أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الأبيض يليق بالملاك _ قصة فصيرة














المزيد.....


الأبيض يليق بالملاك _ قصة فصيرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 5 - 08:00
المحور: الادب والفن
    



دخلت يسبقها عطر أخاذ كأنما جنة دخلت عليك في مكمنك دون أن تدرك حسيس قدمها , أيقظت كل نوازع الحس فتعانق بعضها مع بعض أحتفالا بالقادم الآت ,رفعت عيني لأرى عالم أخر ما من حلم أو خيال قادر على أن يجسد ما أرى تسمرت في مكاني لم يعد من قوتي شيء يكفي لأقوم معانق أو مستقبل ... فتحت عيني بأوسع ما يكون هل هذا الذي أرى أم مجرد شبح يتراءى لي من عمق ما أفكر بها ... سبقتني بابتسامة أخرست صوتي هو الأخر.
كانت كما كنا قديما حينما كانت تصف الجدة لنا والجد أن الملاك يرتدي الأبيض ليشع نوره نقيا هي كذلك شعلة وهاجة , أختلط فيه الصفاء والأثارة حتى لم أعد أفرق بين حسي بها كملاك نقي طاهر واجب التقديس الإجلالي أم تلك الآدمية التي سلمت قلبي لها كي يقيم مستجيرا بين ضلوعها من نار شوقي لها وقلق روحي من بعد لا أحرز متى يقترب ومتى يكون الاقتراب ,. إنها هي لكنها أرتدت كل ملائكية الملاك فصارت حوراء من عالم لا يشبه عالمنا ولا عالم الملائكة .
مددت يدي أتلمس هذا الحرير المنسدل كشلال من حرير مطرز بالورد كأني أمسد على قالب من الزبد والقشطة ناعم طريا بضا من حرير القز غير مخلوط بشيء إلا بنور قمري يتلألأ متوهج كضياء بارق في ليلة شتائية غاب قمرها وغادرتها النجوم مبكرة , زاغ من نور الحرير بصري أو نفذ من بين خيوطه المنسوجة بفن صيني عتيق لأرى جنان لم يرى مثلها أحد من قبلي ولا يكون لأحد من بعدي , جسد من لؤلؤ حقيقي .
برغم من مساحة المكان الذي يضمني والملاك شعرت أني محاصر بالنور بالوله بالشوق كي أعانق الشمس غير مبال بالإحتراق , هممت أن ألثم أي شيء تقع عليه شفتاي من هذا الكون المنبسط أمامي كعالم ملئ بالتضاريس جبال وسهول ووديان , لكن المغري كانت تلك العينان النضاختان حيث يختبئ قلب ملاكي خلف أحدهما خائفا من الأسر ,سقطت عيني تنظر وتنظر بحسره على هذا الرفيف الذي لا ينقطع منهما , وددت لو أن بيني وبينه عدم حتى أكون أقرب بلا حدود وأبعد من كل مانع بعد السماء عن جارتها الأرض .
أسمع هدير يتعاظم في مسمعي صوت حار يحمل كل علامات الرغبة والشوق للقاء يخرج من صدر ملاكي كأنه نفث قاطرة ليعلن لي أن تعال , تقرب هيت لك هذا الجنان مباح لك تقرب وأركع على قدميك لتنعم مطرا على جسدي , تعال فزهورك ستزرعها في أرض طيبة ستباغتك بإيناعها الغير معتاد , تعال فقط وتلمس حرارة أضلعي وأنبن الفؤاد فقد تاق وأشتاق ,قبل كل الثغور المحمية والمستباحة لك وحدك ,أغزو كل مضاربي لا شيء يمنعك بلا شيء يدعوا لذلك , زمجرت كل شرايين الدم في جسدي وتفجرت أنهارا وشلالات وَلَه فتقربت لأنال حظي من رطب جني وأعناب وجنات من فواكه وأنهارا من عسل مصفى .
أستعدت وعي وأعلنت نفسي ملكا على من معي وأرتديت وشاح السلطان وأعتمرت عمامتي وقربت كأس المدام مني ثم أمرت الجميع بالجلوس كأني هارون الرشيد في غيه , تبسم الملاك وأحاطت بذراعيها رقبتني وأمطرتني سيلا من القبل كأنها خمرة معتقة فسكرت وأسكرت معي كل جواني فسقطت مغشيا من هول ما فعلت خمرة الرضاب المعتق بي ,تنفست عطرا لا أظنه صنع بشر ولا منتج زهر أنه عطر له منشأ خارج الطبيعة إنه ريح صدرها ونضيح بدنها ,مسك أذفر صحصح لي مشاعري وأيقظني من غفوة الرعشة التي أمتلكتني على وقع حروفها التي تعزف في أذني موسيقى ذات لحن فرح يجعل الحائط الصلد يميل طربا ,تعال حبيبي ضمني إليك صدرا لصدر ومنحرا لمنحر .
هممت أن أبدأ بقطف التفاح والتين والعنب من جنتها تمايلت عني فمايلت ميلها وتابعت تلوي خصرها أمسكت بأناملها الناعمة فتفلتت مني تغنجا وتبغددا ,علي أنال الخلد في خلودها الساكن في روحي انهد سلطاني وضاع ملكي بين تبسم وتمنع وتزلف وتدلل ,بعت كل أملاكي لها قبال قبلة أو ضمة عناق , مانعت زدت من ولهي ليتها تعرف أنها أحرقت كل ما تبقى من مقاومة أحارب بها ساعة النزال , لكنها أوغلت يإشعالي وأبرقت من دون رعد حتى ذاب جليد عمري في نار أشتعالي , قالت يا هذا لم يحن بعد الأوان حتى أمتلك منك صك غفراني .
لم يبقى عندي غير ورقة واحد كتبت بها قصيدة لم تولد بعد أجهضتها سريعا دونت بها أعترافي أنني أعشق هذا الملاك الواقف أمامي مفضلا حبها على نفسي وروحي معلنا براءتي من قلبي ومتنازلا عن كل عواطفي ومشاعري لها ,ذيل أعترافي بتوقيع فيه خارطة نبضي ووجودي وصدقته أما شاهدين ظلي وظلها وسلمت الصك بكل رضى ,نظرت لي ببرود وقالت هذا يكفي سأغادر الآن لسمائي فقد صرت الأن واحدا من فصوص خاتمي الثمين هذا ولملت أذيال ثوبها الطويل وغادرت من حيث قدمت من نافذة الحلم .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجود الظاهر والموجود ظاهرة
- أبيض أسود
- التصنيف العقلي والديني ح2
- التصنيف العقلي والديني ح1
- العقل السوي وسلطان التعقل
- محاولة تناقض _ قصة قصيرة
- الرؤية الذاتية من الخارج
- المسير العربي بين النفق المظلم وأمل النجاة
- الخلاف والأختلاف في التقرير الرباني
- الرواية التاريخية وصياغة المشهد الحدوثي في تاريخ الإسلام وال ...
- الأنا والعولمة ح1
- الأنا والعولمة ح2
- الإنسان الحقيقة والإنسان الرمز
- مفهوم الأستقامة في السلوك والممارسة الحياتية
- محددات الأستقامة
- في معنى التأدب
- أساسيات التأدب والتأديب
- لماذا نحب الحسين ؟.
- تنوع الدين ووحدة التدين البشري
- محمد وعيسى وعلي


المزيد.....




- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الأبيض يليق بالملاك _ قصة فصيرة