أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عائشة خليل - فتوى استرقاق النساء














المزيد.....

فتوى استرقاق النساء


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4628 - 2014 / 11 / 9 - 22:46
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


الحرب الأهلية الدائر رحاها في سوريا منذ عدة أعوام راح ضحيتها مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري: رجالا ونساء، أطفالا وشيوخا، وشرد من أهل سوريا أكثر من مليون اتخذوا من البلدان المجاورة ملاذا لهم. وفي أحد البلدان المجاورة أفتى أحد مشايخ بجواز اتخاذ النساء السوريات جواري وإماء، وساق من الأدلة الفقهية ما يؤكد وجاهة أن تسعى امرأة لأن تكون جارية رجل يقبلها ويستطيع الإنفاق عليها.

ومن البديهي أن تستقطب مثل تلك الفتاوى المؤيدين والمعارضين لها. فمن استطاع من أهل البلد المضيف الالتزام بإعالة امرأة (أو أكثر) من اللاجئات سيجد في مثل تلك الفتوى حلا سحريا لتمتع بعدد غير محدود من النساء، وفي المقابل يغضب أحرار سوريا من مثل تلك الفتوى التي نساء بلادهن منزلة الجواري والإماء ، ففي ذلك جرح لكبرياء الرجال المفترض فيهم حماية النساء وكرامتهن.

ويجب التنبيه أولا على التأثيرات السلبية للحرب على النساء خاصة في المجتمعات التقليدية.

الحرب هي لعبة الرجال يسعون إليها بترحاب في أغلب الأحيان، ويبحثون فيها عن مجد منشود، وفي الأغلب تكون النساء هن ضحية تلك اللعبة الفاتكة (انظري في شأن ذلك مقالة "ثلاث جنيهات"). فالنتيجة الأولى للحروب هي انعدام الأمن في مناطق النزاع مما يؤثر سلبا على حياة ً النساء، فانعدام الأمن يعني في المقام الأول أن النساء يتقلص وجودهن في الفضاء العام (فلا يذهبن إلى أماكن العمل أو الدراسة) خشية من أن يصبحن عرضة لجرائم الخطف والاغتصاب.

ولهذه الجريمة تأثيرات مباشرة على الصحة النفسية للضحية، وبالإضافة إلى ذلك قد يتم لوم الضحية في المجتمعات التقليدية وتوصم مما يؤدي إلى عزلها أو إفراد "إفراد البعير المُعبدِ" كما قال طرفة بن العبد في معلقته الشهيرة، وقد تقرر أيضا العائلة قتلها كي تتخلص من عارها نتج عن الجريمة جنين يتحرك في أحشاء الضحية. وقد تفقد العائلات عائلها من جراء الحرب، وتترك السيدات بمفردهن يبحثن عن مصدر للرزق لإطعام أطفالهن، ولكن انعدام الأمن في الفضاء العام يصعب عليهن السعي وراء الرزق. ولذا قد ترحل بعض العائلات وترتحل بحثا عن الأمن والأمان لاجئات في بلاد مجاورة.
ُ
وبالرغم من التحسن النسبي المفترض في أحوالهن المعيشية بمجملها، يكون اللاجئون واللاجئات في أغلب الأحوال عرضة للاستغلال الرأسمالي في البلد المضيف. وقد تضيف الغربة من مصاعب العائلة التي تركت بدون عائل، فتكون السيدات والفتيات عرضة للاستغلال الجنسي أو الاعتداء الجنسي. ومن هنا أتت فتوى الجواري والإماء سالفة الذكر. وبما أن كل إناء بما فيه ينضح فقد ذهب صاحب الفتوى إلى الحل الفقهي الذي يراه مناسبا للمشكلة القائمة.

ويمكننا المقارنة بين الحل الذي طرحة الفقيه، وذلك الذي طرحته ملالا يوسف في موقف مشابه. فقد رأت أن اللاجئات الأفغانيات في باكستان في حاجة ملحة إلى التعليم. فدافعت عن حق الفتيات في التعليم إلى أن أتتها رصاصة أرادت أن تسكت صوتها إلى الأبد، ولكن االله أمد في عمرها لتصبح أصغر حاصلة على جائزة نوبل للسلام وتستمر في دفاعها عن التعليم ليصبح حق كالماء والهواء للفتيات الأفغانيات. والفرق بين طرح ملالا وطرح الفقيه، هو الفرق بين من تسعى إلى تمكين المرأة لكي تواجه الحياة ومن يسعى إلى استعباد المرأة ليس فقط على سبيل المجاز وإنما في الواقع.

وهنا تطرح العديد من الأسئلة نفسها: لماذا أتى بمبحث الجواري والإماء؟ لماذا لم يتحدث عن تعدد الزوجات؟ وماذا عن القوانين الدولية المحرمة للرق والاستعباد؟ وما هي التداعيات الاجتماعية (والاقتصادية والسياسية) لفتح باب الاسترقاق في القرن الحادي والعشرين؟ وما هي حقوق الأمة والجارية في مثل تلك الحالات؟ وما هي واجباتها؟ وهل هي علاقة أبدية أم يمكن فصمها في وقت لاحق إن رغبت المرأة في ذلك؟ وماذا عن الأطفال الذين ينتجون عن هذه العلاقات؟ كيف سيكون مصيرهم وتصنيفهم الاجتماعي والطبقي داخل المجتمع؟

وفوق كل ذلك وقبله: لماذا لا نشغل أنفسنا بحلول عصرية لمشاكل القرن الحادي والعشرين عوضا عن البحث عن حلول تنتمي لقرون مضت؟ مثلا تدريب النساء على فنون الدفاع عن النفس! لماذا لا نعمل على منع الحروب وإيفاف النزاعاتً الدائرة؟ لماذا لا نوقف الاستغلال الرأسمالي للاجئين وللاجئات؟ لماذا لا نسعى إلى تأمين النساء في مخيمات اللاجئين بدلا من حثهن على بيع أنفسهن ولماذا لا نفكر في كيفية إدماجهن في المجتمعات كفاعلات متساويات مع الرجال، بدلا من التفكير في كيفية التمتع بأجساد أكبر عدد منهن؟



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظرة الذكورية المتفحصة
- تحية كاريوكا
- النساء والتجربة الليبيرية (2)
- النساء والتجربة الليبيرية (1)
- ثلاث جنيهات
- استدعاء العدالة (2)
- استدعاء العدالة (1)
- ذكورية الطرح عند هشام الجخ
- متى توقف عن معاملتكِ كأميرة؟
- الحصانة المجتمعية للمتحرشين
- مسيرة استرداد الشارع ليلا
- الغناء لأم العيال
- قوانين جندر جديدة بفرنسا
- الفيموقراط: تجربة من استراليا
- وضع النساء في مصر على ضوء تقرير البنك الدولي
- التواصل ووضع المرأة
- التهميش الْمُركَّب للنساء في فيلم -صمت القصور-
- التغني بالخضوع يتخطى حاجز المليون!!!
- السم في -عسل أسود-
- النكات والتحرش


المزيد.....




- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عائشة خليل - فتوى استرقاق النساء