أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - التكريم سلوك متحضر يضع الشخص في مكانته المناسبة لعمله أو إنجازاته .














المزيد.....

التكريم سلوك متحضر يضع الشخص في مكانته المناسبة لعمله أو إنجازاته .


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4626 - 2014 / 11 / 7 - 18:45
المحور: الادب والفن
    


التكريم سلوك متحضر يضع الشخص في مكانته المناسبة لعمله أو إنجازاته
السي علال مثالا.
كم هو مهم جدا العمل التطوعي ، إلى درجة لا يمكن لأي إنسان مهما علت مرتبته ، أو أي دولة مهما عظمت إمكاناتها ، الاستغناء عنه ، لما يبعثه من أمل في نفوس المتطوعين قبل المستفيدين ، ويجعلهم يحققون ذواتهم ، ويشعرهم بجدوى وجودهم في حياتهم ومحيطهم ، ويعبر عن حقيقة ترسخ في مكنون فطرتهم ونفوسهم من طبائع الخير المدخرة في أعماقهم الإنسانية ، ويستخرج مخزون دررها ، ويفعَّل طاقاتها المعطلة ، ويوجهها نحو خدمة الآخرين ، ومساندتهم وقضاء حوائجهم ، كما فعل ، قبل أيام ، رجل ستيني مشهور بروحه المشبعة بحب التطوع ، وطبعه المجبول على فعل الخير ، بين ساكنة حي "المنال" و حي "المسيرة"، الشعبيين -القريبين من محطة الحافلات "القامرة" بالرباط - الذي غامر بحياته لإنقاذ حياة المواطنين وممتلكاتهم ، بتسريح "قوادس " الواد الحار (الصرف الصحي) بقدراته الخاصة ، لتصريف مياه الفيضان التي حولت جل أحياء عاصمة المملكة وغيرها كثير من المدن الأخرى – كما في كل شتاء –إلى مستنقعات ما ألجأهم -في غيب تام للشركة التي يدفع الرباطيون ملايير السنتيمات ، لتسريح "قوادسهم" الاهتمام بالصرف الصحي للمدينة - إلى الاحتماء بكل ما ارتفع عن الأرض المحتقنة بمياه زخات مطر خفيف تبعثرت حباته هنا وهناك قبل أوان البرق والرعد ...
لقد حول المغاربة -المتعطشين للبطولة الحقة ، سويعات قليلة بعد الإنجاز التطوعي الخارق - شخصية السي علال ، الى "بطل قومي" ، ملأت كل فراغاتهم ، واحتلت مواضيع أحاديثهم في الشوارع والمقاهي ، وعبر جل الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ، التي زخرت بعشرات ألآلاف من تعليقات مئات الآلاف المعجبين ، الذين لم يتوانى البعض منهم عن منحه كل أوسمة الشرف والتقدير ، وبوأه البعض الآخر درجة "مواطن صالح"، وصفه بـ"مواطن اليوم"، و"مواطن السنة" وطالب غيرهم بتقليده منصب "رئاسته الحكومة" ، أو منحه حقيبة "وزير البيئة " والتي رأى الكثيرون أنه يستحقها باقتدار ، خلافا لعشرات المسؤولين الذين انتخبناهم وآخرين لم ننتخبهم .. وذهبت الحماسة بالكثير من المعجبين بالرجل الذي صنع الحدث واحتل صدارة الأخبار في كل وسائل الإعلام المواطنة ، إلى تسميته بأسماء طريفة : كاسم "مُنقذ العاصمة " و "قوادس مان" و " الرجل الخارق " و "علال الخارق" وذلك نكاية في مسؤولي دولة لا يحترمون آدميته المواطن ولا إنسانيته ، وانتقاما لإهمالهم الكئيب والمخزى اللعين الملعون الأليم المؤلم لمصالح المواطنين ..
كم هو رائع وجميل أن نكرم أشخاصا قدموا عصارة جهودهم في سبيل خدمة أوطانهم ، ودفعوا عجلة الرقي بمجتمعهم ، وذلك لأن التكريم في حد ذاته ظاهرة حضارية وقوة دفع تجعل من المكرمين في حالة من التألق والعطاء ، كما أنه أمثولة للنشء الجديد الذين سيلحظون ذلك التفضيل الكريم والتكريم الجتيل لجهود عظيمة أعطت الكثير من الخدمات الجليلة لمجتمعهم .. وقد قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم (ولقد كرمنا بني آدم) وقال الإمام علي عليه السلام "من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق" فلا أفضل من شكر المحسن على عمله ، فشكر الناس من شكر الله؛ ومن أساليب الشكر والبر، التكريم وذكر الفضل لأهله .
