أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - تفجيرات غزة وتداعياتها على المشروع الوطني















المزيد.....


تفجيرات غزة وتداعياتها على المشروع الوطني


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واضح بأن المؤامرة على المشروع الوطني الفلسطيني تكبر يوماً بعد يوم،وان هناك أيدي خبيثة ومأجورة متعددة تشارك في هذه المؤامرة محلية وعربية وإقليمية ودولية،وهذا ليس تهيؤات او إستنتاجات غير منطقية وواقعية،او شطحات فكرية لكاتب يهذي،بل الشواهد في ارض الواقع كثيرة وخطيرة،ولذلك كل المنتمين للوطن والقضية والمشروع الوطني من عقلاء وحكماء وقادة فكر ورأي وصناع قرار وساسة وإعلاميين،عليهم ان يتنبهوا ويكونوا على اعلى درجات اليقظة والحيطة والحذر،فثمة متغيرات وتحولات كبيرة وخطيرة تجري في المنطقة،متغيرات من شأنها أن تعيد رسم خرائط المنطقة بشكل جذري،ولعل القضية الفلسطينية في صلب الإستهداف لهذا المشروع،مشروع يعيد انتاج سايكس – بيكو بحيث يضمن بقاء اسرائيل قوية ومسيطرة على المنطقة،بعد تحولها الى دولة دينية في ظل محيط لدويلات مذهبية وطائفية إسلامية وعربية ..الخ تدور في فلكها وتتحكم فيها،على ان يجري تصفية القضية الفلسطينية بالكامل،ولذلك المعارك على أشدها من أجل طحن وذبح المشروع القومي العربي،وتدمير دوله وجيوشه بالكامل( العراق،سوريا ومصر)،وهذا المشروع على الجبهة الفلسطينية يفترض مشاركة ادوات تنفيذية محلية وعربية وإقليمية،على ان تتولى اسرائيل قيادة تلك الأدوات وتحريكها،والساحة الفلسطينية المنقسمة على نفسها والضعيفة والتي تعاني من غياب القيادة وحالة واسعة من الفلتان والفوضى،توفر الغطاء والذريعة لإسرائيل وادواتها وإرتباطتها العربية والإقليمية والدولية لكي تلعب بسهولة في الملعب الفلسطيني، ولكن ليس فقط لعبة تكريس الإنقسام وشرعنته والإستمرار في إدارة الأزمة،بل جر الساحة الفلسطينية الى الصراعات والخلافات الداخلية والتي قد تصل الى حروب وتصفيات،وتعيد مسلسل سقوط مقولة حرمة الدم الفلسطيني- الفلسطيني،والتي اهتزت في عام 1983 بالإحتراب الداخلي في حركة فتح،وما سمي أنذاك بالحركة التصحيحية،ولتبلغ ذروتها بسيطرة حماس عبر الحسم العسكري والإنقلاب على السلطة في تموز/2007.
واضح بأن الجريمة المتزامنة بإستهداف منازل قادة فتح ومنصة إحياء الذكرى العاشرة لمؤسس حركة فتح الشهيد القائد أبو عمار،هي ليس نتاج عمل فردي او حادث عرضي أو معزول أو عمل لمجموعة من الهواة،بل مثل هذا الحدث يدلل وبما لا يقبل الشك بأن هناك جماعة محترفة عملت بوعي وقرار،وتحمل رؤيا واهداف واجندة سياسية خبيثة ومشبوهة،والأدوات والقدرات المستخدمة في التفجيرات تتجاوز حدود القطاع،ولتشارك فيها المحاور المتصارعة عربياً وإقليمياً بالأخص.
ثمة مجموعة من السيناريوهات تحتمل تحميل المسؤولية والإستفادة من تلك التفجيرات الإجرامية المتزامنة،وإن كان عدد تلك السيناريوهات يضيق ويقل مع إعلان داخلية حكومة حماس اليوم عن عدم قدرتها على تامين الحماية لإقامة الإحتفال بالذكرى العاشرة لإستشهاد القائد أبو عمار،مما حدى بالهيئة المسؤولية في فتح عن قطاع غزة الإعلان عن إلغاء الإحتفال،وكل السيناريوهات التي أسوقها تحمل في جوهرها رفض المصالحة وإنهاء الإنقسام،وإبقاء الحصار وتعطيل الإعمار،وإستمرار السيطرة المنفردة على القطاع وتعطيل حكومة الوفاق الوطني وكذلك توتير وتسميم العلاقة المصرية – الفلسطينية لحد القطيعة والحصار.
لا نختلف بان اسرائيل هي المتهم والمستفيد الأول مما حصل،واسرائيل في إطار تهربها من دفع أي استحقاق في العملية التفاوضية قد يقودها الى تقديم تنازلات ذات مغزى جوهري،تقول بأن ابو مازن بإختياره للمصالحة وحكومة التوافق مع حماس يفضل "الإرهاب" المقاومة والوحدة على السلام،وكذلك هي تستفيد من زاوية تعطيل وإعاقة الإعمار وتكبيله بإشتراطاتها.

