عدنان السريح
الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 19:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد سقوط أي نظام حاكم، في بلد ما تنتقل السلطة ومقاليد الحكم، الى أبناء الشعب المظلومين والمضطهدين، الذين كانوا يعانون الأمرين، جراء نظام الحكم السابق .
بعد سقوط نظام صدام ألبعثي، هرب أيتامه واللقطاء، خوفا من بطش الشعب، وانتقامه واخذ القصاص منهم .
تعرض شعبنا على مدى خمس وثلاثون سنة، من حكم البعث، الى أبشع أنواع الظلم والاضطهاد، من سجون، ومقابر جماعية، وتغييب واعتداء على المقدسات والحرمات، والى حروب مع دول الجوار .
دفع ثمنها شعبنا شباب العراق، حيث زجوا في محارق الحرب، إرضاء لغرور القائد الضرورة، المتمسك بالسلطة .
ناهيك عن ثروات البلد التي استنزفتها الحروب .
فضلا عن النهج، الذي كان يسلكه كبير العبثية صدام حسين، في عسكرة المجتمع العراقي، ليكون شعب لا يؤمن إلا بالقائد الضرورة .
بعد التغيير في عام،" 2003" غاب عن أنظارنا، كل جلاد من أيتام، النظام السابق، ومؤسساته القمعية، وجهازه البعثي، بين هارب خارج العراق، أو غائب الأنظار .
ما إن بدأ تشكيل مؤسسات الدولة الجديدة، وإذا بأيتام صدام، يعودون للظهور هذه المرة، بثوب جديد .
دخلوا مؤسسات الدولة الحديثة، لتشكيل دولة عميقة، داخل النظام الجديد، لينخروا مؤسسات الدولة، من الأعماق ليفشل التغيير .
لقد كان هذا واضح في كثير من مؤسسات الدولة، من خلال الأداء الأمني الفاشل، والفساد الإداري المستشري، الذي أصبح ظاهرة، تكاد تكون عامة .
لنقول أن التغيير قد فشل ورجال التغيير فاشلين .
بل إن الدولة العميقة، هي التي تقود كل ذلك، ونحن لا نكاد نفقه شيء .
#عدنان_السريح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