|
غباء الإعتقاد ان القرآن كلام الله
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 11:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
انا اهتم بالقرآن اكثر من 99% من المسلمين --------------------------- لا يمكن لأحد ان يتهمني بأني لا احترم القرآن. فقد قمت بترجمته للغة الفرنسية http://www.editions-aire.ch/details.php?id=1382 وانهي حاليا ترجمة ايطالية وانكليزية. وهكذا اكون المترجم الوحيد في التاريخ والعالم الذي يترجم القرآن في ثلاث لغات. اضف إلى ذلك اني اعددت طبعة عربية للقرآن يمكن اعتبارها افضل طبعة عربية للقرآن تتضمن إشارة لأسباب النزول والقراءات المختلفة السنية والشيعية والناسخ والمنسوخ ومعاني الكلمات والأخطاء اللغوية والإنشائية, وهذه الطبعة تحتوى على نص القرآن وفقا للإملاء العثماني وللإملاء العادي والخط الكوفي غير المنقوط وغير المشكول الذي هو خط مخوطات القرآن الأكثر اهمية. وهذه اول مرة في التاريخ يتم فيها اعداد مثل هذه الطبعة بالخط الكوفي وفقا لنظام وورد، ويمكن تحميلها مجانا من موقعي http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315 وأنا احث دائما طلابي ومستمعي محاضراتي على قراءة القرآن كجزء من التراث العالمي وأن يفهموه على حقيقته. ويحزنني جدا عندما ارى شخصا يمزق القرآن أو يرميه في المراحيض كما حدث في السعودية وغيرها أو يبول عليه. فالقرآن جزء من الحضارة الإنسانية مثله مثل التوراة والإنجيل في المجال الديني. وكما اني احث غير المسلمين على قراءة القرآن وفهمه، احث المسلمين على قراءة التوراة والإنجيل وكعربي القرآن جزء من الحضارة العربية التي انتمي لها باعتباره اول كتاب عربي وكمسيحي، القرآن هو جزء من حضارتي الدينية، واعتبر ان لليهود والمسيحيين اكثر احقية على القرآن من المسلمين انفسهم لأنه يأخذ اكثر من 90% من مضمونه من الكتب اليهودية والمسيحية، وعليهم دراسته وفهمه ونشره تماما كما يفعلون مع التوراة والإنجيل.
وكما يحزنني ان يمزق القرآن او يرمى في المراحيض، يحزنني جدا ان يتم استعمال القرآن لإرتكاب جرائم يندى لها الجبين كما تفعل داعش اليوم في العراق وسوريا وغيرها ضد مسلمين وغير مسلمين. فهم بذلك يوسخون القرآن كمن يرمي القرآن في المراحيض، أو اكثر، لأنه يزرع كرها ضد هذا الكتاب ليس فقط عند غير المسلمين، بل أيضا عند كثير من المسلمين الذين تركوا الإسلام للإلحاد. وأنا لست ضد الإلحاد، كما اني لست ضد المتدينين. فلكل الحق في ان يعيش وفقا لضميره وقناعاته. وعلى كل حال، كل منا ملحد يما يؤمن به الأخرون. فالمسلم ملحد، واليهودي ملحد، والمسيحي ملحد، والبوذي ملحد. والإلحاد بحد ذاته يجب ان لا يكون ابدا سببا في عدم احترام القرآن او التوراة او الإنجيل.