وفي السيناريو الاخر واضح بان الحركات السلفية "الجهادية" و"داعش" انتعشت في قطاع غزة،حيث اعلنت مجموعة سلفية مبايعتها لخليفة "داعش" ومن بعد العدوان الأخير على قطاع غزة،وفي ظل ما يحدث في المحيط العربي،وفي مناخات واجواء الفوضى والفلتان وغياب السلطة أو إنهيار مؤسساتها،تنشط مثل تلك الجماعات،وربما هي أقدمت على تلك الفعلة من أجل إشاعة مناخات الفوضى والفلتان في الشارع الفلسطيني.
وقد نشطح أبعد من ذلك في سيناريو آخر، في ظل إشتداد الأزمة بين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح المفصول محمد دحلان والرئيس عباس من جهة،وتصاعد الخلاف بين حماس والرئيس عباس من جهة ثانية،وبين حماس ومصر من جهة ثالثة،فقد يكون القول بأن حماس سعت لكي توظف ورقة دحلان في خلافها في تعطيل المصالحة،وربما يكون هناك سيناريو آخر ،في ظل خلاف حماس مع مصر،قد تقدم مصر على محاولة إعادة دحلان الى القطاع،وهو يمتلك قوة لا يستهان بها هناك،وخاصة بان العودة ستكون بدعم لوجستي مصري ومالي إماراتي.
ولكن على ضوء ما حصل من اعتذار داخلية حماس اليوم عن عدم قدرتها على تامين الحماية للإحتفال،وقرار الهيئة الفتحاوية المسؤولة عن فتح بإلغاء الإحتفال،نجد انفسنا أمام سيناريو قد يكون محتملاً، لا يحمل اتهاماً لحماس كحركة وحكومة،فالجميع يعرف بأن واقع التنظيمات الفلسطينية اليوم ليس بالصحي والمعافى،وتتصارع فيها أجنحة وتيارات،فلربما هناك تيار في حماس عبر عن ذاته في أكثر من مرة برفض المصالحة وعودة السلطة الفلسطينية الى قطاع غزة،وسيطرتها على الأمن والمعابر،ويري بان ذلك من شأنه ان يقلل من دور حماس ومكانتها وشعبيتها في القطاع،ولذلك هو عمد بذلك الى بعث رسائل تخويف وليس قتل،فهو يريد أن يوقف عجلة المصالحة ويمنع لإقامة الإحتفال وعودة فتح وسيطرة السلطة وحكومة الوفاق الوطني على قطاع غزة،وأشك بأن هناك قرار سياسي،قدر صدر من المستوى السياسي في حماس لتنفيذ تلك الجريمة النكراء،فحماس معنية برفع الحصار والبدء بالإعمار المتعثر،والذي أصبح يشكل عامل ضاغط عليها من قبل المواطنين المشردين والمهجرين عن بيوتهم،بفعل العدوان الإسرائيلي،وكذلك هي ترى بان المصالحة قد تخرجها من دائرة وشرنقة الحصار،وخصوصاً بعد تأزم علاقاتها مع مصر،ولكي تجد لها فضاء جغرافي عربي يمكنها من فكفكة حلقات الحصار الظالم.
هذه جريمة خطيرة جداً،والجريمة والمؤامرة على المشروع الوطني ستكبر،ما لم يجري تشكيل لجنة تحقيق حيادية من مختلف ألوان الطيف السياسي والمجتمع المدني الفلسطيني،لجنة تحقيق تقود الى محاسبة رادعة،وليس مجرد تقارير توضع على الرفوف والأرشيف،وبدون معرفة الجناة ومرتكبي هذه الجريمة النكراء،فإن الجناة قد يقدمون على فعلة أكبر،وواضح بأن التداعيات هذه الجريمة كبيرة،وقد أشعلت فتيل الأزمة على نحو ينذر بأن الوضع الداخلي الفلسطيني قاب قوسين او ادنى من الإنفجار،إنفجار قد يطيح بكل شيء مصالحة،إنهاء انقسام،رفع الحصار والإعمار،والخطر من ذلك الدخول في حروب وصراعات،تنهي القضية الفلسطينية وتدمر المشروع الوطني،كما يخطط له طباخي وصناع المشاريع السياسية المشبوهة من امريكان وأوروبان غربيين ودول إقليمية وعربية.
القدس المحتلة – فلسطين



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفجيرات غزة معاني ودلالات خطيرة
- قراءة تحليلية القدس....وأحكام -قراقوش- الإسرائيلية
- نعم الصراع سياسي بإمتياز يا شيخ المقاومة
- الشهداء يعودون للقدس يا معتز
- قراءة في إنتكاسة -الإسلام- السياسي في تونس
- لمصلحة من الإعتداءات على الجيش المصري ...؟؟
- مشهد مقدسي متكرر
- سلوان ...وجعنا وألمنا
- هل ستتحول اسرائيل الى دولة دينية...؟؟
- القدس....الحركة الوطنية والدور المأمول
- مؤتمر الإعمار...والأجندات السياسية
- أمام حكومة الحمد الله مهام كبيرة وعقبات كثيرة
- ما بين تصريح جون بايدن وتقرير مجلة -فورين بوليسي-
- عيد ....تغيب عنه كل معاني البسمة والفرح
- سلوان في قلب الخطر وتحت خط النار
- حوارات عبثية ....مفاوضات عبثية
- إتفاق فتح - حماس العبرة في التنفيذ
- القدس.....وغياب السلم الأهلي
- الحوثيون يغيرون قواعد اللعبة
- مع إنطلاق حوارات فتح وحماس/عقبات كبيرة أمام التهدئة والإعمار


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - تفجيرات غزة وتداعياتها على المشروع الوطني