أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - بان كي مون و أحمد إبن داود














المزيد.....


بان كي مون و أحمد إبن داود


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4628 - 2014 / 11 / 9 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تختلف الشعوب حول الطريقة التي تسمي بها أطفالها. طريقتنا نحن هي بإعطاء المولود إسمه الأول، ونُتبع ذلك بإسم ابيه ثم جده ثم عائلته، وتصر الدوائر الرسمية الآن على أربعة مقاطع على الأقل. وفي كثير من الدول الغربية يختار الأهل إسم الطفل ويضيفون إليه إسم عائلة أبيه، وهذا السائد تقريبا، أما الإسم أو الأسماء الوسطى فيمكن أن تضُم إسم جده لأمه، فيصبح الإسم خليطا من أسماء العائلتين. ومن الحالات الغريبة التي لا يمكن أن نستسيغها نحن الأردنيين، هي المتعلقة بإسم الرئيس الأمريكي الأسبق بل كلنتون. إسمه الأول، "بل"، هو الشكل المصغر للإسم وليم، وهذا ينطبق على أسماء كثيرة مثل دك لريتشارد وتشك لتشارلز. أما إسم العائله، كلنتون، فليس له أية علاقة بأبيه الذي توفي وويليم طفل، بل هو إسم عائلة زوج أمه، روجر كلينتون، الذي كان نكرة قبل أن يتزوجها، والذي أعطى إسمه، قبل أن يموت، لزوجته ولويليم، وحتى لزوجة وليم، هيلارى، لأنها أصبحت زوجة ويليم كلينتون، فأصبح إسمها هيلارى كلنتون.

تصور لو أن عائلة أو عشيرة عربية "ضرب الحظ" معها بهذه الطريقة لدرجه أن إسمها أُعطي، وبدون وجه حق، لرئيس دولة ولوزير خارجيتها، على حساب عشيرة أخرى. هل كانت العشيرة الأخري ستقبل بهذا الترتيب؟ أشك في ذلك وأظن أن حربا كحرب داحس والغبراء ستقوم بين العشيرتين بعد أن ترفعا شعار: لنا الصدرُ دون العالمين أو القبرُ.

في كوريا والصين يُعطى المولود إسمان: الإسم الأول هو إسم العائلة، والإسم الثانى في العادة إسم مركب من مقطعين صغيرين. فزعيم ومؤسس الصين الحديثة إسمه ماو تسي تونغ، ويلقب رسميا بالرئيس ماو، وهو إسم العائلة، وكذلك زملاؤه تشو إن لاي وليو تشاو تشي، فهم تشو وليو. وجرت العادة في كل دول العالم أن يسمى الشخص، رسميا واختصارا، وخاصة في الإعلام، بإسم عائلته، فالإسم الرسمي المختصر لرئيس الوزراء الأردني الحالي هو النسور وليس عبد الله، والرؤسا السابقون هم: البخيت، والخصاونة، والرفاعي، وهكذا، وليس معروف وعون وسمير.

والشعب الكوري يطبق نفس النظام الصيني. العائلة التي تحكم كوريا الشماليه هي عائلة كيم (Kim)، فمؤسس كوريا الشمالية كيم إل-سونغ، وإسم إبنه كيم جونغ- إل، واسم حفيده، الرئيس الحالي، كيم جونغ-أون، فلا يمكن أن يسمى الإعلام هذا الرئيس أون أو جونغ-أون، فإما أن يكتب إسمه كاملا، أو ببساطة الرئيس كيم. أما الرئيسة الكورية الجنوبيه فاسمها: بارك غوي- هاي. وإسمها المختصر في الإعلام هو بارك، وهو إسم عائلتها. الإمين العام للأمم المتحدة إسمه بان كي-مون، ولذلك فاسمه الرسمي المختصرهو بان وليس "كي-مون،" أو "مون" كما يظهر في عناوين صحفنا. ليس هناك وسيلة إعلام عالمية واحدة تتحدث عن "السيد مون" أو "كي- مون،" بل عن السيد بان، وهي بالمناسبة كلمة قصيرة تساعد كتاب عناوين الصحف. وإذا لم يعجبنا هذا الجزء من الأسم، فلنستعمل إذن بان كي-مون كاملا. ومن المفترض أن نسمي الصينيين والكوريين حسب تقاليدهم، فهذا إحترام لهم ولتقاليدهم. هل نرضى أن يستعمل الإعلام الأجنيى أسماءنا بطريقة مضحكة، كأن يسمي الزعيم الجزائري السابق أحمد بن بيلا بالسيد بن أو السيد بيلا؟ إسم مؤسس بنغلا ديش هو: شيخ مجيب الرحمن، وشيخ هو إسمه الأول وليس لقبه. ولكن البعض في جنوب آسيا، الذين يجهلون الأسماء في اللغة العربية، كانوا يطلقون عليه الإسم العجيب شيخ مجيبور، لأن إسمه بالإنجليزية كان يكتب (Sheikh Mujibur Rahman)، ولكن الصحف المحترمة كانت دائما تسميه: (Sheikh Mujib)، لأنها تعرف أن الإسم مجيبور غير صحيح ولا معنى له.

