|
أصبح للميزانية الاتحادية استحقاق في نفط كوردستان
حمزة الجواهري
الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 16:30
المحور:
الادارة و الاقتصاد
من الطريف هو أن المتحدثين بإسم الإقليم وحتى الآخرين المستهدفين بسياسات الإقليم للاستحواذ على حقوق الآخرين مازالوا يعيدون ""عبارة استحقاق الإقليم من الميزانية العامة للبلد""، إذ يبدو أنهم مازلوا لا يعلمون أن الأمر قد أصبح معكوسا، وذلك بعد الإعلان الجديد لتصدير الإقليم من النفط الخام. فقد صرح وزير الموارد الطبيعية في الإقليم أن تصديره من النفط عبر الخط التركي قد وصل إلى300 ألف برميل يوميا، كما وأن السيد الوزير قد وعدنا بأنه سيصدر ما مقداره500 ألف برميل يوميا في شباط القادم. وأن تقرير وزارة الموارد الطبيعية للإقليم للعام2013 قد بين بشكل لا يقبل الشك أن المصافي الصغيرة في كردستان تكرر92 ألف برميل يوميا، وأن مصفاة خورمالة التي افتتحت خلال العام الجاري تكرر100 ألف برميل يوميا، وهكذا أصبح المجموع الكلي لما ينتجه الإقليم في بداية العام القادم2015 هو692 برميل يوميا، أي ما يقرب من700 ألف برميل يوميا في بداية العام القادم، وهناك زيادات خلال العام قد تصل إلى100ألف برميل يوميا تضاف لما تقدم، ولكننا سنعتمد الرقم700 ألف برميل للتقريب بوضع المقاربة الحسابية. وكما نعرف أن إنتاج المنطقة الجنوبية من النفط هو بحدود3 مليون برميل يوميا متضمنا المصدّر والمكرر في مصافي الجنوب، هذا باستثناء ما تنتجه حقول الشمال المتوقفة عن الإنتاج بسبب الأوضاع الحالية، ولا أحد يعرف على وجه التحديد متى ستعود السيطرة عليها كاملة، ومتى سيعود الإنتاج منها، ومع ذلك، سنأخذها بالحسبان على أنها منتجة حاليا، هي والمصافى في بيجي وكركوك، أي أن الإنتاج الإجمالي من العراق عدا كوردستان بحدود3.4 وإن ما يستغل في المصافي العراقية عموما لا يتعدى ال600 ألف برميل حتى بعد عودة مصافي الشمال للعمل من جديد. وهكذا لو أعدنا الحسابات من جديد، نجد أن ما ينتجه الإقليم هو أكثر من17% من المجموع الكلي، أي أن الإقليم يأخذ حصته من النفط وأكثر من ذلك، وعليه إعادة مبلغ قد يصل إلى5% من عائدات النفط الذي ينتجه للحكومة الاتحادية كمستحقات للميزانية السيادية. قد يعترض البعض على هذه المقاربة الرقمية بالقول أن عائدات برميل النفط المنتج من الإقليم أقل من عائداته بالنسبة للحكومة الاتحادية، نعم هذا صحيح جدا، لأن عقود المشاركة بالإنتاج التي اعتمدها الإقليم تمنح الشركات ما نسبته20% تقريبا كونها تمنح الشركات نسبة بالنفط تقدر بأكثر من14% ونسبة من الغاز بنسبة16%، وعند تحويل الغاز للمكافئ النفطي، نجد أن النسبة التي يمنحها الإقليم تكون بهذه الحدود تقريبا لتفاوت نسبة الغاز للنفط المنتج من كل حقل، في حين أن ما يحصل عليه المستثمر في حقول الجنوب وفق عقود الخدمة التي اعتمدتها الحكومة الاتحادية لا تتعدى دولارين في أسوأ الأحوال، دون أن يكون للمستثمر حقا بالغاز المنتج، حيث يسلم الغاز للحكومة الاتحادية بعد معالجته بالكامل ما عدا تلك الكميات التي يستغلها المستثمر بالعمليات النفطية وهي قليلة جدا. في الحقيقة إن اعتماد هذا النوع من العقود هو مسؤولية الحكومة في الإقليم، فهي التي أختارت هذا النوع رغم اعتراض الحكومة الاتحادية عليها، بل ورغم اعتراضها على كل ما انتهجه الإقليم من سياسات نفطية جملة وتفصيلا، إذ أن الحكومة الاتحادية لحد الآن مازالت تعتبر أن كل ما فعله الإقليم بخصوص النفط والغاز غير شرعي ولا يتوافق مع الدستور، لذا عليهم تحمل تبعات ما أقدموا عليه من سياسات وتعاقدات. في الواقع ما تقدم لا يعني تنازل الحكومة الاتحادية عن موقفها من شرعية السياسات والممارسات التي ينتهجها الإقليم بما يتعلق الأمر بالنفط والغاز التي تتعارض مع ما ورد بالدستور جملة وتفصيلا، لأن السكوت عنها يعني الموافقة الضمنية على هذه السياسات ما لم يتم تعديل الفقرات الدستورية التي تتعلق بهذا الموضوع، وهي كثيرة. وهكذا نجد أن الآية قد انقلبت، فأصبح هناك استحقاق للميزانية السيادية يقدر ب5% من عائدات اللإقليم النفطية، محسوبا على أساس سعر البرميل عالميا، وليس على أساس صافي العائدات النفطية، وهذا ما يجب أن تدفعه حكومة الإقليم للحكومة الاتحادية، وليس العكس كما كان يحدث قبل الإعلان الرسمي الأخير لوزير الموارد الطبيعية. لابد من الحديث قليلا عن إنتاج الإقليم من المشتقات النفطية، فقد أصبح للإقليم