فاهم إيدام
الحوار المتمدن-العدد: 4628 - 2014 / 11 / 9 - 20:41
المحور:
الادب والفن
( باريس )
بالأمس مشيت نهاراً كاملاً
ونصف ليلٍ كاملٍ في شوارع باريس،
بعدها
سألت نفسي
إن كنت أحسد من سيراها ذات يوم
مسقوفة بالزجاج والقباب الغازيّة؟
أنا أحكي عن الفاتنة الجسد والشفتين
عن الانيقة التي لم تغتسل منذ يومين،
عن شلال الضوء المتفجّر من قلب الماس
والنهر، حيث المحرّك الخفيّ الذي يحرّك المفاصل جميعها بصمت.
أنا لا اصفها للأسف
وإنما أحاكي بعض صورها!
*
يابانيون يأتون للزواج في الطرقات،
أرضيون ومرّيخيون يقفلون قلوبهم في أسيجة جسور السين
ويؤمّنوه مفاتيحها..،
مغاربة مضلِّلون بقلوب طيبةٍ
وباريس أبهى من أن تكون (غابة الكونكريت)
وأشهى من مجرّد مقهى
وأقسى من أن ترنو طيلة عَصرها نحو الأفق.
يبحث مشردوها عن أسنانهم وهم يتنابزون ضاحكين
وفنانو ساحاتها مملّون من كثرة بطئهم في الكلام.
*
على وجوهنا تستكين رفرفة الحمام
وبعيداً جداً عن وجوهنا يموت الحمام.
شريط موسيقى لاينتهي
يمضي مثل الهواء من بين الأصابع
وهنا يمكن لشحّاذٍ وسط الأضواء
أن يردمك ببنايةٍ أو شجرة.
أبحث عن الديك فلا أجده
لكنّ المزرعة منتظمة وتفيق على صياحه منذ قرون
أبحث عن الحصان فأجده
لكن الشرطة وحدها لها مساحة من خبب.
وبالقرب من ( السين ) المبتسم الوسيم
يقف نشّال المحفظات ولاطش الهواتف
وقد اخذا من القطط جميع حركاتها.
وباريس ارزن من أن تكون حديقة مافيا
وأجنّ من أن تسمح للبُداة
طمس وجه أنثى بالنقاب..!
موسيقى للكلام
موسيقى من الكلام
وموتٌ
من بردٍ
أو من حب.
****
9 ـ 2014
#فاهم_إيدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