أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - النظرة الذكورية المتفحصة














المزيد.....

النظرة الذكورية المتفحصة


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4626 - 2014 / 11 / 7 - 07:23
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هناك مستويات من النظرات: منها نظرة عابرة، وأخرى متفحصة. والنظرة المتفحصة تتأمل وقد تشتهي، لا فرق هناك بين من ينظر إلى الشاشة أو على الطبيعة. وفي الشاشة كما في الطبيعة يكون الفاعل أو الناظر عادة ذكرًا (إذ تدرب الثقافة البطريركية النساء على خفض مستوى النظر باستمرار)، ويكون المفعول به أو المنظور إليه أنثى (إذ تدربها الثقافة البطريركية على أن تبدو دائما متعة للناظرين من خلال حسن الهندام والتجمل).

وفي مجال السينما، عندما تدور الكاميرا لتلتقط مشهدا معينًا تأخذ في الحسبان أن المشاهد ذكر حصرًا وتحديدًا. فعلى سبيل المثال، مشهد دخول البطلة لأول مرة في معظم الأفلام يصور ببطء شديد وبمرور الكاميرا على كامل جسد البطلة الرشيق والمنمق من ساقيها إلى وجهها. وفي مثل تلك اللقطة (المتكررة كثيرًا بالأفلام) يفترض صناع الفيلم أن المشاهد ذكر يتفحص جسد البطلة وزينتها. وهذا ما التفتت إليه النسوية لورا مولفي، ونعتته بالنظرة الذكورية المتفحصة. فالمتحكم في الكاميرا يمنح المشاهد (الذي يفترض سلفًا أنه ذكر) متعة بصرية تُشيَّأُ من خلالها النساء.

وفي الإعلانات كما في الأفلام توضع صور نساء جميلات متأنقات من أجل التسويق لمنتجات لا تمت بأي صلة للجسد المعروض، تضاف فقط كمتعة بصرية. بحيث تصبح فتاة الإعلانات هي المنتج المعروض. والترابط النفسي يكون كالتالي:« اشتر السلع من أجل أن تحصل على الفتاة» أو «عليكِ أن تشتري السلعة لتكوني كفتاة الإعلان وبالتالي تحصلين على رجل». أي أن الآلة الرأسمالية الضخمة التي تنتج السلع وتسوقها هي المستفيد الأول من تشيئ المرأة.

ومن أجل ذلك كان عمل النساء في مجالات الإخراج من الأهمية بمكان واحتفت بهن النسويات وخصصن الأبحاث المساندة لأعمالهن. كما نشأت شركة لتسويق أعمال المخرجات باسم «النساء يصنعن الأفلام» تسوق أفلاما لا تكون فيها النساء عرضة للنظرة الذكورية المتفحصة. كما اقتحمت النساء مجال النقد الفني فبحثن في الأعمال الفنية التي تشيئ المرأة وكتبن عنها. وبما أن المسئولية في تشيئ المرأة تقع جزئيًا على الفنانات والعارضات والمغنيات اللواتي يخضعن لطلبات المخرجين والمصورين فيقبلن أن يكن عرضة لنظرات ذكورية متفحصة، فقد التفتت الدراسات إلى أدائهن. وخصصن بالذكر من ارتقت منهن سلم المجد بحيث صار بإمكانها أن تفرض رؤيتها على المصور أو المخرج، فالممثلات الأقل رسوخًا في المهنة قد يكن عرضة لضغوط السوق من عرض وطلب، وهي أمور قد تتحرر منها من اكتسبت بعض الشهرة في مجالها. وضغوط النسويات على المجال الفني بكل أبعاده يأتي ثماره ولو بعد حين، وبذا تنحسر ولو جزئيًا النظرة الذكورية المتفحصة التي تفترض في المشاهد أن يكون ذكرًا وتعمل على إمتاع ناظريه بلقطات تصوب على أجساد النساء.

وعندما منع فيلم «حلاوة روح» من العرض في دور السينما، تباكى الكثيرون على الأخلاق وضياعها، وتحدثوا عن الصورة السيئة التي تلحق برجال مصر ونساءها من جراء عرض فيلم تنتهك فيه حرمة امرأة بلا رجل يحميها. لم تدقق تلك النقاشات في تشيئ المرأة من خلال النظرة الذكورية المتفحصة التي التقطتها الكاميرا. ولم يعاتب أحد البطلة لأنها سمحت بذلك، بل ألمحوا إلى عكس ذلك. ولم يقارن أحد بين ما تتعرض له نساء القاهرة من تحرش وما تعرضت له البطلة من ملاحقة وصلت حد الإكراه. وإنما تركزت الانتقادات على المظهر الخارجي «عِيب، الناس تقول علينا إيه؟»

ولعل تمادي صانعي الفيلم في النظرة الذكورية الفاحصة هو ما ضغط على الحكومة كي تمنع عرض الفيلم بعدما أجازته الرقابة. وربما لو خفف المخرج الجرعة قليلا لاستمر عرض الفيلم، ولم يلق العاصفة التي جوبه بها. ولكان لدينا الآن مادة خصبة للنقاش عن النظرة الذكورية المتفحصة، وعن الدور الذي يتحتم على الممثلات لعبه في ذلك الشأن، وعن العنف على أجساد النساء (من التحرش إلى الإكراه) وعن تواطؤ النساء ضد بعضن البعض في المجتمعات الذكورية من أجل الفتات الذي يُمنح للمتواطئات من النساء.



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية كاريوكا
- النساء والتجربة الليبيرية (2)
- النساء والتجربة الليبيرية (1)
- ثلاث جنيهات
- استدعاء العدالة (2)
- استدعاء العدالة (1)
- ذكورية الطرح عند هشام الجخ
- متى توقف عن معاملتكِ كأميرة؟
- الحصانة المجتمعية للمتحرشين
- مسيرة استرداد الشارع ليلا
- الغناء لأم العيال
- قوانين جندر جديدة بفرنسا
- الفيموقراط: تجربة من استراليا
- وضع النساء في مصر على ضوء تقرير البنك الدولي
- التواصل ووضع المرأة
- التهميش الْمُركَّب للنساء في فيلم -صمت القصور-
- التغني بالخضوع يتخطى حاجز المليون!!!
- السم في -عسل أسود-
- النكات والتحرش
- العنف على أجساد متباينة


المزيد.....




- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - النظرة الذكورية المتفحصة