مصافي تعمل بطاقة اجمالية بحدود192 ألف برميل يوميا وذلك بعد افتتاح مصفى خورمالة هذا العام، لذا لم تظهر أرقاما عن هذا المصفى في التقرير السنوي لوزارة الموارد الطبيعية في الإقليم للعام2013، حيث تضمن التقرير أرقام المصافي الصغيرة فقط والمنتشرة هناك، حيث قدر التقرير طاقتها بحدود92 ألف برميل يوميا، ومع ذلك بقي الإقليم يطالب الحكومة الاتحادية بحصة من المشتقات المنتجة في باقي المصافي العراقية وكذلك المشتقات المستوردة بالأسعار العالمية لسد النقص! ومن الجدير بالذكر أن مصفى خورمالة يأخذ النفط الخام من قبة خورمالة التي تعتبر جزء من حقل كركوك العملاق، وأن هذه القبة والحقل بأكمله يجب أن يكون تحت تصرف الحكومة الاتحادية وفق ما نص عليه الدستور في المادة112 منه، لكن الإقليم سيطر عليه بقوة السلاح كما واستحوذ على المعدات التي اشترتها وزارة النفط الاتحادية لتوسعة الإنتاج من هذه القبة، وأصبح الآن ينتج النفط منها بما يقرب من150 ألف برميل يوميا، وهناك برنامج لزيادة الإنتاج وصولا إلى250 ألف برميل يوميا، كما ولدى الإقليم محاولات للسيطرة على قبة أفانا في الحقل نفسه، ومحاولات أخرى لربط الأنبوب الرئيسي من حقل كركوك وباي حسن بأنبوب كوردستان الذاهب إلى تركيا. عودة لموضوع المشتقات، إن ما ينتجه الإقليم من مشتقات يفيض عن حاجته قبل استلام حصته من الحكومة الاتحادية، لأن نسبة ال192 ألف برميل يوميا مما ينتجه العراق من المشتقات متضمنا انتاج الإقليم هو24% تقريبا، لذا فقد تعاقد الإقليم مع محافظتي نيونوى وصلاح الدين هذا العام لتزويدها بالمشتقات النفطية وفق الأسعار العالمية وليس الأسعار المدعمة من قبل الحكومة الاتحادية، لأنه يستحوذ على كميات كبيرة جدا من المشتقات تزيد بكثير عن حاجته، ومع ذلك بقي مصرا على أخذ حصة من منتجات مصافي الجنوب، وحتى المستورد لسد النقص بالحاجة للمشتقات في الداخل العراقي! خلاصة القول أن على الإقليم تقديم مشتقات للحكومة الاتحادية لسد بعض النقص كما يتوجب عليه تقديم حصة من عائداته الإجمالية من تصدير النفط والتي تقدر ب5% تقريبا كمستحقات للميزانية السيادية، وليس له أي حق بالحصول على أموال من الميزانية الاتحادية للعام2015، بل العكس كما اسلفنا، ومن يساهم بمنح الإقليم أموالا من الميزانية القادمة كمن يسلب حقوقا من الشعب في المناطق خارج الإقليم ويسلمها لغيرهم، وأن المطلوب من الحكومة الجديدة والبرلمان أن يأخذوا هذا الأمر بالحسبان دون تفريط بحقوق الناس تحت أي ذريعة كانت، فليتوافق المختلفون فيما بينهم ما شاؤا، ولكن ليس على حسابنا.
#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دلالات احتلال حقول كركوك والاصطفاف ضد الولاية الثالثة
-
سياسة الاقليم النفطية وحتمية تقسيم العراق
-
معالجات اليسار الطفولي للاقتصاد النفطي العراقي
-
قطاع الطاقة في مرمى الفاسدين المفلسين
-
صراع البترودولار والبترودينار-ثانيا
-
صراع البترودولار والبترودينار-أولا
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
-
مصفى ميسان والضجة المفتعلة
-
مستر5%
-
الغاز العراقي على ضوء الاستراتيجية المتكاملة للطاقة
-
اشكالية التوافق والأغلبية
-
حرفة تحطيم المعنويات
-
خط نفطي عراقي عبر إيران
-
البترودولار فقط للمحافظات الغير منتجة دستوريا
-
معركة قانون النفط والغاز
-
قال المنجمون
-
هل حقا قانون البنى التحتية يرهن النفط؟
-
توتال الشريك النائم
-
استحقاق الإقليم من عائدات النفط
-
هورامي يوضح
المزيد.....
-
جوزيف عون: الإصلاحات الاقتصادية أساس بناء الدولة.. وحماية ال
...
-
مصر تسجل رقمًا قياسيًا في صادرات الصناعات الغذائية خلال 2024
...
-
تقرير: انخفاض أسعار السلع في مدينة حلب السورية بعد انتهاء -س
...
-
-وول ستريت جورنال-: رسوم ترامب الجمركية أغبى حرب تجارية في ا
...
-
خبراء اقتصاد عن رسوم ترامب الجمركية: خرج المارد من القمقم
-
ترامب يؤكد تعليق فرض الرسوم الجمركية على المكسيك لشهر
-
“حكومة الجزائر” تصدر بيان هام لكل من يملك البطاقة الذهبية
-
-أوبك+- تبقي على سياسة الإنتاج دون تغيير رغم دعوات ترامب
-
الولايات المتحدة -كندا - الصين: ما هي التداعيات الاقتصادية ل
...
-
قادة الاتحاد الأوروبي يردون على تهديات ترامب ويؤكدون استعداد
...
المزيد.....
-
دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر
/ إلهامي الميرغني
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|