي " للانثى في حالة كونها حامل من ذكر سابق وذلك لضمان خلو رحمها من اي اجنة من ذكور اخرين
اما الانثى فهي تخشى ان تنجب طفلا ثم يتركها الذكر تحارب الحياة و تتكفل برعايته وحدها ... لذلك تشترط في الذكر صفة القابلية للامتلاك ... ان يكون راعيا لها ولاطفالها للابد ولا يتخلى عنها ابدا ...
بعض الحيوانات لديها فترة " خطوبة " تشترطها الانثى على الذكر لضمان قابليته للامتلاك..
و بعضها لديه فترة " عدة " ما بعد " الطلاق " يشترطها الذكر على الانثى لضمان خلو الرحم من الاجنة ...
كل طرف يحاول " امتلاك " الاخر بطريقته الخاصة .. الانثى تحاول امتلاك الذكر " موارديا " والذكر يحاول امتلاك الانثى " جنسيا " ...
ولأن الجنس عند الانسان الحديث يرتبط دوما بالموارد وهو مكلف دائما " تكلفة وقت - مال - صحة - طاقة " لذلك تحول سعي الانثى لامتلاك الذكر " موارديا " إلى صورة مماثلة من " الامتلاك الجنسي " ..
****************
هذا الامتلاك قد يكون ضرورة " تناسلية " تخص " الزواج " لكنه ليس علامة حب بأي شكل من الاشكال ..
الزواج كمشروع تناسلي على الاقل بشكله الحالي المعاصر هو نقيض الحب تماما ...
الزواج مشروع يهدف لتحقيق تعادلا سلبيا في كل شيء من أجل تحقيق مكسب مشترك وحيد وهو الذرية
لكن حتى هذا المكسب الوحيد هو في الحقيقة ليس مكسبا على مستوى " الشخص " وانما على مستوى " الجين "
نحن لا نحصل على فائدة من الانجاب سوى اشباع غريزة هي في الاصل هادفة للبقاء لا السعادة ..
اما الحب فهو سعي لتحقيق مكاسب مشتركة من السعادة ... مكاسب حقيقية تخدم رغبات واهواء كل شخص ايا ما كانت وليست اليات فطرية مبرمجة هادفة لانجاح خطة كونية كبرى مجهولة !
**************

#حازم_مجدي_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات