أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالكريم العبيدي - الشيوعي بلوى!














المزيد.....

الشيوعي بلوى!


عبدالكريم العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4628 - 2014 / 11 / 9 - 22:50
المحور: كتابات ساخرة
    



الوطن عزيز. عشقه لا يدانيه عشق، قبالة عزَّته يرخص كل شيء، "تُستَعذَبُ أرضهُ التي لَا هَوَىَ بِهَا، وَلاَ مَاؤُهَا عَـذبٌ، وَلَكِنهَا وَطَــنُ". يعرف هذا أبناؤه البررة، فلا يحيدون عن عشقهم لحظة، وينكر هذا أعداؤه، فينخروه بسيِّئات أفعالهم، هذا هو ميزان الوطن، كفة عزته يرفعها المخلصون، وكفة خرابه من حصة السيئين، وبين الرافع والمخرِّب، تظهر صور شتى، تختزل العشق والخراب.
صورة الاختزال هذه ظهرت داخل دائرة رسمية، بين موظفة محتشمة، مؤْتَمنة على المال العام، وبين موظف صار بذمته ما لا يستحق من هذا المال، وبات عليه أن يعيده لخزينة الدولة.
هو موظف متقاعد، أُعيد للخدمة، وظهر بعد التدقيق، أن مجموع المتراكم من المال الزائد الذي استلمه يزيد على أربع ملايين دينار، فتقرر إعادتها.
صعد الموظف عدة سلالم فأنهكه التعب، دائرة حكومية تستقبل مئات المراجعين يوميا بلا مصعد كهربائي- في الحقيقة المصعد موجود ولكنه عاطلٌ منذ سقوط النظام السابق!.
راجع الموظف الدائرة، وقف قبالة موظفة، طالعت الكتب الرسمية والسجلات، ثم رفعت رأسها، حدقت في وجهه، ابتسمت، فتهلل وجهه فرحا، أومأت له أن يتبعها فتبعها، وقفت في زاوية في أقصى الممر، فوقف الموظف، قالت له: إذن مطلوب أن تدفع أربعة ملايين و"كسر.. معلينه بالكسر"، اطمئن، لن أجعلك تدفع هذا المبلغ، "ليش احنه منحس بمعاناة الموظف؟، الوقت صعب، ولازم الواحد يتعاون مع أخيه العراقي، لازم نتكاتف".
شكرها الموظف، وشعر بمسرة كبيرة.
التفتت الموظفة يمنة ويسرى، ثم همست له:
- ستدفع فقط مبلغ بسيط، "500" ألف دينار لا غير، وتتدلل.
- كيف؟، ولمن؟
-" لا تسأل، ورِّق وانت ساكت، وآني رح ألهمدهه الك، اطمئن، يجيك الصافي".
- ابنتي، مطلوب مني دفع أربعة ملايين دينار...
-"قلنا معليك، 500 ألف دينار و... بس
أدرك الموظف كل شيء، برز له ميزان الوطن، همس لنفسه:"هذا هو ميزان الوطن، كفة عزته يرفعها المخلصون، وكفة خرابه...، قال للموظفة:
- ابنتي، ولكن الأربعة ملايين التي سأدفعها ستذهب إلى خزينة الدولة، بينما الـ "500" ألف دينار ستذهب إلى حقيبتك!
اندهشت الموظفة، صُعقت، رددت بذهول:
-"ايه؟، وهسه شنو الأفضل؟، هدية ازغيرونه، هالكبراتهه أحسن، لو تخسر أربعة ملايين وكسر" - لم تضف"معلينه بالكسر"!
حدق الموظف في وجهها، عاد وارتسم بين عينيه ميزان الوطن وكفتيه، قال:
- اخترتُ أن أدفع الأربعة ملايين دينار، لأنها ستذهب إلى خزينة الدولة، هذه فلوس الشعب.
- "انت صدگ دتحچي؟
- ايه، هذا إهدار للمال العام وتلاعب فيه، وهو تحويل الموارد من مصلحة الشعب إلى مصلحــــة شخص، هذا انتهاك للقوانين، وانحراف وإخلال بشرف الوظيفة ومهنيتها، وهو مخالفة صريحة، وجريمة مخلة بالحياء و....
صعقت الموظفة المحتشمة في ثيابها وحجابها، سرت بجسدها رجفة، دنت رأسها منه وسألته: - أگلك، أنت شيوعي، صح؟
- أتشرف بحمل مبادئ وقيم الحزب الشيوعي، أنا وزوجتي وأبنائي وبناتي.
-:"همه گالوهه، لتسوي زين، شر ميجيك، صدگ الشيوعي بلوى. روح خلي اتفيدك الشيوعية، ادفع أربع ملايين وكسر"- رددت "الكسر" هذه المرة!
ابتسم الموظف، قال بهدوء:
-:" أفادتني الشيوعية، علمتني الإخلاص والنزاهة وحب الوطن والشعب، ولكنها لم تعلمني "التلهمد" مثلك، روحي "لهمديهه مع غيري، هذا زمن التِلِهْمِد".
ثم ردد بفخر:
وَلِي وَطَنٌ آَلَـيتُ أَلا أَبِيعهُ...



#عبدالكريم_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون -كَفَرَة-
- سوزان ابراهيم و (لعبة الأنا).. قراءة تحليلية في مجموعتها الش ...
- الرفيقة (أم امتاني)
- بيت علي الشباني. محطة الشيوعيين.. شهادة
- العراقيون يتكيفون مع الحر ويحولون معاناتهم إلى نكات!
- شهادة دموية مكتوبة برائحة شواء لحم العراقيين
- مفردات برلمانية تغزو الشارع العراقي الآن
- 1/7 تاريخ كاذب لمواليد العراقيين على مدى قرن
- صورة -فكاهية- من داخل المعتقلات الصدامية
- البعث و ضرورة المراجعة الذاتية


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالكريم العبيدي - الشيوعي بلوى!