بعض الدول تغير إسمها لدواعي قومية، فبورما غيرت إسمها إلى ميانمار، وفولتا العليا سمت نفسها بوركينا فاسو. وقبلت دول العالم هذه الأسماء واستعملتها. قبل عقود، وقبل أن تسيطر الألفاظ الإنجليزية علينا، كنا نلفظ إسم المدينة الكبيرة في غرب الهند بومباي (Bumbai)، وهو في الحقيقة يشبه الأسم الأصلي للمدينة قبل أن يحوله الإنجليز إلى: (Bombay). ولكن المتنغلزين منا حرفوا طريقة لفظها تدريجيا حتى أصبحنا نقول (Bombay)، بالضبط مثل الإنغليز. وقبل سنوات قرر الهنود تصحيح بعض أسماء مدن هندية كبرى بإرجاع أسمائها القديمة التي كانت تستعمل قبل الإستعمار الإنجليزي، فإسم (Bombay) أصبح (Mumbai). ووُضعت الأسماء الجديدة على الخرائط الهندية والدولية، واعترف العالمُ، وقبلَ، بهذه الأسماء. ولما بدأء العالم يسمي المدينة بأسمها الحقيقي، عند رغبة الهنود، حاولناإستعمال هذا الإسم، ولكن مذيعي الراديو والتلفزيون عندنا لفظوها بالطريقة التي تذكرنا ب (Bombay) فقالوا (Mumbay) بدل أن يقولوا (Mumbai).

بعض وسائل الإعلام العربية تسمي رئيس الوزراء التركي الجديد، الذي كان وزيرا للخارجية، "السيد أغلو." وهذا مثير للضحك. كلمة أغلو ليست إسما ولكنها موجودة كجزء لا يتجزأ من أسماء آلاف الأتراك، ومعناها "إبن." فإسم هذا السياسي هو أحمد "داود أغلو،" أي: أحمد إبن داود. فكيف نسمي شخصية مهمه، بكل بساطه، "إبن؟" إن الإطلاع على ثقافة الآخرين ومراعاة عاداتهم وتقاليدهم دليل على إتساع الثقافة والمعرفة، ومن المفترض أن نكون جزءا من العالم ونستوعب بعض تقاليد غيرنا. ويحسن بنا تصحيح الطريقة التي نتعامل بها مع الأسماء الأجنبية، ومن المناسب أن تُعمِّم كل وسيلة إعلام على موظفيها أفضل طريقة لكتابة ولفظ أي إسم جديد يحتاج إلى توضيح ومعاملة خاصة.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سنبقى نعيش في الماضي؟
- هل من وسيلة لحماية المسيحيين العرب؟
- إنعدام فرص الديمقراطية في العالم العربي
- هل غيّر القرضاوي نهجه المعتدل بعد إنجازات الإسلام السياسي؟
- تحالف تقوده أمريكا لن يهزم داعش
- سايكس بيكو وأخواتُها
- وسائل الإتصال الحديثة، والإرهاب، وإسرائيل
- حرب غزة علامة فارقة في النضال الفلسطيني
- المهاتما غاندي والقضية الفلسطينية
- حرب العراق الطائفية إحدى كوارث الإسلام السياسي
- من يُنقذ إسرائيل من نفسها؟
- حسن نصرالله وإستمرار المتاجرة بالقضية الفلسطينية
- -بوكو حرام- وعدم الإكتراث العربي والإسلامي
- القضية الفلسطينية والمواقف السلبية
- النظام السوري المتعجرف
- دهاء إيران السياسي
- التفكير الإيجابي وجلد الذات
- وفاة ياسر عرفات -- السبب والمسبّب
- المثقف الحقيقي
- الخلافة وولاية الفقيه


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - بان كي مون و أحمد إبن داود