احترام القرآن لا يعني تأليهه ------------------ الإحترام الذي اكنه للقرآن والتوراة والإنجيل، وغيرها من الكتب التراثية العالمية والعربية، لا يعني أبدا انه علينا ان نؤلهها او نمتنع من دراستها دراسة ناقدة إما على مستوى المضمون او على المستوى اللغوي. فكما ان رمي القرآن أو التوراة أو الإنجيل في المراحيض هو تفريط في حق هذه الكتب، فإن تأليه هذه الكتب افراط خاطئ، لا بل خطير جدا على العقل البشري والبشرية. وخطورته يكمن في انه يخالف ابسط البديهيات. فكل كتاب هو من صنع البشر. واعتبار كتاب ما، ايا كان، نازلا من السماء هو اعلى درجات الغباء. فلا ينزل من السماء إلا المطر والنيازك. وإن رأيت يوما كتابا نازلا من السماء فأعلم ان راكب طائرة رماه من الشابك للتخلص منه. وقد ادى الإعتقاد بأن القرآن كلام الله إلى ما يعرف بالمحنة التي راح ضحيتها المئات وربما الآلاف من المسلمين بين مؤيدين ومعارضين، والتي درسها بالتفصيل الدكتور فهمي جدعان في رسالة الدكتوراة المعنونة "المحنة: بحث في جدلية الديني والسياسي في الإسلام"، والتي يمكن تحميلها من هذا الرابط http://mybook4u.com:8080/%D9%85%D9.download/download/1340 ونفس المشكلة نجدها في اليهودية والمسيحية حول تأليه التوراة والإنجيل والتي راح ضحيتها الكثيرون، وتم تكميم افواه العلماء والمفكرين. وهو ما ادى إلى محاكم التفتيش المشؤومة وإلى ما يعرف بمحاكمة جاليليو وغيره الكثيرين. وبسبب هذه المخازي قام فلاسفة التنوير بثورتهم الفكرية لإنزال التوارة والإنجيل من منصتهما ككتابين إلاهيين إلى كتابين بشريين وتم رداستهما دراسة نقدية فتحت الباب أمام النهضة الفكرية والإجتماعية والعلمية والصناعية في العالم الغربي. ولكن يا للأسف تخلف العالم العربي والإسلامي عن ركب الحضارة واستمر في تاليه القرآن. ونحن اليوم نعيش احلك عصور العالم العربي والإسلامي على مر التاريخ بسبب هذا التأليه للقرآن... والذي نرى نتائجه في الجرائم المخزية التي ترتكبها داعش وامثالها من الحركات الإسلامية بحق المسلمين وغير المسلمين وبحق النساء والفن وكل ما هو جميل في الإنسانية. فالتمت على عالمنا العربي والإسلامي عصابات اجرامية تحت راية القرآن وراية محمد تؤيدها مؤسسات دينية علنا او خفية ومن بينها الأزهر والمراكز الإسلامية الأخرى سنية كانت او شيعية، وهذه العصابات الإجرامية يتم تمويلها من افراد ومؤسسات وحتى من حكومات نخرت الهمجية عظامها وعقولها. فرجعنا إلى نظام السبي وملك اليمين واسواق النخاسة وفرض الجزية وقتل الأفراد وترويع الناس وتهجيرهم وانتهاك الأعراض وتدمير كل معالم الحضارة من آثار ومخطوطات، ناهيك عن تديمر المدن والممتلكات ونهبها.
القرآن هو كتاب مثل أي كتاب، من صنع البشر ---------------------------- اقوم حاليا كما ترون من مقالاتي المتوالية بالتعرض إلى اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية. واكرر في بداية هذه المقالات بأني لا اكتب لمن يعقتدون أن القرآن كلام الله. فأنا اتعامل مع القرآن لغويا كما لو كان كتاب ألف ليلة وليلة. ورغم هذا التنبيه الصريح، يأتي بعض القراء الكرام بتعليقات وتقليعات وكأنهم لا يقرؤون أو لا يفهمون، أو لا يريدون ان يفهموا. وقد كتب احدهم واسمه "ايدن حسين" تعليقا يقول فيه: اذا قلت ان محمدا كتب القران فاعلم انك بهذه الطريقة تؤله محمد. القران فيه بعض من الاعجازات العلمية التي لا يمكن تفسير وجودها في القران الا بان القران هو كتاب سماوي. لا تقل لي ما هي هذه الاعجازات. طالما لديك كومبيوتر و انترنيت تستطيع ان تتعرف على هذه الاعجازات -- وتقبل تحياتي وكان ردي: اخي الفاضل ايدن حسين كما ذكرت في مقالي انا لا اكتب لمن يعتقدون ان القرآن كلام الله لأني اعتبر ذلك قمة الغباء، وانا ليس لي وقت لمناقشة الأغبياء. ولكن إن لم تقرأ ما ذكرت في بداية مقالي فأنت معذور ولذلك ادلك على كتاب خالد منتصر: وهم الإعجاز العلمي في القرآن http://thevoiceofreason.de/download.html?id=49
لمن تكتب يا سامي ------------ اسمح لقرائي الأفاضل مهما كانت مشاربهم ومعتقداتهم وغباؤهم بالتعليق على مقالاتي في الحوار المتمدن رغم انه في امكاني حذف هذه التعليقات او منعها. وكما اني لا الزم الناس بقراءة مقالاتي، فأنا لا الزم نفسي بالرد على كل الأغبياء الذين يعلقون على مقالاتي. وإن اسمح لهم بالتعليق فهذا من دوافع الشفقة ليس اكثر، وآمل ان يوضع هذا في ميزان حسناتي في الآخرة. فعلينا ان نحتمل الأغباء لأقصى الحدود. فهم اعضاء في هذا المجتمع. وإن هم وصلوا إلى هذه الدرجة العالية من الغباء، فالمجتمع مسؤول بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن هذا الغباء. فهم خريجو مدارسنا وجامعاتنا وجوامعنا ووسائل اعلامنا التي زرعت فيهم الغباء. والغباء لا يقتصر على طبقة الأميين أو انصاف الأميين أو انصاف المثقفين، لا بل يتعداهم إلى ما نطلق عليهم المثقفين الذين يحملون شهادات عليا... فالغباء مثله مثل الطاعون والكوليرا والسرطان لا يميز بين المتعلم والجاهل. فكما تجد عالم الذرة والطبيب يموت من هذه الأمراض، كذلك ترى عالم الذرة والطبيب مصاب بداء الغباء.
والغباء يصيب الأمير كما يصيب بياع الحمير. وبطبيعة الحال، اصابة الأميين بمرض الغباء اقل خطورة من إصابة المثقفين وانصاف المثقفين والمسؤولين الدينيين والسياسيين بمرض الغباء لأنهم يعتبرون اسوة في المجتمع. فغباؤهم طامة كبرى على المجتمع. وعندما اسمع رئيس دولة او استاذ جامعي يقول في نهاية آية قرآنية "صدق الله العظيم" الطم على رأسي واشق ثيابي لأني اعرف حينها ان مرض الغباء قد اصاب رأس الهرم الإجتماعي. فإذا كان ربُ البيتِ بالدفِ ضاربٌ فشيمةٌ أهلِ البيتِ الرقصُ. فأي امل يرجى من مثل هذا المجتمع؟
اعود واكرر: الإعتقاد بأن القرآن كلام الله هو قمة الغباء وعلينا جميعا ان نناهض هذا الغباء بكل ما استطعنا من قوة القرآن لا علاقة له بالله لا من قريب ولا من بعيد. فهو كشكول مقطع الأوصال من تأليف حاخام يهودي مسطول. واحيلكم في ذلك إلى مقالي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=338220
د. سامي الذيب مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14 حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي والرسم الكوفي المجرد : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315 حملوا كتابي عن الختان : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131 ومن يجد مشكلة في التحميل، يمكنه الاتصال بي على عنواني: [email protected] انضموا إلى مجموعة اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية https://www.facebook.com/groups/Koran.mistakes/
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 76 (النواقص)
-
حتمية نقد الدين عندما يصبح ضارا
-
الفاتحة وثقافة الكراهية
-
الله مجنون يعاقب على نقد القرآن
-
قرأن جديد يفرز بين الغث والسمين
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 75 (النواقص)
-
الإنسان وليس الإسلام يعلو ولا يعلى عليه
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 74 (النواقص)
-
عودا لعقولكم قبل ان يفنيكم غباؤكم
-
عندما تصحح الترجمات القرآن
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 73(النواقص)
-
فلا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 72 (النواقص)
-
النواقص في القرآن - رسالة دكتوراة
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 71 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 70 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 69 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 68 (النواقص)
-
المغضوب عليهم والضالين اليهود والنصارى
-
غربلة القرآن قبل غربلة البخاري
المزيد.....
-
إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع
...
-
بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران
...
-
40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
-
حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق
...
-
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
...
-
لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م
...
-
فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|