سمر دياب
الحوار المتمدن-العدد: 1299 - 2005 / 8 / 27 - 07:34
المحور:
الادب والفن
للمأساة أصابع عشر...تلتف حول رقبة الشعوب العربية لتهز رأسا عابقا بالجهل والغبار...
ترى...كم هيروشيما نحتاج لنعي أننا لسنا بوما لنخاف من ضوء النهار؟
بت على يقين الان ان الارض لا تدور...رغم انفك يا غاليلي..هي لا تدور...انها تتقلص فقط جيلا بعد جيل لتغدو يوما حذاءا على مقاس قدم بوش..ندور نحن حولها..
الذل قد يكون رهيبا اول الامر...لكنه مع مرور الوقت يصبح وجبة سريعة مغرية لذيذة الطعم..تستدعي وقوفنا في طوابير تتسع للمزيد بعد لنؤمن قوتنا اليومي من خطابات ووعود وياقات مزركشة تذكرنا اننا فقراء..فنبتسم اكثر للجنة الموعودين بها كوننا عبادا صالحين لا نحسد احدا ولا نغار من احد..والله يرزق الجميع..
وأفكر...هل حقا تستحق تلك الجماهير هذا الكم من شهداء الحرية؟؟
كم مريما يحتاج عيسى..وكم عائشة يحتاج محمد ليغيروا ما بانفسهم..وليعوا أن الرغيف ليس للأكل فقط وأن بامكان الحنطة أن تتدرب على حمل السلاح وتقاتل بدلا عنا احيانا..
الجماهير العربية تعاني فوبيا جماعية...فوبيا المواجهة..بارعة هي في رصف الاحلام وتشكيلها وثنا للعبادة لا ترى ضيرا في اكله حين تجوع..
حتى نيرون...أحرق مدينته الجميلة كي يغني..ومازلنا نحن نهاب حتى الاغنية..فكيف بالاحتراق؟؟
هي لا تدور...نعم لا تدور...
وحدنا من ندور في حلقة مفرغة...حول كوكب يعاشر بوصلة وجهتها كرسي وعاصمة..ونراقب ولادة دساتير ومبادرات وقمم عربية تبرر على الاقل الحادنا وترمي ذبابة في نصف الكأس الملآن ....
الصراخ جميل ياسادة...والهزائم ابدا فتية..
والقمع قنبلة موقوتة...لغم عاشق للآتي من أوطان تقض مضجع احلامنا..
كل هذا الحاضر المقيت..والعقول الضامرة بفعل الحرّ وحضارات شبه الجزيرة العربية تقتسم الأجيال بالعدل والسيف..هم لا يعلمون انها..لا تدور..
للحرية فقط حضور يفتت بوجعه المستبد ايديولوجيات النصر القريب والفتح ليتسنى _ لي على الأقل_ أن أحقن الخريف الذي أريد بفراش سيد حر مستقل يعتمر قبعة حمراء ويختار بكل جرأة الهزيمة التي ستكون بطلة ابداعه القادم...
علها حينها....تدور...
عفوك غاليلي...
#سمر_دياب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