لكن الذي أزعجنى حقا ، وآلمنى كثيرا ، وزادنى حزناً واسى ووجيعة وحسرة في تقدير الرباطيين خاصة والمغاربة عامة لعلال ، هو مبالغتهم في الاحتفاء بعلالهم ، ومغالاتهم في تقليده الأوسمة الوهمية ، والدروع المعنوية ، ومنحه الشهادات التقديرية الخيالية ، والهدايا الرمزية ، وكأن "علال" هو المتطوع الوحيد والأوحد في مغربنا الحبيب ، مع أن بلادنا حبلى ولله الحمد بآلاف بل بملايين الرجال والنساء الذين يقومون يومياً بأعمال من المفروض أن يقوم بها غيرهم - الدولة ممثلة في مؤسساتها الرسمية - لتشبعهم بخصال التطوع وإقرارهم بفضائله الدنيوية فى كل المجالات على اختلافها ، وإيمانهم بعظيم أجره الأخروي المخصص لفاعلها مصداقا لقول الله عز وجل : "وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" البقرة 110 ، وقوله صلى الله عليه وسلم : "أحب الناس إلى الله أنفعهم " .. ومما لاشك فيه أن في حياة المغاربة نماذج وشخصيات كثيرة من هذه العينة المحبوبة عند الله ، والتي استطاعت بفضل تطوعها الفطري ، وتحويل الأزمات والكوارث ، إلى شيء آخر مفيد بقدر عظمة الأزمة أو الكارثة ، لأنهم لا يعشون لأنفسهم فحسب ، بل وللآخرين ، وأنهم على استعداد للتطوع وتلبية نداءات اوطانهم ، كما برهن على ذلك الـ 350 ألف مغربي الذين صنعوا حدث القرن بامتياز ، بتلبية -قبل تسع وثلاثين سنة - نداء المرحوم الحسن الثاني للزحف المقدس ، في مسيرة نعتها مبدعها بالخضراء ، تيمنا براية الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأطلق عليها "بيعة الرضوان" تبركا ببيعة الشجرة التي ذكرها القرآن في سورة الفتح "لقد رضي اللّه عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا"..من طرفاية إلى العمق الصحراوي" "مدججين" بسلاح غير معهود في الحروب ، قوامه كتاب الله (المصحف الشريف) والعلم الوطني والإيمان الراسخ بفضائل التطوع ونتائجه المبهرة في تحقيق المعجزات ..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مولاي يعقوب أو دائرة الموت !!
- شباط واللبارابطال موسم المشاوشة المنسي !!
- العنف في البرلمان !!
- المصداقية في مطار الدار البيضاء !!!
- مسألة مبدأ
- ذكريات من وحي العيد أسطورة ذهاب القطط للحج في يوم العيد !!
- ظواهر عيدية سلبيه مستفزة .
- من المسؤول عن ضياع أموال المتقاعدين ؟؟؟
- الشهوة !!
- مظاهر عيدية في حاجة لمعالجة !!
- يوم عالمي للمعلم وآخر للحمار !!
- إصلاح التقاعد ، لن يكون غير ب-العين الحمرا-.
- المحاصصة دعم لأفراد طائفة معينة ، أم هي توزيع للمغانم ؟؟
- المحاصصة دعم لافراد طائفة معينة ، أم هي توزيع للمغانم ؟؟
- رهانات الدخول السياسي لدى حكومة ومعارضة صاحب الجلالة !!
- الصحافة الجهوية مهنة من لا مهنة له
- القضية الفلسطينية والأقلام الخربة
- الأحفاد ودفئ التفاعل الاجتماعي
- قيمة الأمتعة من قيمة أصاحبها ، أو على وجه الجلدة كيتباس الكت ...
- اربعينية بونوارة ، حلت دون استئذان !!


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - التكريم سلوك متحضر يضع الشخص في مكانته المناسبة لعمله أو إنجازاته .